" الصبيحي " هل يلدغ من جحر " هادي " مرتين ؟!
منذ أن قاد اللواء محمود احمد سالم الصبيحي الحملة العسكرية برفقة زميله اللواء الشهيد سالم قطن على أنصار الشريعة بمحافظة أبين وتحريرها لمع نجمه مجدداً وأصبح الشعب يشير له إليه بالبنان .. فقد حاز على ثقة الناس ودخل إلى قلوبهم بدون استئذان .. بداء الأمن والأمان يعود إلى الديار حتى غزى ووصل الى مضاجع الشعب بعد ان فقدوه لأعوام .. بداء يعود إليهم نتيجة لصدق وشجاعة وإقدام هذا الرجل .
الثقة الدولية التي منحت للصبيحي
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية اللواء الصبيحي نصب عينيها وكأنها وجدة ضالتها المفقودة منذ سنوات في ظل تنامي نشاط تنظيم القاعدة الكبير في اليمن وبالذات في المحافظات الجنوبية وفي عجز وتخاذل وتلاعب السلطات اليمنية بهذه الورقة واستخدامها كفزاعه وورقة لابتزاز الخارج بها وخاصة الولايات المتحدة ودول الجوار .
منحته الولايات المتحدة دورات تأهيل مستمرة ( حسب تناول وسائل إعلامية لذلك ) ليكون الرجل التي ستعتمد عليه كليا في اليمن وخاصة في الجانب العسكري وفي مكافحة الإرهاب .
هيكلة الجيش
من النتائج التي آلت إليها اتفاقية المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن ولنقل السلطة فيها سلميا " هيكلة الجيش " .. فتم تقسيم الجيش إلى 7مناطق عسكرية ،فقد ضمت المنطقة العسكرية الرابعة وقيادتها بمحافظة عدن كلا من محافظات أبين ولحج والضالع وتعز وهي أهم مساحة جغرافية حيث الممرات المائية والمضايق وهي المساحة الجغرافية التي تتمركز وتنشط فيها عناصر القاعدة .
لم يكن تعيين اللواء الصبيحي قائدا للمنطقة الرابعة محض صدفة ولكن بعناية خارجية كما يبدوا والتي لعبت دوراً كبيرا في عملية الهيكلة .. فقد حقق الصبيحي نجاحاً باهراً ومنقطع النظير في توطيد الأمن ومحاربة القاعدة وحصر نشاطها في عمليات انتحارية خاطفه نادراً ما تنجح .
معركة المحفد والتحول الجذري
عندما حاولت عناصر القاعدة إعادة تنظيم نفسها في مناطق عدة منها المحفد بمحافظة أبين وعزان في محافظة شبوة وقيامها بعدة عمليات ضد الجيش فقد قررت وزارة الدفاع القيام بحملة عسكرية واسعة في تلك المناطق ،فكانت قيادة الصبيحي للحملة في المحفد بنفسه واثر ذلك على العامل النفسي لأفراد الجيش ( في الوقت الذي كان الجيش يمر باسوا حالة تمزق وإحباط نفسي ) والنجاحات المتلاحقة التي حققها من دحر لعناصر القاعدة وتطهير المنطقة وفي زمن قياسي ، كان انجاز آخر وعظيم يضيفه الصبيحي إلى رصيده وخطوه أهلته بامتياز وزادة من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه .
" الصبيحي " ذلك الأب الذي يلجئ إليه الكل في حل المشاكل
لم يكن اللواء الصبيحي قائداً عسكريا فقط .. بكل كان إلى جانب مسؤوليته العسكرية ذلك الشخصية الاجتماعية التي تحضا بقبول واسع ومنقطع النظير وعلى مستوى كل أطياف المجتمع .. فكان يتدخل في حل المشاكل الاجتماعية المستعصية .. كان ذلك الشخص الذي يستنجد به المظلومين لرفع ما حل بهم من ظلم .
تعز المحطة التي جعلت الصبيحي يسحب البساط من تحت هادي
إضافة إلى ما حققه الصبيحي في قيادة المنطقة الرابعة من انجازات على الصعيد الأمني ، كان الحدث الأبرز والاهم والاختبار الحقيقي له في تعز ووقوفه في وجه التمدد الحوثي وإيقافه ، جعلت منه الشخص الوحيد القادر على مواجهة الحوثي عقب انهيار كل القوى المناهضة بالإضافة إلى تجريد هادي من كل الصلاحيات وإبقائه أشبه بالديكور في القصر الجمهوري .
الفخ الذي وضعه هادي للصبيحي وأوقعه فيه
هللت وكبرت وسائل الإعلام المختلفة للواء الصبيحي ورفع الشعب قبعاته تقديراً لمواقفه القويه في الحالمة تعز والتي حذر فيها كل من تحاول له نفسه العبث بأمنها واستقرارها.
حينها اختفى اسم هادي من المشهد تماماً وكاد لا يذكر .. دق ناقوس الخطر الذي يهدد عرشه،تحرك أصحاب المصالح القاعدون حوله .. جن جنون هادي من التهاويل التي توصله بان الفندم هو من سيقعد على كرسي السعيدة والتي لم تعد كذلك ..كانت أزمة المشتقات وما تلاها من إقالة حكومة باسندوة وما نتج عنه من عدم التوافق في تشكيل حكومة تدير البلاد .. اتفقت القوى على تفويض هادي لتشكيل حكومة لعلها تخرج البلاد وتخفف ولو جزئياً من معاناتها .. لاحت الفرصة سانحة أمام هادي لإسكات الأصوات المتعالية باسم الصبيحي .. وجد هادي الحل بعد ما ظل وعانا في البحث عنه ..
" هادي" نسى او تناسى ولو مؤقتاً بان بما يسمى اللجان الشعبية لأنصار الله موجودة بجانب منزله وتدير كل مرافق الدولة المدنية والعسكرية وإنها أصبحت على مشارف تعز في وسط البلاد .. ضحى بمكانة المنطقة العسكرية الرابعة كقوة عسكرية أبقت على التوازن العسكري وسمعة القوات المسلحة المتهالكة ..
طلب هادي من اللواء الصبيحي قيادة وزارة الدفاع في حكومة " بحاح " الأمر التي تقبله الشعب بصدمة كبيرة بما فيهم الصبيحي والذي ظل يحاول بهادي للتراجع عن اختياره لعلى وعسى .. موضحاً له بان صنعاء وغالبية المحافظات لم يعد فيها جيش لإدارته ( وزيراً للدفاع ام وزيراً للجان الشعبية )؟!
اظهر الحوثيون امتعاضهم ( المغلف بالرضاء التام ) من اختيار الصبيحي كوزيراً للدفاع وهي الخدمة المجانية التي قدمها إليهم هادي على طبق من ذهب .
القسم الدستوري في حكومة بحاح
لم يفلح استجداء الصبيحي لهادي فلبى نداء هادي لحماية الوطن .. أدى القسم الدستوري بأنه سيقف إلى جانب الشعب وفي خدمته وحماية مصالحة .. لم يكن قسمه للدفاع عن هادي وهو ما اتضح ذلك لاحقاً .. خرج الصبيحي إلى صنعاء غداة أداءه القسم متجولاً بين معسكراتها فلم يجد ما يديره .. توجه إلى المجلس المحلي وبوساطة وبجاه الله تم منحه " شيولان " فتوجه بها إلى ساحة التغيير بجامعة صنعاء يرافقه طقمين من مرافقيه الذين غادروا معه من المنطقة الرابعة .. قام بجرف عدد من الخيام الخاوية على عروشها منذ 2011 م ليحفظ بها ماء الوجه .
تنفس الصعداء في مثلث عدن لحج أبين
كان الصبيحي ليس قائداَ عسكريا فقط في المنطقة العسكرية الرابعة وإنما كان إضافة إلى ذلك بمثابة المراقب والعائق في طريق القوى النافذة والمتخصصة في عمليات النهب والفيد والمتغلغلة وسط الفساد .. تنفست تلك القوى وعادة لتمارس مهنتها بكل حرية دون رقيب او حسيب شاكرة هادي ومثمنة صوابية اختياره !
إدراك في الوقت الضائع
حاول الصبيحي التنقل بين كلاً من محافظتي مارب وشبوة وبعض المحافظات الأخرى لعله يجد موطئ قدم في ثكنات عسكرية يستطيع ان يخطب ويبعث فيهم روح الفداء والوطنية المفقودة وليظهر على الأقل أمام الشعب بأنه وزيراً للدفاع وليس " كوز مركوز " ولكنه لم يقتنع بنفسه بما يمارسه فكيف يستطيع أن يقنع الشعب ؟!
عاد إلى صنعاء ولازم عرينه .. كان يخرج ليستنشق الهواء واحتفل مع اسر ضحايا مجزرة العرضي ووضع أكاليل الزهور على ضريحهم وقلبه يقطر دماً .. متسائلاً: كيف استطيع ان احمي هذا الطبيب قبل الجندي .
أدرك وتأكد بان وزارة الدفاع لم تكن سوى فخ نصبه له هادي .. زد إلى ذلك سماعة لمكالمة مسربة غير معلنه في ظل انتعاش سوق المكالمات المسربة أهديت إليه كان يتحدث فيها هادي مع احد معاونيه عن الحلول لإيقاف صعود نجم الصبيحي .
سقوط " هادي" وحضور " الصبيحي " للإعلان الدستوري
ظلت ما تسمى اللجان الشعبية لأنصار الله في القيام بعملياتها العسكرية بمشاركة وحدات من الجيش في المحافظات تحت مظلة " الصبيحي " حتى وان كان ليس له فيها أي قرار غير "ورطة هادي له " حتى وصلت إلى عقر دار هادي ووضعته تحت الإقامة الجبرية بمعية طاقم حكومة بحاح .. باستثناء " الصبيحي " .. حيث كانت إقامته الجبرية منذ مغادرته عدن إلى صنعاء .. أعلن هادي وحكومة بحاح استقالاتهم .. أعلنت ما تسمى باللجان الثورية تنظيم حفل لما أطلقت علية " الإعلان الدستوري " .. ظل الكل يترقب عن الشخصيات التي ستحضر ذلك الحفل .. ظهر الصبيحي في الصف الأول للحاضرين موجهاً بذلك الظهور صدمة لمن لا يعرف حقيقة ما يدور خلف الكواليس، ولكن الرسالة وصلت لهادي بان ( حضور الإعلان الدستوري لا يقل شانا عن كارثة وزير لا يملك صلاحيات الجلوس على كرسي مكتبه من دون وجود لجان رقابية على كيفية جلوسه ومتى سيجلس وتوقيت النهوض )..
إعلام هادي يوجه سهامه الى صدر الصبيحي
أطلق إعلام هادي العنان لاعلامة والمتعاونين معه من مراسلي القنوات وبطريقة ذكية لتشويه سمعة الصبيحي تحت حجة الدفاع عنه فقيل عن الصبيحي مالا يقول .. فقالت قناة العربية وعلى لسانه ( الصبيحي : اقتادونا كالنعاج ولا ندري إلى أين ) في الوقت الذي تقول القناة ان هواتف الصبيحي الجوالة مغلقه .. في تناقض واضح!اظهروا الصبيحي بأنه لا حول له ولا قوة .. نصبت القناة ناطق رسمي باسم الصبيحي ليزكي بأنه ا تحت الإقامة وان هواتفه مغلقه ولا يعرف مصيره عقب الإعلان .. نهشت المواقع والصحف والقنوات في سمعة الصبيحي ضانة بأنها ستكون الضربة القاضية والتي لن ينهض عقبها إطلاقا.
الهروب من صنعاء واللقاء في عدن
بغض النظر عن الطريقة والكيفية والجهات التي وقفت خلف خروج هادي والصبيحي من صنعاء والتي وقفت خلفها جهات خارجية للترتيب لمرحلة جديدة .. هرب " هادي " ووصل إلى عدن وهو مستمر في شرح بطولته القومية في " الهروب " لكل الوفود التي تزوره يومياً بدلا من مناقشة أوضاع المرحلة ومتطلباتها .. خرج الصبيحي من صنعاء بسيناريو شبيه لهروب هادي ،فوصل إلى مسقط رأسه بمنطقة رأس العراة بالصبيحة محافظة لحج ..
إيقان هادي بان الصبيحي استعاد عافيته
تفاجئ هادي بوصول الصبيحي إلى مسقط رأسه واعتكافه هناك .. حيث كان يخيل له بأنه سيوصل مهرولاً إلى حضنه في عدن .. ما هو الدور السياسي الذي سيمارسه الصبيحي مستقبلاً ؟ الجهات التي وقفت وراء خروجه ؟ أهمية الصبيحي لكي يتم إخراجه من صنعاء إلى عدن ؟
أسئلة راودت هادي ولم تجد عن إجابة .. ضن هادي بأنه هو الشرعية .. فلا حاجة للباقيين ..
أرسل هادي الوساطات والوفود لاستقدام الصبيحي .. فقد رفض مراراً حتى نجحت أخر وساطة رجحت أن يكون السفير الأمريكي خلفها .. حضر الصبيحي والتقى هادي .. حاول هادي بكل الطرق والأساليب لكي يعيد الصبيحي للعمل كوزيراً للدفاع حتى يظهر للخارج بان الصبيحي ما زال تحت أمرته وبمثابة الموظف معه باءت كلها بالفشل ..لم يدرك هادي بان الخارج وبالذات دول الخليج قد يئست منه من ان يخرج بالبلاد من وضعها الراهن .. هادي ظل يستلم المنح والمساعدات ولا نتيجة ملموسة على ارض الواقع .. كل المساعدات لا يعرف مصيرها.. دول الخليج ترى بان الدعوة الى أي انتخابات رئاسية مبكرة تصب في مصلحة صالح والحوثي ولذلك فهي تظل متمسكة بهادي بحجة انه يمثل الشرعية وتستخدم بدائل أخرى لمواجهة صالح والحوثي بعيدا عن الدعوة لأي انتخابات مبكرة .. من ضمن تلك البدائل تعيين نائباً لهادي بصلاحيات مطلقة توضح المؤشرات والمعطيات على الأرض باتجاه اللواء الصبيحي وبحسب تأكيد مصادر مطلعه .