شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

الحراك الجنوبي .. مكون وطني أصيل تسعى القاعدة لالتهامه

عدن اليوم-استطلاع : عبدالرحمن العابد | الجمعة 16 مايو 2014 07:25 صباحاً

عندما كان الإخوان يتعرضون للانتقاد من قبل إعلام المؤتمر والأحزاب اليسارية والقومية انخرطوا ضمن المشترك ليخففوا الضغط الواقع عليهم , وعندما وجدت القاعدة أن الحراك غير قابل لهم بسبب تصرفاتهم وتسخير ثورة التغيير لصالحهم بعيداً عن الهم الوطني الجمعي عملوا على الانخراط ضمن صفوف الحراك لتحقيق أهدافهم الذاتية الشخصية عن طريق غيرهم ويقاتلون اليوم باسمهم وسيتبرءون منهم غداً وربما سيحاسبون الحراك على الجرائم التي سيرتكبونها هم لكن تحت رايتهم .

وسيستمرون في سعيهم لتحقيق حلمهم بجيش عدن أبين الذي لا يوازيهم فيه سوى حلم الصهيونية بدولتهم المزعومة من الفرات إلى النيل .

 

الاغتراب عن الذات .. وليس عن الوطن .

 

حدثني صديقي من أبناء محافظة عدن قائلاً :

نحن من أبناء المعلا وكنا نستغرب غياب بعض أصدقائنا فنسأل عنهم : فين فلان ؟

يردون علينا قائلين : فلان فتح الله عليه وراح يغترب في السعودية , وما شاء الله عليه قدو يرسل 500 ريال سعودي لأهله كل شهر .

بعد فترة نلاقي جنازة نسأل جنازة من هذه ؟ يقولوا جنازة فلان .

نستغرب ونرد عليهم : انتم قلتم لنا انه مغترب في السعودية وفتح الله عليه . فين مات ؟

يردون علينا قائلين : طلع انه كان مغترب مع أنصار الشريعة في أبين .

وهذا الكلام مش بس في المعلا في كل حارة موجود .

المستقرئ لما بين السطور السابقة من حديث صديقي سيعلم كم حجم الاستغفال الذي يسقط على رأسنا كل يوم حتى باتت الحقيقة هي الغائب عنا في ما يدور حولنا .

عدن التي ترزح تحت ثقل الإطفاء الكهربائي الذي يجعل الناس يخرجون دون وعي عند ظهور خيوط الصباح الأولى ليصرخوا بعد كتمة ثقيلة جثمت على صدورهم طوال الليل داخل جدران منازلهم لا مروحة تعمل ولا مكيفات تمنحهم بعض البرود يقضيها الشباب على أسطح منازلهم وفي أركان شوارعهم مخلفين داخل البيوت النساء والأطفال وكبار السن .

شباب عدن ممن يعانون البطالة ويرزحون تحت الفقر كغيرهم من شباب اليمن أصبحوا لقمة سائغة لقوى الشر التي تدبر لهم وظائف بالريال السعودي , وظيفة لا توجد فيها مرتبات تقاعدية فالموت يلتهم أرواحهم بعد فترة قصيرة .

وجعلني هذا الأمر أتذكر تصريح نائب القنصل السعودي المختطف في تسجيل الفيديو الذي نشر له وهو يتحدث عن عمله الذي يقضي بتجنيد العملاء وتقديم المعلومات للجهات الخارجية . بل أني أتذكر حديثه ذلك في كل مرة أذهب فيها إلى بقالة لأشتري علبة سجائر ليحدثني البائع من خلف لحيته الكثيفة وبؤبؤ عينيه يلمع وسط الكحل الكثيف بأنه لا يبيعها ويلحقها بعبارة توضيحية تؤكد حرمتها .

 

عدن : القاعدة تقاتل الأمن متخفية تحت اسم الحراك الجنوبي

 

أنصار الشريعة فتحوا مكاتب لتجنيد الشباب معروفة للجميع في مدينة عدن , مكاتب تشبه فرزة الباصات فهناك خط للجهاد في أبين , وآخر في كتاف , وغيره في لحج , وخط للجهاد في شبوة , وخط للجهاد في دماج .. حتى أنا أراني سائق التاكسي الذي ركبت معه أحد المكاتب حين سألته , وبعد أن سمعني أتمتم : هذا حرام .

