قتلى وجرحى في نزاع طائفي بشمال اليمن
يشهد شمال اليمن معارك بين مقاتلين حوثيين شيعة وآخرين من السلفيين. ويحاصر الحوثيون مجمعا تعليميا دينيا للسلفيين، بذريعة أن أغلب من فيه من الأجانب. فيما قتل جنديان في هجوم شنه مسلحون جنوب البلاد
قال متحدث باسم الجماعة السلفية في محافظة صعدة اليوم الخميس (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) إن عدد قتلى الهجوم الذي شنه حوثيون على بلدة دماج الجبلية في شمال اليمن ارتفع إلى 24 شخصا، في حين تتواصل الاشتباكات بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي. وقال المتحدث أبو اسماعيل الحجوري إن أكثر من 100 شخص أصيبوا أيضا في دماج. وأضاف إن "المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على محافظة صعدة يحاصرون البلدة منذ عدة أسابيع". وتابع المتحدث إن معظم الإصابات وقعت في اليومين الماضيين عندما سقطت صواريخ وقذائف دبابات على مسجد ومساكن طلبة في مدرسة دينية قريبة. وقال إن السلفيين يردون على الهجوم باستخدام أسلحة آلية خفيفة..
فيما أكد الحوثيون، الذين معقلهم صعدة ويطلقون على نفسهم اسم "أنصار الله"، في بيان عبر موقعهم الالكتروني أن السلفيين الذين يقاتلونهم في دماج هم "جماعات تكفيرية وأجنبية" وبينهم الآلاف من المقاتلين الأجانب. ويشكل المجمع التعليمي في دماج جيبا للسلفيين السنة في منطقة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون الشيعة، وهو في صلب صراع مستمر منذ سنوات بين السلفيين والشيعة.
ولا توجد روايات مستقلة عن الاشتباكات ولم ترد تقارير فورية عن سقوط أي جرحى أو قتلى في صفوف الحوثيين.
واحتدم القتال أمس الأربعاء بين الطرفين، فيما أكدت مصادر قبلية أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف نفذه الحوثيون على مسجد السلفيين في دماج. وأفاد مصدر مقرب من السلفيين الخميس لوكالة فرانس برس أن "حصيلة القتلى ارتفعت إلى ثلاثين بينهم الرجل الثاني في مركز دماج التعليمي الشيخ محمد حزام". وذكر المصدر أن الحوثيين يستخدمون الأسلحة الثقيلة في المعارك. ولم يكن بالإمكان تأكيد حصيلة القتلى من جانب محايد أو الحصول على حصيلة للقتلى في صفوف الحوثيين.
وندد الحوثيون بما وصفوه ب"استمرار في تحشيد المقاتلين التكفيريين من عدة محافظات يمنية وكذا من خارج اليمن في انتهاك فاضح لسيادة البلد ... وإرسالهم إلى دماج" ومناطق أخرى تعد معاقلا للحوثيين في محافظات صعدة وعمران وحجة. واتهم البيان آل الأحمر، وهي الأسرة التي تتزعم تجمع قبائل حاشد النافذة ويقودها الشيخ صادق الأحمر وأخوه حميد الأحمر القيادي في التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، بدعم السلفيين في دماج.
وصعدة هي معقل التمرد الحوثي الشيعي الذي خاض ست حروب مع الحكومة اليمنية منذ 2004 ويشارك حاليا في العملية السياسية الانتقالية. واتهمت مصادر من دماج الحوثيين بمحاصرة المنطقة بشكل كامل وبمنع وصول المساعدات. وتشهد منطقة دماج مواجهات متقطعة بين السلفيين والحوثيين منذ 2011.