اليمن.. "طريق الموت" في عدن
يعتبر الطريق البحري الذي يربط بين مديريات محافظة عدن جنوب اليمن، والذي سمي مؤخرا "طريق الموت"، من أكثر الطرق خطورة على حياة اليمنيين، لما يشهده من حوادث سير حصدت أرواح عشرات من سائقي وراكبي العربات في فترات زمنية متقاربة، ما دفع مجموعة من الشباب إلى تشكيل مبادرة تسمى "كفاية استهتار"تقوم بدور توعوي وإرشادي للسائقيين إلى جانب رفع مطالبهم للجهات المعنية.
ويعود تاريخ تأسيس مبادرة "كفاية استهتار" إلى شهر شباط/فبراير حيث تسبب حادث مروري على "طريق الموت" بوفاة طلاب بينهم فتاة، إثر تصادم مركبتي مواصلات نتيجة السرعة المفرطة، ما لفت انتباه مجموعة من شباب المدينة، وتطوع بعضهم بالوقوف إلى جانب شرطة المرور في الشوارع لإرشاد السائقين والركاب بمتطلبات السلامة.
يقول مؤسس المبادرة نوّار نجيب أبكر لـ(إرم): "إن الاستهتار قد بلغ أقصى مراحله، حيث تمّر حافلات النقل على امتداد الطريق البحري بسرعة جنونية دون رقابة، ناهيك عن قيادته لها وبرفقته 14 راكبا وباب الحافلة مفتوح، والمؤسف أن شرطة المرور مستهترة أيضا بحياة المواطنين، من خلال منحها رخص القيادة وترقيم الحافلات بينما لم يبلغ سائقوها السنّ القانونية".
ويضيف أبكر: من خلال حملتنا "أنصار المرور" حاولنا توعية سائقي المركبات وركابها بتوصيات السلامة، وسنواصل ضغطنا ومتابعتنا لشرطة المرور بتوفير جهاز مراقبة السرعة وضرورة إيجاد ناقلات للعربات المتحطمة، ومطالبة مكتب وزارة الصحة في المدينة بتوفير عربات إسعاف لإنقاذ مصابي حوادث السير، لافتًا إلى بطئ عملية التجاوب من قبل الجهات المعنية، وفقدان الحزم فيما يخص المخالفات المرورية وعدم انتشار رجال المرور في أرجاء الطرق المعبدة.
ويؤكد العقيد محمد شاهر يفوز مدير شرطة المرور بعدن أن سبب تزايد حوادث السير يعود إلى تزايد أعداد المركبات، وعدم التزام سائقيها بقواعد وآداب المرور وضعف سيطرتهم على مركباتهم، وتجاوزهم للسرعات المحددة قانونا.
ويضيف شاهر "إن إدارة مرور عدن بصدد إعادة جهاز ضبط السرعة قريبا بعد إصلاحه، داعيًا إلى ضرورة التعاون مع رجال المرور للحد من الحوادث والاختناقات المرورية".
ومن جانبه قال رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق إن مشكلة الحوادث في عدن لا تكمن في سائقي السيارات ولا أنظمة المرور، بل هي كامنة في تهالك الطرقات التي تزهق أرواح المدنيين بنسبة قد تصل إلى 90% .
وأوضح فتحي بن لزق في حديث لـ(إرم) :" ان الحكومة لم تقم بأي إصلاحات للطرقات منذ أكثر من أربعة أعوام وحتى اليوم، وعوضا عن ذلك هي من تتسبب بإتلاف الكثير منها عن طريق الحفريات لمشاريع أخرى، ومن ثم تتركها دون سفلتتها لتشكل عقبات أمام السائقين.
ومن جدير بالذكر يعود إنشاء الطريق البحري الرابط بين مديريات عدن إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، مرتبطا بتشغيل شركة مصفاة الزيت البريطانية B.P إبان الاحتلال البريطاني لعدن، ويشهد حاليا توسعة أقرّت قبل سنوات ويجري تنفيذها منذ أشهر.
وشهد العام الماضي مصرع 2493 شخصا في جميع محافظات اليمن نتيجة الحوادث المرورية البالغ عددها 8962 حادثا مروريا، وأصيب 6164 بإصابات بليغة، مما جعل حوادث السير تشكل الخطر الأكبر على حياة اليمنيين.
نقلا عن آرم