محمد الزعوري : نستغرب مدى الصمت المريب لما يدور في جبهة الصبيحة
الدكتور محمد الزعوري استاذ الفلسفة في جامعة عدن والناطق الاعلامي للمقاومة الجنوبية بمناطق الصبيحة بمديريتي طور الباحة والمضاربة وراس العارة بمحافظة لحج صوت اعلامي حالم وناجح وله رصيد زاخر في هذاء المجال عبر مختلف الوسائل ..
التقته الصحيفة على عجل واجرت معه هذاء الحوار الصحفي المتواضع الذي تحدث من خلاله بكل شفافية والم وقهر عن كل ما يجري في الصبيحة في الوقت الراهن منذ اكثر من شهر من تطورات للمعارك بين المقاومة الجنوبية وقوات الحوثي والمخلوع صالح فإلى التفاصيل ...
حاوره / محمد النقيب
ماهي اخر تطورات المعارك في جبهة المضاربة؟
اولاً نتقدم اليكم بالشكر الجزيل لهذه اللفتة الكريمة منكم لجبهات الصبيحة ومقاومتها الباسلة والتي تخوض معارك ضارية مع العدو وتحقق انتصارات كبيرة ممهورة بالدم والتضحيات الجسام بعيداً عن الاضواء الاعلامية التي تجاهلتنا كثيراً ، وكأن الصبيحة ورجالها لا يستحقون نشر اخبارهم وبطولاتهم ومعاناتهم جراء هذه الحرب الظالمة التي تشن عليهم ، ونحن نقدر لكم هذه الالتفاتة وما تقدموه من جهد اعلامي جبار في سبيل ايصال الكلمة الحرة المقاومة الى جماهير شعبنا الجنوبي الابي الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل حريته وانعتاقه من جبروت الظلم والاحتلال ، ونتمنى لكم التوفيق في مهامكم الاعلامية والتميز في أدائكم الصحفي .
وحول سؤالكم عن آخر تطورات المعارك في جبهة المضاربة فإننا نؤكد لكم إن الصبيحة عصية على الانكسار وتمتلك طاقة هائلة من العطاء الوطني والنضالي قلما تجد له نظير ، ولدى ابنائها قيم التضحية والفداء والثبات في احلك المواقف ، ولن تجد فيهم من يتولى عند الخطوب التحديات ، لهذا نطمئن اخوتنا في الجنوب وفي العاصمة عدن إن الرجال في جبهات القتال تسيطر على كامل الشريط الحدودي الذي كان يفصل مابين الجنوب والشمال سابقاً ، ابتداء من المسراخ حتى باب المندب غرباً ، وتصد محاولات الغزاة الحوثيين من التقدم نحو اراضي الصبيحة وتكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح متحدية كل الظروف القاسية التي تحيط بهم من نقص المؤن والعتاد والذخائر وغيرها من الامكانيات العسكرية التي تتطلبها المعارك ..
- هل يتم اسناد المقاومين من قبل قوات التحالف كما يجري في تعز ؟
يمكن القول ان هناك إسناد من التحالف وإن لم يكن بالمستوى المطلوب على الاقل في الوقت الحالي ، ونحن نشكرهم على ذلك ونتمنى أن يولي التحالف مزيد من الاهتمام لجبهات الصبيحة وتعزيز مقاتليها بالسلاح والذخائر والمؤن و أن لا يقتصر على الاسناد الجوي فقط لما له من اهمية عظمى ، فنحن بحاجة ماسة لإسناد متكامل على الارض ايضاً ، لان تأمين المواقع والمنافذ التي قد يخطط لعبورها الحوثيين للتوغل نحو الخط الساحلي بحاجة الى اسلحة نوعية ومدرعات ترابط في تلك المواقع ، وهذا ما ننتظر استكماله في القريب العاجل ..
