في الذكرى 40 لتأسيس البحرية في جيش اليمن الديمقراطية
قبل اربعين عام وتحديدا في الخامس من ديسمبر1973م ،تم الاعلان عن تأسيس اول قوة بحرية وطنية في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد رحيل المستعمر البريطاني وشهد ذلك اليوم تخرج اول دفعة مؤهلة في الخارج وافتتاح المدرسة الفنية للقوى البحرية ،وبرغم نشأتها المتواضعة التي لم تتجاوز بضعة زوارق حربية وسفينتين انزال ، الا انها تمكنت من التطور السريع خلال فترة وجيزة حيث استقطبت الكثير من الكوادر العسكرية المدربة و وتم تعزيزها بالكثير من المعدات والسفن والقطع البحرية الحديثة حتى اصبحت قوة عسكرية ضاربة قادرة على حماية شواطئ الجمهورية الشاسعة التي تزيد طولها عن "2000كم" من حدود عمان في الشرق الى باب المندب في الغرب بالإضافة الى حماية عدد من الجزر وامنت بذلك كل خطوط الملاحة البحرية المحلية والدولية التي تربط العالم شرقة وغربة من خلال مرورها بمياهنا الاقليمة في خليج عدن او عند دخولها الى ميناء عدن الشهير عالميا كثاني ميناء في ذلك الزمان .
اليوم تمر علينا الذكرى السنوية للقوى البحرية الجنوبية في ظروف استثنائية وحرجة للغاية حيث تشهد حدودنا الحرية حالة من الانفلات الامني الكبير واصحت مياهنا الاقليمة بما فيها خليج عدن من اكثر المناطق الغير آمنة ليس فقط من قبل القراصنة والمهربين ولكن ايضا القوى الارهابية واصبحت حياة الكثير من الصيادين في خطر كما ان كثير من السفن التجارية العالمية اصبحت تتجنب الابحار الينا وخسر ميناء عدن الكثير من نشاطة وساده الكساد زاد مع فقر السكان وتعاظم مشاكلهم .هذا كلة تم بسبب التدمير الممنهج الذي تم تبنية على الجيش الجنوبي بما فية القوى البحرية بعد حرب صيف "94م" .
ولان هذه المناسبة عزيزة على قلوب الكثير من منتسبي القوى البحرية الجنوبية وابناء الجنوب بشكل عام فان الوجب يتطلب مننا نحن من عايشنا تاسيس هذه الموسسة الوطنية منذ بداياتها وبما لدينا من معلومات عن ماصيها المجيد ملزمين بان نعطي صورة ولو مختصرة لا جيالنا ولكل من يتسال عن اسباب تدهور الامن في مياهنا الاقليمة وكيف كانت الاسلامة تتوفر بفضل قواتنا البحرية الجنوبية . لقد اولت القيادة السياسية والعسكرية في اليمن الديمقراطية اهتماما كبير بمسالة حماية حدودنا البحرية المترامية الاطراف ووضعت استراتيجة طويلة المدى تمكنت من خلالها من تاسسي جيش بحري ضارب شمل على "7" مكونات اساسية وهي:
1- لواء المراقبة والاشارة. 2- لواء الدفاع الساحلي. 3- اللواء الرابع (لواء الامداد والتموين ). 4- اللواء الخامس (الانزال والصيانة ). 5- اللواء السادس (الصواريخ). 6- لواء الكسح. 7- الورشة المشتركة مع الموانئ للصيانة.
وقد كانت هذه المنظومة العسكرية تقوم بمهامها بشكل هرموني منتظم ومنضبط بحسب خطط سنوية تخضع لتقييم الاداء المتواصل وهو ما ضمن تطورها المستمر . اما ابرز الانشطة التفصيلية فقد شملت القيام الانشطة الروتينية والمهام التالية:
اولا: لواء المراقبة وكانت مهامه تتلخص في مراقبة الحدود البحرية عبر شبكة مراقبة راداريه جوية تعمل على مدار الساعة بنقل كل كافة المعلومات على الحركة البحرية للسفن او الزوارق المحلية او الاجنبية وكانت نقاط الاتصال الممتدة من جزيرة سقطرى في بحر العرب حتى جزيرة ميون غربا مارة بكلا من نشطون في المهرة والمكلا ، وبلحاف وشقره ومعاشيق ومربط وجولد مور وراس العاره على باب المندب.