أجابني السائق : أيوه حرام المفروض ما يروح يجاهد إلا بموافقة الوالدين هكذا يقولوا في الفتوى لكنهم لا يعملون بها .

يعني اذا وافق الوالدين حلال أن يذهب ويقتل أخوانه المسلمين في تلك المناطق ؟

على امتداد الشوارع تجد أعلام اليمن الجنوبي سابقاً تكثر في مناطق وتقل في غيرها , وإلى جوار تلك الأعلام تجد شعارات أنصار الشريعة مكتوبة باللون الأسود وكأنها تحاول أن تقنع شخصاً أو جهةً ما أن قضية الحراك متلازمة مع مطالب أنصار الشريعة في ربط عجيب قد يجعل قتال أبناء الحراك يتم بتهمة أنهم القاعدة مما سيجعل الحرب ضدهم مؤيدة دولياً وهنا تكمن الخطورة , فالإخوان والسلفيون كالكائنات الطفيلية التي تعيش من خلال قضايا الآخرين . تماماً كما فعلوا بثورة التغيير هاهم يحاولون أن يصبحوا شركاء مع الحراك الجنوبي في قضيتهم وسيركبون موجتهم ويقصونهم لاحقاً , وعلى الحراك الجنوبي الإلتفات لهذا الأمر فالحراك فصيل ومكون وطني مهم وأصيل على المشهد سيفرغ من محتواه لو استمروا في قضم كوادره وتجنيدهم وتسخيرهم لغايات غير التي نشأ لأجلها .

 

مديرية المنصورة .. إمارتهم المنحورة ؟

 

الاشتباكات التي تفاقمت وزادت بمديرية المنصورة سببها محاولات رجال الأمن إلقاء القبض على عدد من عناصر القاعدة الذين خرجوا من أبين ودخلوا عدن بأسلحتهم .

أتخيل وقع كلامي هذا على من يرون فيه خطراً عليهم وكشفاً لمخططاتهم وما سيقومون به . فنحن نعيش تحت مطرقة التخوين وسندان التكفير مؤخراً وأعناقنا ترزح تحت مقصلة التكذيب من عناصرهم التي تعمل بضراوة متهمة كل من يجروء على الكلام رغم أن الأيام أثبتت صدق ما نقوله لكنهم لا يأبهون فقد حققوا مرادهم وكذبة جديدة ستنسي الناس كذبتهم السابقة فالبعض ذاكرته بالكيلو بايت ولا يتذكر سوى ما يحدث في يومه ويتم مسح ما سبق أو فرمتته .

وللعودة للموضوع فعناصر القاعدة في المنصورة يبادرون بإطلاق النار على رجال الأمن وبصورة مستمرة كل يوم وحين يتم الرد عليهم تشتعل حرب إعلامية عن هجوم عناصر ( الشمال ) على أبناء ( الجنوب ) ولهاتين الكلمتين وقع السحر في نفوس أبناء الحراك ممن باتوا "يتحركون" على إيقاعهما , ولا يجد العقلاء نفعاً ممن يحاولون توضيح الصورة لهم أنها ليست معركتهم ولا حربهم بل أنها تخل بشعار السلمية الذي رفعه الحراك منذ العام 2007م لكنهم يواجهون بالرد : حتى ولو كانوا من القاعدة هؤلاء جنوبيين , وجيش الاحتلال الشمالي لا يحق له أن يقبض عليهم .

وأضحكني الرجل كبير السن وهو يقول : أقسم بالله أن أكثرهم عساكر جنوبيين . ليش ما تقبلوا يقبضوا عليهم ؟

يجيب الحراك – جناح القاعدة - عليهم : حتى لو كانوا عسكر جنوبيين ما ينفعش لأنهم بيشتغلوا مع حكومة الشمال .