- علمنا ان ابطال الصبيحة يقاتلون بما توفر لديهم من اسلحة شخصية ما صحة ذلك ؟
نعم هذا هو الوضع لدينا ، لايوجد غير اسلحة القبائل التي اكتنزتها خلال الفترة الماضية والتي كانت تستخدم للاقتتال الداخلي القبلي ، واليوم نحمد الله على منه وكرمه في أن جعل العدوان عامل لتوحيد القبائل التي ارهقها الثأر وبدد قواها خلال السنوات المنصرمة .. لذلك تجد اليوم الاغبري يقاتل الى جواره الكعلولي في مترس واحد بعد ان وجهوا سلاحهم الذي جمعوه ذات يوم لمواجهة بعضهم .. صارت توجه فوهاته الان نحو العدو مجسدين أبلغ معاني التسامي على الجراح والآلام .. حين طبقوا قولاً وفعلاً قيم التصالح والتسامح وصاروا يداً واحدة لمواجهة البغي والاحتلال .. ولهذا ليس غريباً على رجال الصبيحة الابطال ، فكل المواقع والجبهات تشهد لهم وتؤرخ لهم أدوارهم وإن حاول البعض تهميشهم ونكران تضحياتهم .. وانتم قد علمتم كم من المناشدات اطلقناها من الجبهات لتدارك الوضع ودعم المقاتلين بالسلاح وتسيير خط إمداد متواصل بكل ما تتطلبه الجبهات .. وقلنا لكل الجهات إنه لا ينقصنا الرجال فالصبيحة طاقة من العزم والتضحية ليس لها مثيل ، ولكننا بحاجة للسلاح للدفع بأكبر عدد ممكن من الرجال الى ساحات الكرامة ليذودوا عن اعراضهم وشرفهم وعن وطنهم .. ونحن ننتظر أن يتحقق ذلك .. وسنظل الى ذلك الحين نقاتل بأسلحتنا وبأموالنا .
- ترك منطقة الوازعية تحت سيطرة مليشيات الحوثي هل كان سبب توجه ذات المليشيات الى المضاربة؟
الوازعية منطقة جبلية تقع شمال مديرية المضاربة ، وترتبط معها بشريط حدودي جبلي طويل يمتد لعشرات الكليومترات ، وهذا الشريط كان منذ ماقبل الوحدة المشؤومة منطقة صراع وحروب بين الشمال والجنوب ، بل كان جزء كبير من الوازعية يتبع مديرية المضاربة وتم ضمها فيما بعد للوازعية تعز ، وقد تسببت تلك الحروب لتفريق القبائل بين الجانبين ، واليوم التاريخ يعيد نفسه حيث تمكنت المليشيات من السيطرة على الوازعية بظرف ساعات بواسطة متحوثين من مشائخ المنطقة ولم تواجه بمقاومة فاعلة في مناطق الوازعية إلا من قبل الاسر التي تنتمي تاريخياً للصبيحة كالبوكره والمشاولة على سبيل المثال ..
وبالرجوع الى الهدف من سيطرة المليشيات والجيش اليمني على الوازعية في بداية شهر سبتمبر كانت تخطط للتوغل نحو الخط الساحلي لعزل المقاومة وقوات التحالف التي ذهبت نحو باب المندب لتحريره من قبضتهم ، اي انها محاولة بائسة يراد منها تحقيق هدف من اثنين ، اولهما التوغل في عمق المضاربة والاتجاه نحو الخط الساحلي لإرباك القوة التي تقدمت باتجاه باب المندب ، وإذا لم تتمكن من تحقيق ذلك الهدف فإنها ستعمل على دفع المئات من رجال القبائل وشبابها للتوجه لحماية مناطقهم بدلاً عن اشتراكهم ضمن قوة اللواء الثالث حزم الذي يظم الالاف من ابناء الصبيحة بقيادة العميد احمد عبد الله تركي والذي أسندت إلية مهمة تحرير باب المندب بمساندة قوات التحالف ، وبالتالي نجح الحوثيين في الهدف الثاني وهو مايستدعي العمل على اتخاذ جملة من الاجراءات العسكرية لإعادة حالة التوازن في الوضع العسكري في القطاع الغربي كله .. وهي رسالة نوجهها للتحالف للقيام بذلك بصورة عاجلة .
- هل للحكومة دور في دعم جبهتكم خاصة في الجانب المالي ؟
للأسف لا .. لايوجد إطلاقاً إي دعم مالي من قبل الحكومة الشرعية ولا من غيرها .. وكل ما تحصل عليه الجبهات مجرد مبالغ زهيدة من متبرعين لاتكفي حتى لتوفير الماء للمقاتلين في قمم الجبال .. وإذا هناك أي دعم مالي نحن لا نعلم به فعلى من يقدم ذلك ابلاغ قيادة المقاومة .. وتحديد الجهات المقصرة في ايصالها لمن قدمت إليهم ، ونحن نطالب الحكومة والسلطة الشرعية وقيادة المقاومة والمجاميع الداعمة ان تلتفت للمقاومة في الصبيحة فالمعركة معركة الجميع ويجب على الجميع ان يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية .
- الى اين ترجح كفة المعارك الى التصدي والدفاع ام الى الهجوم والتطهير ؟
المقاومة ورجال قبائل الصبيحة المقاتلة في الجبهات ممثلة بالأغبرة والكعللة والبوكرة والمحاولة والعلقمه والرويس ، تسيطر على كل شبر من أراضيها .. وتدافع باستماته عن المناطق التي تملكها ، ولكنها ايضاً تتقدم بعمليات خاطفة للاستيلاء على مواقع العدو في عمق الوازعية التابعة لتعز والتي يشن الحوثيين هجماتهم منها ، وقد تمكنت المقاومة من قتل العشرات منهم والسيطرة على مواقعهم واغتنام اسلحة وعتاد وذخائر وهو الامر الذي يعزز من صمود الجبهات ، هذه العمليات تتم من اجل تامين الشريط الحدودي وحرمان الغزاة من استخدام المواقع لمهاجمة مواقع المقاومة ، وكان آخر المواقع التي سيطرت عليها المقاومة في الصبيحة جبل ذي عهده ، وغنمت منه الكثير من العتاد .
- الاعلام الحكومي وحتى الحلفاء انشغل في ما يدور بتعز وغض الطرف عن معارك الصبيحة الى تعزون ذلك ؟
نعم هناك الكثير من الصحة فيما قلت ، فالاهتمام الكبير لتحرير تعز جعل كل الانظار تتجه نحوها ، ولم نجد من الاعلام الحكومي غير قناة عدن التي تبث من الرياض ، وهي الوحيدة التي لازالت تتبع الاحداث الجارية في الصبيحة وبشكل متواصل منذ بدء الحرب ، وذلك من خلال التواصل المستمر من طاقم برنامج " يوميات المقاومة " وهذا يدل على حرص قيادة القناة في تغطية كل الاحداث والمعارك على طول وعرض الوطن ، ومن خلالكم نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لمدير القناة ونائبه وكل العاملين فيها ، ونتمنى عليهم ان يحركوا طاقم تصوير لإجراء مقابلات وتغطية المعارك بالصوت والصورة ... واما بقية الوسائل الحكومية فكل منها مشغول بأجندته .
ومازلنا نأمل أن تجد الصبيحة الرعاية والاهتمام وأن لا تطغى أحداث مناطق على مناطق أخرى فالمعركة واحدة ومتداخلة ، وعملية تحرير تعز لا يمكن لها أن تنجح إلا من خلال تأمين ظهر القوات المهاجمة وهذا يجعل من تأمين الصبيحة وتحرير الوازعية من أولى المهام التي يجب ان يقوم بها التحالف .
- تواجه مليشيات الحوثي وقوات صالح ضربات موجعة في جبهة المضاربة بالصبيحة ، فتلجئ لقصف القرى والمدنيين ...هل يمكن ان توضحوا لنا ذلك ؟
هذا من اساليب الغزاة الحوثيين الحقيرة والدنيئة ، وقد رأينا جرائمهم في العاصمة عدن من خلال القصف العشوائي على الاحياء السكنية وقتل الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بعد كل هزيمة تلحق بهم ، وهذا ما يحصل بالضبط في الصبيحة ، حيث تتعمد المليشيات قصف القرى ومنازل المواطنين لعلها بذلك تضعف من عزيمة المقاتلين وتربك صمودهم ولكنها لن تنجح ابداً .. لان ابناء الصبيحة قد تمرسوا على كل هذا ولم يفت في عضدهم أي شيء ، ولم تعد همجية الغزاة تخيفهم ، بل يزيدهم ذلك إصراراً وثباتاًً للدفاع عن الكرامة الغالية .
ونحن ندعوا لقاء ذلك الصمود ان يتم اغاثة النازحين والمتضررين في خطوط المواجهة وقد لمسنا ذلك بوصول الهلال الحمر الاماراتي لهم كل التقدير والاحترام .
- هل من كلمة اخيرة تود قولها ؟
نعم هناك الكثير من الكلام .. ولكنه كلام مشحون بالألم والوجع لما نلمسه من تجاهل ذوي القربى لما نعانيه ونعيشه ، وكأننا من كوكب آخر ولا ننتمي لتراب هذه الارض الطاهرة التي رويناها بالدم ومازلنا نقدم القرابين تلو القرابين في محراب الحرية والكرامة التي ننشدها ، نستغرب مدى الصمت المريب لما يدور في جبهة الصبيحة ، نشعر بالقهر حينما لا تقدر تضحيات اهلنا وشبابنا .. وينتابنا كثير من الحزن عندما لا نجد ضمادة لإسعاف جريح .. وحينما نزف الشهداء الى المقابر زمراً وفرادى دون بواكي .. .. ورغم ذلك سنبقى حراس أمناء للوطن ، ولن نبرح ساحات الشرف والبطولة إلا بالنصر او الشهادة ، وتلك خصالنا كما عرفتنا الحروب والمعارك ، أشداء ذوي بأس شديد ..
وفي الاخير نتمنى للمقاومة الجنوبية النصر المؤزر ، وتدعوا قادتها الى توحيد الكلمة والقيادة والسير قدماً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الجنوبي الحر المقاوم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نقلا عن عدن الغد