خصروف : موقف اللواء محمود الصبيحي من اقتحام مليشيات الحوثي لدار الرئاسة وضع اكثر من الف علامة استفهام
أكد العميد المتقاعد محسن خصروف أن ما جرى ويجري في اليمن منذ 21 سبتمبر الماضي وما قبله تم بتنسيق تام بين الرئيس السابق وقيادات واعضاء حزبه وقوات الجيش الموالية له بالتحالف مع جماعة الحوثي. وكشف خصروف في حوار صحفي أجراه معه "مندب برس" عن التنسيق الحوثي - مؤتمري منذ اجتياح منطقة الخمري معقل بيت الأحمر إلى حصار العاصمة صنعاء إلى اسقاط مؤسسات الدولة. كما كشف خصروف عن أسباب الحرب الأخيرة التي دارت أحداثها في مقر القوات الخاصة في الصباحة.
نص الحوار:
كيف تنظرون الى الوضع اليمني في ظل سيطرة الحوثيين على العاصمة وانتقال الرئيس هادي إلى عدن؟
شكرا لمندب برس وأنا من قراء هذا الموقع ، الرئيس هادي بعد الانقلاب الذي قاده حلف علي صالح وحلفائه بالمؤتمر وأنصار الله بعد أن حُصر وضعوه في زاوية ضيقة جداً أدت إلى تقديم استقالته وبعد الاستقالة تعرض لإهانات ثم قلب الطاولة على رؤوس الجميع وتمكن من المغادرة الى عدن .
الحوثيون الآن في مأزق شديد هم وحلفاؤهم وكل من يعتقد ان بإمكانه إزاحة السلطة الشرعية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
وقد اتهموا الرئيس هادي بعد أن قدم استقالته بأنه يريد وضع اليمن في فراغ سياسي وحينما غادر إلى عدن وتراجع عن استقالته قالوا أنه يريد أن يدخل البلد في إرباك. وكذلك الأمر مع رئيس الوزاراء المستقيل خالد بحاح حينما استقال تم اعتقاله وحينما رفض العوده اتهم بالخيانة.
الحوثيون قد يحسنون بعض إدارة العمليات القتالية ولكنهم لا يحسنون إدارة الدولة ، هم تعرضوا لفشل ذريع وكبير على مستويات متعددة سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية أيضا ، حتى القوات المسلحة التي تمكنوا من الاستيلاء على بعض معداتها وعتادها لم يحسنوا إدارتها حاولوا اختراقها بطرق شتى لكنهم لم يفلحوا في هذا ولذلك القوات المسلحة إلى هذه اللحظة لاتزال منقسمة .
القوات المسلحة بعد اغتيال الزعيم الشهيد القائد ابراهيم الحمدي الذي كان حتى عهده القوات المسلحة تتربى تربية وطنية على الطريقة التي تربت عليها عبر الخبرات المصرية منذ الستينات اخترقت هذه المؤسسة وتحولت الولاءات فيها إلى ولاءات شخصية مناطقية قبلية مذهبية .
تم شخصنة ولاء القوات المسلحة ومازال هذه الموضوع متجذر هذا اللحظة وهو ما عقد المشهد السياسي في اليمن . نلاحظ بعد ثورة 30 يونيو في مصر لأن القوات المسلحة المصرية مؤسسة وطنية ولاءها للوطن أنحازت للشعب ولم يتمكن أي من مراكز القوى أن يجرها لمصلحته . حصل العكس في اليمن تماما فبعد 21 مارس انقسمت القوات المسلحة اليمنية على بعضها . كانت القوات المسلحة قبل ثورة الشباب تتكون من كتلتين قتاليتين ضخمتين الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرع وكلا قائديها من بيت الاحمر من سنحان وشركاء في الحكم لكن اختلفا في قضايا كثيرة.
في 21 مارس بعد مجزرة الكرامة القسم الذي انحاز للثورة بسط يده على ساحة الثورة وفرض إرادته عليها وممكن أن يقال بوضوح أن الثورة تم الاستيلاء عليها او جيرت لصالح مراكز القوى . استمر هذا الخلل في أداء القوات المسلحة حتى هذه اللحظة. مشكلة اليمن أن القوات المسلحة ليست منحازة للشعب ولاءها للاشخاص.
