الشرق الاوسط : انقلابيو اليمن جندوا 5 آلاف طفل العام الماضي
كشف تقرير حقوقي حديث عن توثيق تجنيد أكثر من 4960 طفلاً من قبل الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال عام 2016، خصوصاً في محافظات الشمال مثل ذمار وعمران وصعدة.
وأوضح التقرير السنوي الثاني الذي أعلنه «التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان»، أن البلاد شهدت أكثر من 5092 حالــة انتهــاك موثقــة، منهــا 4882 اعتقالا تعسـفيا و210 إخفـاءات قسـرية تمثـل إجمالـي وقائـع الانتهاكات للقانـون الإنساني الدولــي والقانــون الدولــي لحقــوق الإنسان.
ولفت التقرير الخاص بوضع حقوق الإنسان في اليمن خلال عام 2016، إلى أن الحالات المرصودة جرت معاينتها بشكل مباشر من قبل الفرق المعنية، مؤكداً أنها لا تمثل العدد الكلي للانتهاكات الممارسة فعلياً بحق المدنيين، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، نظراً لإحجام كثير من الضحايا وذويهم عن الإبلاغ أو الإفصاح عن حالات الاعتقالات والاختطافات والإخفاء القسري خوفاً من الملاحقة والانتقام.
وبحسب التقرير، حققت محافظة صنعاء المركز الأول فيما يخص الانتهاكات بـ693 حالة انتهاك، ثم محافظـة البيضـاء بـ655 حالة، فيمــا ســجلت محافظــة إب المرتبـة الثالثـة بإجمالـي 539 حالــة انتهــاك، وجاءت بعدها محافظــة الحديــدة الواقعـة فـي السـهل التهامـي، الـتي يتميـز سـكانها بالبسـاطة والفقـر الشـديد، ومـع ذلـك وصـل عـدد الانتهاكات فيهـا علـى أيـدي مسـلحي الحوثـي وصالـح 506 انتهـاكات، وتعد كل هذه المحافظات خاضعة لسيطرة الانقلابيين. ودعا «التحالف اليمني لرصد الانتهاكات مجلس حقوق الإنسان» إلى إدانة الميليشيات الحوثية وقوات صالح لارتكابها الاعتقالات التعسفية وجرائم الإخفاء القسري، وتقديم مرتكبي تلك الانتهاكات إلى المحاكمة».
كما ناشد التحالف، مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وممثلها لدى اليمن، القيام بدورهما في حماية حقوق الإنسان والعمل على إلزام الميليشيات الحوثية وصالح بوقف الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري.
ورصد التقرير 209 أماكن جديدة للاحتجاز والاعتقال في عام 2016، منها 182 مكاناً للاحتجاز استحدثتها الميليشيات. وأضاف التقرير أن التحالف «وثق تجنيد أكثر من 4960 طفلاً من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، خصوصاً في محافظات شمال اليمن مثل ذمار، وعمران، وصعدة، كما تشير الأرقام إلى حدوث 3371 انتهاكا واعتداء على المنشآت العامة والممتلكات الخاصة».
ووفقاً للتقرير، قتل 2737 مدنياً في عموم المحافظات اليمنية، بينهــم 531 طفــلاً، و203 نساء، بينهم 1910 قتلوا عبر قصف ميليشيات الحوثي وصالح للأحياء السكنية، والقنـص المباشـر علـى أجزاء قاتلة فـي جسـم الضحيـة والطلقـات النارية، وعمليات الاغتيـال والإعدام والتصفية الجسـدية، والموت تحت التعذيب، والقتـل بالألغام.
كما رصد التحالف اليمني مقتل 240 مدنياً بهجمـات تنظيمـات متطرفـة مثل «القاعـدة» فـي جنـوب اليمـن وعمليات اغتيـال مـن قبـل عناصرهـا، إضافــة إلـى مقتــل 26 مدنياً بغــارات طائــرات من دون طيار الأميركية.
وقال مطهر البذيجي، المنسق التنفيذي للتحالف اليمني في الندوة التي عقدت بجنيف، إن التحالف اليمني سجل مقتل 288 مدنياً جراء الألغـام الفردية والمضـادة للـدروع، بينهــم 60 طفــلاً و16 امرأة، وإصابة 434 آخرين، بينهـم 58 طفـلاً، 15 امرأة، كما سجل التحالف مقتل 137 مواطناً جـراء التعذيـب والإعدامـات الميدانيـة والتصفيـة الجسـدية وعمليات الاغتيـال، بينهـم 12 إعلاميـاً.
إلى ذلك، تطرق همدان العليي، الكاتب اليمني والناشط الحقوقي، إلى معاناة أسر المختطفين، مستعرضاً أوجه المعاناة التي يعيشها المختطفون والمختفون قسرياً في سجون جماعة الحوثي منذ سنوات. وقال إن أكثر المتضررين من أفراد أسرة المختطف هم الأطفال والنساء وكبار السن، مبيناً أشكال الأضرار والانتهاكات التي تتعرض لها الأسر، أهمها الاعتداءات والمخاوف من اقتحام منازل المدنيين، والاعتداء بالضرب على أقرباء المختطفين والمختفين عندما يتم تنفيذ أي فعاليات أو أنشطة للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم.