أحمد لملس .. حكاية رجل رفض الهروب من عدن فحاصره الحوثيون ثم اتهمته المقاومة
حين تسأل عن احمد حامد لملس في مديرية خورمكسر بعدن لن تعدم احدا يدلك عليه .. ذلك ان المذكور الذي يعمل مديرا عاما لمديرية خورمكسر لم تقتصر خدماته على صلاحياته الادارية بل كان شخصية اجتماعية معروفة يفتح بيته وقلبه لكل جنوبي ويستمع الى مشاكله ويعمل على حلها حتى لو كانت خارج إطار اختصاصه الوظيفي .
لم يكن يدر بخلد احمد حامد لملس الذي صمد في عدن وقت هروب قياداتها .. ولم يكن يدر بخلده وهو يترأس جلسات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية وهي الخطوة التي اغضبت عفاش .. لم يكن يدري الرجل انه سيدفع ثمن هذه المواقف ومواقف أخرى جنوبية مشرفة للرجل خاصة وانه فتح منزله لحل مشاكل كل الجنوبيين بدون استثناء .
فور سيطرة اللواء 39 مدرع الموالي للحوثيين على مطار عدن فرض الحوثيين على منزل احمد لملس حراسة تشبه الاقامة الإجبارية بتهمة دعمه للمقاومة الجنوبية وتحريضه على اقتحام معسكر الصولبان أثناء تمرد السقاف .
استطاع أحمد لملس ان يخرج من منزله المحاصر بأعجوبه وتمكن من الخلاص من هذا الحصار .. استقر به المقام باستئجار شقة خلف ملعب 22 مايو لكن مشوار المتاعب معه لم ينتهي فقبل يومين جاء عدد من السلفيين المنضوين في إطار المقاومة الجنوبية واقتادوه الى فلة قائد لهم في حي ريمي وهناك تم التحقيق معه بدعوى دعمه للحوثيين بالأكل والماء .
اصبح الرجل متهم من كل طرف وهو معروف في مواقفه مع ابناء عدن وابناء الجنوب .. والمضحك المبكي ان التهم الموجهة اليه متناقضة فالحوثيين يتهموه بانه من دفع الى اقتحام الامن المركزي من عدن والمقاومة تدعي انه مون ودعم الحوثيين بناء على بلاغات كيدية تم توزيعها في الواتس والفيسبوك .
صمد احمد لملس في وقت هربت فيه عدد من قيادات المحافظة والسياسيين الرخاص الذين تركوا الناس تواجه مصيرها دون قيادة ولم يشفع له كل هذا ولا انجازاته التي تتحدث عن نفسها في خورمكسر .. فالدس الذي يقوم به بعض المشبوهين وما يرددونه من اشاعات كان أقوى للأسف مستغلين هاجس التخوف والحذر الموجود عند الناس في ظرف الحرب .
طوال الفترة الماضية وتحديدا منذ بدء المواجهات بين المقاومة الجنوبية وقوات الحوثي وعفاش دأب مجموعة من المشبوهين بترويج رسائل عبر الفيسبوك والواتس ومواقع التواصل الاجتماعي يروجون فيها بلاغات كاذبة تستهدف شخصيات جنوبية داعمة للشرعية في عدن وتشكك في ولاءها لعدن كما طالت الاشاعات المروجة رجال اعمال وممتلكات تجارية ليتضح ان خلف هذه الدعايات المغرضة امرين لا ثالث لهما : إما أنها استغلال لظرف الحرب ومحاولة لتصفية حسابات شخصية او هي محاولة منظمة لشرخ الصف الجنوبي وزرع بذور اقتتال جنوبي جنوبي من خلال التشكيك في ولاء عدد من الشخصيات الجنوبية الوطنية المعروفة بمواقفها الثابتة .
نقلا عن حياة عدن