الآن دول الاقليم والعالم اعترفت بالرئيس هادي كرئيس منتخب ولا يعترفوا بالانقلاب الذي حدث سواء بما حصل في 21 سبتمبر عندما تم اجتياح العاصمة بقوات ورجال وأموال وسلاح ومعدات علي عبدالله صالح بيافطة حوثية أو حينما اجتاحوا دار الرئاسة ومقر إقامة الرئيس في 21 يناير . حتى هذه اللحظة لم يعترف بهم أحد ويتعاملون معهم باعتبارهم انقلابيين وخارجين عن الشرعية.
القضية الكبرى فيما يجري في اليمن هو الحوار الذي هو الهدف الأول والأخير للرئيس هادي الذي أعلن تحمله أي شيء حتى الاهانة في سبيل أن يصل بالبلد إلى الاستحقاق الدستوري ومن ثم إلى الانتخابات لتستقر البلاد على بداية الطريق الصحيح.
هم أرادوا بهذا الانقلاب سواء هم أو شريكهم أن يقطعوا الطريق وأن يحرفوا العملية السياسية عن اتجاهها ويدخلوا البلد في صراعات جانبية تمنع الوصول إلى فكرة الدولة المدنية لأن الدولة التي بأذهانهم هي دولة مناطقية طائفية مذهبية.
الآن البلد تمشي في طريق العودة إلى الحوار وليس لهم خيار إلا العودة إلى الحوار.
أين تلمس دور علي عبدالله صالح في كل ما حدث؟
دور علي عبدالله صالح دور مباشر الحوثيون بإمكانياتهم البشرية والمادية لا يستطيعون أن يتجاوزون صعدة، الرئيس السابق بقيادات المؤتمر الشعبي وأعضاء مجلس النواب وضباط حرسه الخاص وأعضاء المؤتمر الشعبي ومشائخ القبائل الموالين له جاءوا بالحوثي من صعدة إلى حرف سفيان ومن حرف سفيان إلى منطقة الخمري في حاشد معقل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأولاده وتمكنوا من اقتحام الخمري.
الذين اقتحموا الخمري ليسوا الحوثيين فالحوثي مجرد يافطة ، الذي اقتحموا كانوا مشائخ حاشد ومنهم الشيخ علي حميد جليدان وحمود عاطف وأولاده وعيال مجاهد ابو شوارب والشيخ محمد يحيى محسن الغولي والشيح عبدالله بدر الدين والشيخ أمين الضلعي وأخوه عبدالسلام ، مشائخ جبل عيال يزيد ومشائخ عيال سريح ومشائخ بكيل هم الذين اقتحموا الخمري وهم الذين اسقطوها نكاية في أولاد الأحمر وثأراً منهم لتحقيق هدف يخص علي عبدالله صالح ثم أيضا الصراعات القبلية في هذه المنطقة ، هم الذين حاصروا عمران واسقطوها وحاصروا صنعاء ، نعرف الذين حاصروا صنعاء بالاسم قيادات مشائخية كبرى في المؤتمر الشعبي وضباط حرس خاص كبار تابعين لعلي عبدالله صالح هم الذين حاصروا صنعاء من جهة الغرب وأعضاء مجلس النواب في قبيلة بني مطر والحيمتين وحراز وهمدان في جهة الشمال ، أعضاء مجلس النواب وضباط الحرس الخاص وقيادات المؤتمر في كلا من بني حشيش وأرحب وبني الحارث وعيال سريح في جهة الجنوب ، وأمثالهم من قبيلة سنحان وبلاد الروس وبني بهلول وخولان ومعروفين ضباط الحرس الخاص بالإسم وأبو علي الحاكم كان مجرد يافطة.