نفس الاستحمار الذي يمر في الشمال يحدث في الجنوب من نفس الفصيل مع تغيير المصطلحات فحين قامت ثورة التغيير أصبحوا هم الثوار وقادة الثورة وحماتها وفي الجنوب أصبحوا هم الحراك الجنوبي , والأدهى أن هناك من يصدقهم ويتحول إلى ترس صغير في ماكينة إعلام الإخوان والقاعدة , وبالطبع لا ينفع أن تقول رئيس الحكومة جنوبي , كما لا ينفع أن تقول الرئيس جنوبي . رغم أنها مبررات حمقاء تجعل من قتل الجندي اليمني من أبناء الشمال أمراً حلال ولا يحرّم أو يجرّم إلا إذا كان جندي جنوبي ,وللأسف عند النقاش مع بعضهم تجد أنهم لن يصحوا من سباتهم إلا عندما تبدأ القاعدة بقطع الرؤوس والأيدي ويغيرون أسم مديرية المنصورة إلى إمارة المنحورة .

 

إنفلات أمني بمحافظة أبين .. والترويج أن أفراد اللواء 52 ميكا من بقايا العائلة ؟

 

بمجرد الوصول إلي أبين تلمح مصابها من آثار المعارك التي دارت بها عبر الدمار الهائل في المباني والبيوت , وعندما لم نجد أي مسئول لنحصل منه على تصريح بالتصوير والدولة غائبة تماماً من البلاد , وليس أدل على ذلك من مشاهدتنا لأحد المواطنين يقوم بتفكيك دبابة معطوبة من آثار المواجهات ليبيعها في التشليح ولا أحد يحاول منعه من عمل ذلك رغم وجود نقطة تفتيش للجان الشعبية من جهة , وفي الجهة الأخرى طقم عسكري .

توقفنا عند نقطة عسكرية بها عدد من الجنود ردوا بضيق صدر : صوروا .

طلبنا منهم تكليف عدد من الجنود معنا حتى لا يتم توقيفنا كل مرة فلبوا طلبنا ذلك .

ودرنا بمديرية زنجبار وشاهدنا اللجان الشعبية والجنود والأطقم العسكرية والدبابات المدمرة والألغام والمتفجرات وآثار قصف الطيران كما زرنا اللواء 52 ميكا الذي يشهد إضطراباً كبيراً في صفوف جنوده نتيجة قرار إقالة العميد الصوملي قائد اللواء الذي تغنى شقي النظام المنقسم على نفسه والمتمثل بعلي صالح وعلي محسن ببطولاته وكان كل طرف منهما يدعي وصلاً به وهو يصر أنه يعمل في خدمة الوطن لا سواه .

أفراد اللواء الذين التقينا بهم أعلنوا استيائهم من القرار وأخبرونا عن عدم ثقتهم في القائد البديل للصوملي الذي وصفوه بالخائن لأنه فرّ بداية فرض الحصار عليهم من اتباع القاعدة - حسب قولهم - وأكدوا أنهم لا يضمنون حياتهم في ظل هذا التغيير خصوصاً أن العلاقة القائمة بينهم وبين بعض المواطنين الذين كانوا قد انخرطوا في صفوف أنصار الشريعة ويتواجدون اليوم ضمن اللجان الشعبية – وهي أول مرة سمعت فيها أن أنصار الشريعة هم نفسهم اللجان الشعبية – علاقتهم أصبحت علاقة ( ثأر ) ولا يضمنون حياتهم ولا يريدون من الدولة شيئ سوى نقلهم من اللواء وجلب أفراد غيرهم خصوصاً أنهم أمضوا فترةً طويلة في نفس المنطقة وأصبح نقلهم ضرورة .

عبر الكثير من أفراد اللواء 52 ميكا الذين التقينا بهم عن استيائهم من قناة سهيل التي وصفتهم "بالمتمردين" وقالوا لنا في أسى : هل يعقل أن يصفونا بالمتمردين بعد كل التضحيات التي قدمناها وصبرنا على الحصار ؟

اللواء 25 ميكا قدم أكثر من 250 شهيداً – هكذا حدثونا - وقالوا أن لهم عدد من زملائهم الشهداء حتى الآن لم يتمكنوا من انتشال جثثهم حتى نتيجة الألغام والمتفجرات التي زرعها أنصار الشريعة قبل مغادرتهم لتكافئهم قناة سهيل بوصفهم متمردين - وللحقيقة فقد حدثني عدد من أفراد اللجان الشعبية بعد ذلك ووصفوا قوات اللواء 52 ميكا "ببقايا العائلة" – وأستكمل الآن ما حدثوني به عدد من أفراد اللواء بقولهم : إن تغيير قائد اللواء الصوملي جاء باتفاق بين الدولة وأنصار الشريعة يقضي بانسحابهم من المحافظة وإخراج الأجانب وبقاء عناصر القاعدة من أبناء المنطقة مقابل عدد من الاشتراطات يأتي ضمنها تغيير اللواء الصوملي .

