جنوب اليمن يشهد أحداث متواصلة والأيام القادمة تنذر بمواجهات شمالا وجنوبا
منذ شهر ونصف تقريبا وبالتحديد منذ ال 20 من شهر ديسمبر من العام المنصرم 2013م تصاعدت وتيرة الأحداث في جنوب اليمن الذي أعلنت فيه قيام هبة شعبية جاءت لتصعيد الانتفاضة الشعبية التي يشهدها الجنوب منذ العام 2007م، وشهدت معظم محافظات ومدن الجنوب أحداث دامية جراء تصعيد المظاهرات والاحتجاجات المطالبة باستقلال الجنوب، والرافضة لما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته، حيث قابلت السلطات اليمنية ذلك التصعيد الشعبي بالقمع والقتل، وبلغ اجمالي الأحداث التي شهدها الجنوب خلال هذه الفترة حوالي)(85) حدث تمثلت في هجمات شنها الجيش اليمني على المتظاهرين الجنوبيين بالاضافة إلى الهجمات العسكرية المستمرة على سكان مدينة ومناطق الضالع وبلغ عدد الشهداء الجنوبيين خلال هذه الفترة القصيرة حوالي (70) شهيدا وأكثر من (166) جريحا، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات الخاصة، أدت تلك الاعتداءت إلى إعلان الجنوبيين عن المقاومة المسلحة والتي بدأت بالفعل بالتصدي لتلك الاعتداءت في الضالع وردفان وحضرموت، وكانت الضالع قد نالت النصيب الأكبر من اعتداءت وحدات الجيش اليمني التي بدأتها بارتكاب مجزرة بشعة بحق عشرات المدنيين الذين كانوا في مخيم عزاء وذلك في ال27 من شهر ديسمبر من العام المنصرم 2013م عندما أطلقت عليهم وحدات عسكرية تابعة للجيش اليمني حوالي خمس قذائف دبابة وقعت داخل المخيم بمنطقة سناح وأدت إلى استشهاد (14) شخص بينهم أطفال وجرح (37) آخرين، لحقتها مجازر أخرى ليس اقلها بشاعة قصف منزل أحد الأهالي بمنطقة لسلاف مطلع شهر يناير حيث أدت قذيفة مدفعية اطلقها الجيش اليمني على احد المنازل إلى ابادة كافة أفراد الأسرة وهم امرأة حامل وطفلتيها واصابة رب الأسرة بجروح خطيرة، هذا بالاضافة إلى الاغتيالات التي طالت الكثير من أبناء الضالع وعمليات القصف المتواصل للاسواق والمنازل وبلغ اجمالي من لقوا حتفهم برصاص وقذائف قوات الجيش اليمني في الضالع وحدها (30) شهيدا واكثر من (90) جريحا. الجرائم البشعة بحق السكان ترافقت مع إعلان صنعاء انتهاء مؤتمر الحوار اليمني الذي رفض الجنوبيين المشاركة فيه وكانوا قد اشترطوا للمشاركة في اي مفاوضات ان تقوم بين دولتين وتحت اشراف دولي على قاعدة استقلال الجنوب. اليوم أيضا تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في محافظة حضرموت، المنطقة الغنية بالنفط والتي اعلن فيها عن انشاء حلف قبلي لمواجهة القوات اليمنية ووجه الحلف القبلي صفعات قوية في وجه السلطات اليمنية وذلك بسبب الحصار الكبير الذي فرضته قبائل الحلف على كافة الشركات النفطية المحلية والأجنبية والتي تم عرقلة نشاطها في ضخ النفط إلى الموانئ ومصافي التكرير. الحلف القبلي الذي دخل بمواجهات مباشرة مع قوات الأمن والجيش اليمني أعلن في بيانات صدرت عنه أنه لم يسمح لتلك الشركات في مواصلة ضخ النفط ويفضل بقاء ثروات النفط في باطن الأرض ولن يسمح بمعاودة عمل شركات النفط المصدرة والمستخرجة للنفط حتى اعلان استقلال الجنوب، وكانت معظم الشركات المحلية والاجنبية العاملة في حقول النفط بحضرموت قد أعلنت توقيف عملها بسبب الحصار الشديد الذي يفرضه رجال حلف قبائل حضرموت، إلى ذلك حاولت وتحاول السلطات اليمنية حشد قواتها وضرب رجال الحلف الذين دخلوا بمواجهات مباشرة مع جنود الجيش والأمن ما أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا، واستخدمت السلطات اليمنية قوات كبيرة لشن حربها على أبناء حضرموت حيث استخدمت أكثر من مرة طائراتها المقاتلة لكنها لم تستطع احراز أي تقدم على مستوى الجبهات التي يقاوم فيها رجال القبائل بشراسة. عدن هي الأخرى كان لها نصيبها من الحملات العسكرية، حيث تواصل وحدات الجيش اليمني الاعتداء على ساحات النضال السلمي في المنصورة وغيرها وذلك بحشد قوات واسعة ومداهمة تلك الساحات ومقتل ومطاردة الناشطين الشباب هذه الأيام.
إلى ذلك توقع مراقبون أن الأيام القادمة ستشهد موجة عنف في معظم مناطق ومحافظات الجنوب وذلك في حا اقدام السلطات اليمنية على محاولة فرض ما يسمى بمخرجات الحوار اليمني التي لا يعترف فيها الجنوبيين، وهو الأمر الذي سيدفع بالجنوبيين إلى الدخول بمواجهة مباشرة مع قوات الجيش اليمني. هذا وكانت صنعاء قد أعلنت قبل عدة أسابيع الأنتهاء من مؤتمر الحوار اليمني وأعلنت مخرجاته في ظل غياب لأي ممثلين عن الجنوب في ذلك المؤتمر الذي أظهر فشله بمجرد الاعلان عن مخرجاته من خلال اندلاع حروب شرسة في شمال صنعاء بين جماعة أنصار الله وأكبر القبائل اليمنية (حاشد) التي كان يتزعمها أبرز الشخصيات النافذة في السلطة اليمنية منهم أولاد الشيخ عبدالله الأح والجنرال علي محسن الأحمر بمساعدة عناصر حزب الاصلاح اليمني المتطرف وجماعة السلفيين الذين كانوا يتخذون من منطقة دماج بصعدة مركزا لتجمعهم وتدريباتهم قبل مغادرتهم لها مؤخرا خصوصا بعد هزيمة ألحقها بهم مقاتلي أنصار الله الذين أيضا استطاعوا إلحاق الهزيمة بالقبائل الموالية لآل الأحمر بمحافظة عمران قبل عدة أيام ويواصلون اليوم تقدمهم صوب العاصمة اليمنية صنعاء وسط تأييد وارتياح شعبي وقبلي من قبل القبائل اليمنية الأخرى وحتى قبائل حاشد نفسها سارعت لابرام اتفاقيات هدنة وصلح مع أنصار الله، وبذلك أصبح من المستحيل الحديث عن مخرجات للحوار اليمني في ظل الظرف الراهن الذي يستعد فيه أنصار الله ومعهم الكثير من القوى الثورية والمدنية في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية إلى الخروج بانتفاضة شعبية سلمية يوم (11) فبراير القادم للمطالبة باسقاط الحكومة اليمنية القائمة.