وخير دليل على ذلك مثلا مقر القيادة العليا للقوات المسلحة السابق و مقر اللواء الرابع حماية رئاسية فيه ما يزيد عن 50 دبابة و40 راجمة صواريخ و 40 عربية بي ام بي وفي اكثر من 60 طقم مسلح وفي معدات وعتاد يقاتل في هذا اللواء لمدة سنتين ومع ذلك دخل مقر القيادة 10 أشخاص بيافطة الحوثيين وشعار الموت لأمريكا ومعهم طقم من الشرطة العسكرية
وتمكن هؤلاء العشرة من إخراج كل هذه المعدات والدبابات فهذا يدل على الخيانة ومثل ذلك كل مؤسسات الدولة في العاصمة وقد تم التضحية بمجموعة من الجنود البائسين المساكين حتى تبدوا العملية حقيقة، لذلك فالحوثي لم يحقق أي نصر أبدا وهو أستلم عاصمة بكل هدوء وبساطة
ما هي السيناريوهات المتوقعة من وجهة نظرك بناءا على المعطيات الحالية؟
ليس أمام اليمنيين بشكل عام والحوثيين بشكل خاص إلا العودة إلى العملية السياسية والحوار السلمي والتراجع عن ما عملوه في الانقلاب ووضع السلاح جانبا وتسليم اسلحة الدولة، أو الانفلات الى احتراب أهلي يدفعون الوطن اليه بدفع من ايران فالحوثيون يستدعون الاقليم والعالم لحرب إقليمية في اليمن. ما يجري في اليمن صراع إقليمي دولي أبطاله امريكا والسعودية وإيران وبعض دول الخليج ، مثله مثلما يحصل في سوريا وما يجري في اليمن هو من قبيل التخفيف على نظام الأسد وابتزاز أمريكا والاقليم لتحقيق مكاسب سياسية في سوريا. لديهم سيطرة في بعض المحافظات حتى على البحر الاحمر لديهم الحديدة وهم يخططون للوصول مباشرة إلى باب المندب وهذه قضية أمن قومي يمني مصري أولا وأخيراً وهذا ممر دولي يخص العالم والملاحة الدولية وليس من المتوقع أن مصر ستغض الطرف عن ما يجري خصوصا أن قادة عسكريين مصريين قد أعلنوا أن باب المندب خط أحمر ويجب أن يكون خط أحمر فهو مكمل القناة ومكمل دور مضيق هرمز وهذا ما تسعى إليه ايران للسيطرة على الأمن القومي العربي.
هناك خشية من البعض من تكرار المشهد الليبي ، حكومتان وعاصمتان ، هل ترى امكانية حدوث ذالك في اليمن؟
قد يكون هذا الى حينه لكن ليس لدى الحوثيين إمكانية تشكيل دولة او اجتياح الجنوب ليس فقط امكانية مادية وعسكرية بل ليس مسموح بهذا دوليا وقد تنجر اليمن لحرب جزئية ولن تنقسم اليمن إلى دولتين على هذا الأساس.
هل تعتقد أن أنصار الله قد وصلوا إلى مرحلة الاستعصاء العسكري؟
الأمر مرتبط في رأس أشخاص ومنهم علي عبداللة صالح فهو الذي أوصل الحوثيين إلى هذه المستوى من العناد والغرور وأنا أتصور أن يكون هنالك دور دولي لدى دول أوربا والولايات المتحدة فهم الذين يعرفون بشأن أموال علي صالح ال 60 مليار وهم الذين يتغاضون عما يفعله ومنحوه الحصانة ويدافعون عنه فلو أرادوا اخراجه لأخرجوه من وقت طويل لكنهم يعيدون ترتيب الأوراق في اليمن لمصلحتهم ، كل هذه الدول ومعها السعودية أوصلت اليمن إلى هذه الحال وبيدهم بالتأكيد بعض الحلول.
برأيكم ما هو أقصى حد قد يصل إليه مجلس الأمن من تهديد للحوثيين؟
بداية أنا لا أعول على مجلس الأمن ولا على قراراته فليس لديهم إلا الكلام والقرارت ، القول الفصل في يد أمريكا نيابة عن العالم وفي الإقليم المملكة ودول الخليج هولاء هم الذين بيدهم الحل في اليمن. ونعول أيضا على الدور المصري مباشرة خصوصا أننا على مركب واحد والدور المصري لا يمكن أن يكون سهل أو غير ذي جدوى على العكس تماما الدور المصري والموقف الايجابي من قضية باب المندب هو ما سيلجم كثير من القوى وأولها إيران.