أليس العميد الصوملي هو قائد اللواء البطل 25 ميكا الذي وقف في وجه القاعدة وشكلوا أول حائط صد ضد أنصار الشريعة ؟ فهل يكافئ بهذا الشكل ؟

وإن لم يكن إبعاده من منصبه إقالة كما يروج البعض ويعتبرونه ترقية بتعيينه في موقع آخر .. ألا يفترض النظر بشأن الجنود الذين وقفوا في وجه القاعدة وحافظوا على صورة القوات المسلحة من الانهيار كلياً نتيجة الهزائم المتلاحقة في أكثر من معركة داخلية يضاف إليها الهجمة الإعلامية الشرسة طوال فترة التغيير عليهم ؟

ما الذي يمنع نقلهم إلى معسكر في منطقة أخرى ؟

لماذا يرفضون تقاعد من وصلوا لسن التقاعد – حسبما أخبرونا أفراد اللواء أيضاً ؟ وما الفائدة من محاولة تشويه صورة أبطال اللواء 25 ميكا وتحويلهم إلى متمردين على التوجيهات والنظام واللوائح العسكرية ؟

 

أبين : اللجان الشعبية نهاراً .. أنصار الشريعة مساءً .

 

حديثنا مع الجنود واللجان الشعبية والقليل من المواطنين في زنجبار كان نواة تكوين الصورة الكاملة لما يدور هناك والبداية كانت عبارة تلقفناها من جندي يشرح لنا دخوله مع القوات أول أيام استلام زنجبار من يد القاعدة "دون إطلاق أي طلقة واحدة" هكذا قال .

كيف يقول دخول زنجبار دون إطلاق أي طلقة واحدة ؟

وسائل الإعلام تحدثت عن معارك شرسة وكان أعداد القتلى في تزايد مستمر وصل للخمسين شخصاً في اليوم الواحد ؟

جاءنا الجواب من أحد الضابط في اللواء الذي شرح لنا شدة المعارك وشراستها بين الجيش والقاعدة ومشاركة اللجان الشعبية من أبناء أبين معهم وحققوا انتصارات كبيرة وتقدم مشهود في المعارك وكانت القاعدة على وشك الاستسلام ولكن حدثت صفقة بين الدولة والقاعدة تقضي بإخراج عناصر القاعدة من غير أبناء محافظة أبين ودخلت قوات الجيش واللجان الشعبية زنجبار فعلياً , ولكن اللجان الشعبية حالياً ليست نفسها التي شاركت مع الجيش في تلك المعارك فقد دخل معهم وانضم إليهم الكثير من عناصر القاعدة وأصبحوا ضمن اللجان الشعبية .

في نقطة تفتيش أخرى تابعة للجان الشعبية تحدث معنا أحدهم عندما سألناه عن اشتراك القاعدة معهم وأكد لنا الأمر وأضاف : المشكلة أنهم دخلوا معانا وأصبحوا لجان شعبيه لكن في النهار بس أما في الليل فهم يعودون أنصار الشريعة ويذهبون لمنازل المواطنين لتهديد من هم مع اللجان الشعبية ويزرعون المزيد من الألغام ويفجرون منازل أعدائهم ليزرعوا الخوف في نفوس الناس ممن استبشروا بإعلان خروج القاعدة , وإثبات أنهم ما يزالون الحاكم الفعلي للمدينة .

شخص آخر من اللجان الشعبية يرى أن انخراط القاعدة معهم كان الحل الأفضل بدلاً عن طول المعارك لكن المشكلة أنهم لا يزالوا يمارسون نفس تصرفاتهم التي تفزع المواطنين وجعلت الكثير من الأهالي النازحين الذين رجعوا إلى بيوتهم يغادرون مرةً أخرى ويعودون للسكن في المدارس بمدينة عدن . كما أكد أن أنصار الشريعة من غير أبناء المحافظة وحتى الأجانب لا يزالوا متواجدين بزنجبار. 

 نقلا عن الحق -مادة قديمة ولاهميتها اعدنا نشرها