ثانيا : لواء دفاع الساحلي ، ويضم 5 كتائب مدفعية ساحلية في سقطرى وميون والمكلا ، وجولد مور ، ونشطون بالاضافة الى كتية صواريج يصل مدى صواريخها الى 70كم .
ثالثا : اللواء الرابع ويشمل بالاضافة الى شعبة الامداد والتموين كلا من :
- قيادة القوات البحرية والعمليات والتدريب
- المدرسة الفنية
- المركز الصحي
- الرياضة والالعاب
- الفرقة الفنية النحاسية
- القسم السياسي والمكتبة والمتحف
- قسم الشباب والاستخبارات
- كتيبة التامين القتالي والحراسات
رابعاً : اللواء الخامس ويضم:
- سفن الانزال وورشة الاصلاح السفن.
- قسم الملاحة البحرية.
- سفينتين ناقلات وقود ومياه.
- سفينة الحراسة.
خامساً : اللواء السادس صواريخ والذي كان يمتلك صواريخ مثبتة على15 زورق حربية موزعة على النحو التالي :-
- "13" زورق حربي محمل كل زوق بأربعة صواريخ ومنظومة دفاع جوي وتصل سرعة الزورق الى "30" عقدة بحرية وبإمكان هذه الصواريخ تدمير اهداف العدو على بعد 45 كم.
- "2" زوارق حديثة محملة بمنظومة صواريخ تستطيع تدمير الاهداف على بعد 75 كلم.
- كتيبة فنية والتي تهتم بعملية تامين اعداد الصواريخ وتجهيزها وتخزين وتزويد الزوارق بالصواريخ والتي تتطلب عادة التعامل مع مواد شديد الانفجار وحساسة ولذلك فان افراد الكثيبة كان يتم اختيارهم من بين اكثر الحاصلين على التاهيل العالي التخصصي وايضا المحليين بالضباط والالتزام الصارم .
سادساً :لواء الكسح ، ويتبع هذا اللواء سفن كاسحات للالغام البحرية وفرقة الغواصين والملاحة البحرية.
سابعاً :ورشة اصلاح السفن والزوارق الحربية : وهذه الورشة كانت تعمل مع هيئة الموانئ والحوض العائم.
بهذه المهام كانت القوى البحرية تقوم بتامين شواطئ جمهورية اليمن الديمقراطية حتى جاء يوم 7 يوليو 1994م حيث سرعان ما تمت السيطرة على هذه المؤسسة وتم التخلص من غالبية كوادرها العسكرية والفنية ثم سحبت وجرى نقل الاجهزة والاسلحة والاجهزة الحربية من على متن كل السفن والزوارق الحربية الجنوبية وتم توزيعها على متنفذين تحت اسم مستثمرين محليين واجانب وكل هذا من اجل هدف واحد وهو محو كل ما يتعلق بتاريخ القوى البحرية الجنوبية وكانه لم يكن . ولكننا نقول لهم ان العبرة ليست بالمعدات فالاهم هو الانسان واذا كان الموت قد غيب بعضا من رجالات البحرية الاشاوس فان الكثير منهم لازال حاضرا وجاهزا لاستعادة هذه البحرية من جديد فلازال لها في القلوب مكانا وفي الذاكرة حنين ليس بين العسكريين فقط بل وفي قلوب الكثير من المدنيين والوطنين الشرفاء الذي فاض بهم الكيل وهم يرون ارض ابائهم واجدادهم تستباح برا وبحر ، لذلك فإنني باسمي كأحد منتسبي هذه المؤسسة العريقة وبمناسبة عيدها الاربعين اهدي لهم هذه النبذة المختصرة عن بحريتهم الغالية في عيدها الاربعين وكل عام وانتم بخير.