بالنسبة للوضع في مأرب ، هل تتوقع اندلاع حرب هناك وفي حال حصلت الحرب ما انعكاساتها على الوضع اليمني بشكل عام؟
الحوثي لديه ثلاث محافظات هامة يستهدفها ، تعز لأنها نقطة الانطلاق إلى لحج ومنها إلى عدن ، ويريد البيضاء لأنها الخاصرة التي ينطلق منها إلى الجنوب ومأرب ، ويريد مأرب لأنها أقرب الطرق إلى حضرموت وشبوة وبقية مناطق الجنوب. لكن المعادلة العسكرية في مأرب ليست في صالح الحوثي الان ما لم تحدث خيانات وبيع وشراء في الولاءات .
بالنسبة للمطالبين بالانفصال هل ترى أنهم قد يستفيدوا من انتقال هادي إلى عدن؟
لو كان ثمة عقل سياسية وعسكري وموضوعية لما استعدوا الشمال على الاطلاق ولما استعدوا النظام أو الرئيس هادي. حين يطالبون بالانفصال إنما يستعدون قوى سياسية أخرى ليست مع الحوثي ، يفترض بهم اليوم أن يتكلموا عن حل عادل عن القضية الجنوبية في إطار دولة فدرالية اتحادية لأنهم حين يطالبون بالانفصال التام يدفعون قوى سياسية أن تصطف في المكان الذي لا تريده. هنالك ما يشبه الحوار في هذه القضايا فهم يستوعبون مثل هذا الخطر في الجنوب.
مؤخراً بدأت نغمة الارتياب في التنامي تجاه المبعوث الأممي، هل تعتقد فعلا أن بنعمر، ساهم بشكل سلبي في تطورات الأحداث في اليمن.
بنعمر ليس لديه دبابة أو مدفع أو إمكانية يستطيع أن يضغط على أحد هو فقط يمثل الامم المتحده ولا يمثل أمريكا ولا مجلس الأمن هو يمثل الامانة العامة للأمم المتحده ، هذه فقط تستخدم كورقة لتمرير تصرفات بعض القوى السياسية التي تريد أن تفشل الحوار السلمي الجاري في اليمن.
بلغنا أنه تم حصار منزلكم من قبل الحوثيين ، نريد أن نسمع منكم ما حصل ؟
منزلي لم يحاصر فقط بل تم اقتحامه جرى اقتحامه بأربعة من المسلحين وثلاث مسلحات - لديهم مسلحات - كانوا يبحثون عن شادي ابني لكنه لم يكن موجود في البيت ثم قاموا بمحاصرة المنزل بأطقم مسلحه وأفراد مسلحة لساعات طويلة حتى آخر النهار . انتهى الحصار عندما جاءت أوامر بعد حوارات وضغط من الشارع والمجتمع . شادي في مكان آمن واضطر أن يغادر لأسباب أمنية فهو ناشط في رفض وهو قائدها واضطر للمغادرة وانا أيضا ضيف في بلدي جمهورية مصر العربية.
أريد أن اقول لك سر ، انا كنت من أشد المدافعين عن أنصار الله وكل القوى السياسية قامت بالدفاع عنهم ومن ذلك الحزب الاشتراكي اليمني وكنا ندافع عن مظلوميتهم باعتبارهم اصحاب حق ، الآن الحوثيون يمارسون الظلم بطريقة أكثر بشاعة من النظام السابق ، كانوا يشكون من عنف الاصلاح والسلطة في التعامل مع المسيرات الجماهيرية السلمية مع ساحة الثورة ، هم الآن يمارسون سلوك أكثر بشاعة يعتقلون المتظاهرين ويعذبونهم حتى الموت ويضربونهم ويعتدون عليهم اثناء المسيرات السلمية ويبنون لهم سجون خاصة وأدوات تعذيب خاصة، هذه السلوك كشف نوايا هذه الجماعة وأن السلطة بهوية وايديولوجيا احادية الاتجاه هي هدفهم في فرض ارادتهم .
بالنسبة لأحداث الصباحة وما دار فيها من اشتباكات سادها الكثير من الغموض نود الاطلاع حسب رؤيتكم على ما حدث؟
هي مسرحية دفع ثمنها جنود أبرياء ، كان هنالك بعض من المجندين في بداية الثورة الشبابية يقال أنهم محسوبون على التجمع اليمني للاصلاح فأرادوا التخلص منهم وقتلوا مجموعة من داخل المعسكر وسلموا المعسكر لانصار الله ببساطة شديدة ولم يقاتل أحد، القوات الخاصة هذه قوات النخبة لا يمكن لمائة شخص مسلح ، سواء كان حوثي أو غيره اقتحامه، هذه القوات تستطيع أن تقاتل لسنوات فقوات وقدرات أفرادها مضروبة في عشرة ، لذلك عندما يقال أن حوثيون أقتحموها فهذه لا يمكن أن أصدقها ولا يمكن أن يصدقها أي يمني يعرف عن قوات النخبة، هذه مسرحية تسليم يعرفها كل يمني، وربما الدور القادم على قوات الاحتياط التي يقودها اللواء علي بن علي الجائفي بمسرحية مشابهة.
بالنسبة لموقف الصبيحي الذي فاجأ الجميع من تحوله من صف الرئبس والشرعية إلى صف الحوثيين ، ما تفسيركم لهذا التحول ؟
أنا لا أعطي الصبيحي أي مبرر ، فهو قائد عسكري ممتاز وحقق انجازات مدهشة في محاربته لتنظيم القاعدة وكان يعول عليه لكن موقفه من اقتحام دار الرئاسة ، هذا الموقف السلبي ، له ولقائد قوات الاحتياط وقائد القوات الخاصة الذين تفرجوا على دار الرئاسة وهي تقتحم من مليشيات يضع ألف علامة استفهام على هذا الموقف. ،وقد قيل أن الصبيحي تحت الضغط ولكن هذا لا يصدق ففي موقف وطني مثل هذا تستوي عنده الحياة أو الموت ويعود وزير دفاع بعد أن أهينت الدولة ورئاسة الدولة هذا موقف لا يحسب له بل هو عليه.
تعيين زكريا الشامي نائب رئيس هيئة الاركان وترقيته من رتبة صغيرة إلى لواء ، كيف تنظرون إلى ذلك؟
في إطار فرض ارادة المنتصر هذا قرار الغلبة ، زكريا الشامي كشاب هو ضابط ممتاز ومخلق جدا وأبوه قائد عسكري كبير قاتل دفاع عن الثورة والجمهورية منذ الستينات وحتى آخر لحظة، وهو مؤهل عسكريا حيث وهو في الثلاثة وأربعين سنة وكان يحمل رتبة العقيد وكان يفترض أن يكون عميد من سنوات وليس صغير كما يقال، لكن هناك من هو أقدم منه في القوات المسلحة والأمن، مئات الضباط ، فهذا يدل على أنه قرار ليس مبني على خبرة ولا على مؤهل وإنما على أساس فرض ارداة سياسية تتكئ على الغلبة والقوة ليس أكثر.
باعتباركم ضابط بارز في التوجيه المعنوي ، كيف ترون صحيفة 26 سبتمبر هذا المنبر الهام الناطق بإسم الجيش وقد أصبحت ناطقة باسم الحوثيين حاليا؟
بداية أنا كنت رئيس شعبة البحوث والدراسات في وزارة الدفاع ولست إعلاميا فعملي أكاديمي وفي دائرة التوجيه المعنوي لثلاث سنوات مسكت هذه الشعبة ، شعبة البحوث والدراسات ، بقرار من القائد العام للقوات المسلحة ، وصحيفة 26 سبتمبر كانت حتى في عهد العميد الركن علي حسن الشاطر الشاطر تتسع للرأي الآخر فقد كان يكتب فيها البردوني وعبدالعزيز المقالح ورؤوفة حسن وكثير من الكتاب اليساريين أيضا كانوا يكتبون فيها ، الان في صنعاء نحن أمام اللون الواحد والفكرة الواحدة ولا ابالغ اذا قلت في اننا سائرون في اتجاه فرض ايديوليجيا مذهبية واحدة .
الحوثيون يسعون لحل الاحزاب في اليمن ، هل ترى امكانية حذوث ذالك وفي حالة حدوثة فكيف ستؤول الاوضاع في اليمن؟
أتوقع أن يحصل منهم هذا خصوصا إذا استمرت القوى السياسية في فعالياتها المناهضة للانقلاب وتأييدها لشرعية الرئيس والمطالبة بنقل الحوار إلى خارج العاصمة ، وفي حال حصل هذا لن يكون في صالح جماعة الحوثي بل سيعجل بنهايتها بقرار مثل هذا أما القوى السياسية فتظل تنشط وتناضل بكافة السبل.
يحاول الحوثيون بعث رسائل تطمين لدول البحر الأحمر بأنها لا تشكل خطر على باب المندب ، ما تعليقكم على ذلك؟
يقال أن الفعل هو ما صدق القول والحوثيون أذا اراوا اثبات حسن النية فعليهم تسليم مؤسسات الدولة والقوات المسلحة ويتركوا مسألة الدفاع عن الوطن والحدود والأرض والبرد والبحر على مؤسسة الدفاع والأمن ، لكن بسيطرتهم على المؤسسة العسكرية والمنافذ البحرية والبرية تحت أيديلوجيا معينة تتبع بشكل مباشر لدولة إيران ومن ثم يقومون بإرسال رسائل طمئنة فهذا كلام ليس مقبول ولا يمكن لذي عقل تصديقه.
ما هي الأوراق المتاحة لدى الحوثيين حاليا ، وما هي الاوراق المتاحة لدى الثوار والشرعية؟
الأوراق المتاحة لدى الحوثيين هي القوة والغلبة ولا يؤمنون بفكر ولا حوار بدليل أنهم يعطلون الحوار ويريدونه أن يستمر تحت السلاح. الثوار والقوى السياسية الاخرى لديهم أكثر من ورقة ضغط وأهم وأقوى ورقة ضغط وأكثرها فعالية هي الجماهير ، الشعب اليمني والعمل السلمي المدني الضاغط هو أهم من سلاح المليشيات لإنهاء الحالة القائمة
ما تعليقكم على فتح طيران مباشر بين طهران وصنعاء للمرة الأولى؟
هذا الاتفاق فضح نفسه للوهلة الأولى فليس هنالك جالية يمنية في إيران ولا جالية إيرانية في اليمن ، 14 رحلة في الاسبوع يبدو لا فوائد منها إلا إذا كانت عسكرية حيث يخططون لحرب أهلية سيشعلونها، ليس فقط حرب أهلية في اليمن وإنما اقليمية خصوصا ان قائد في حزب الله يتكلم في مقابلة تلفزيونية علنية بوضوح أن الحج القادم إلى مكة المكرمة بدون فيزة حيث سيحررونها مثل الفاتيكان حد قوله.
هل ترون نقل السفارت الخليجية والدولية خطوة أمام بداية لتقسيم البلد؟
هي خطوة إيجابية لدعم شرعية الرئيس والدولة اليمنية ورفض الانقلاب وإعلان هذه الدول تمسكها بوحدة اليمن أرض وإنسان .ليس من مصلحة الدول الغربية أن تنقسم اليمن أو أن ينفرد الحوثيون في الشمال ويسيطروا عليه فيشكلوا شوكة في خاصرة الخليج والجزيرة العربية ويهددوا أمن العالم.
بالنسبة للموقف الخليجي ، هل ما قدموه لدعم الرئيس هادي كافي حتى الآن؟
ما قدموه لدعم علي عبدالله صالح ومحاربة الرئيس عبدربه منصور هادي ومحاربة الثورة أكثر بكثير مما فعلوه حتى هذه اللحظة
ما هي رؤييتكم لمستقبل البلد ، هل هي تفاؤل أم تشاؤم أم يأس؟
أنا دائما متفائل وفي اسوأ الاحوال متشائم ولا مكان لليأس في حياتي وأنا اتصور أن جغرافية اليمن السياسية لا تسمح بأن يطول الحال القائم في اليمن ومن مصلحة اليمن والاقليم والوطن العربي والعالم أن ينتهي هذا الوضع وتعود الحياة السياسية إلى مجاريها الطبيعية.
كلمة أخيرة عبر موقع مندب برس؟
أتمنى من كل ذي عقل أن يجعل مصلحة اليمن فوق كل اعتبار ، وأراهن على اصحاب العقول ألا يجروا اليمن إلى احتراب أهلي وألا يستدعوا الخارج للتقاتل في اليمن من أجل مصالح لا علاقة للوطن بها ، وشكرا لكم.
نقلا عن مندب برس