شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
منظر جميل من زراعة اهالي الغودرة بمقاطرة لحج
اقرا ايضا

منطقة غودّرة زريقة الشام بمقاطرة لحج.. انعدام لأبسط الخدمات في ظل تجاهل وصمت الجهات الرسمية..!

عدن اليوم/خاص/استطلاع:محمدالمسيحي | الأحد 06 أكتوبر 2013 10:17 مساءً


تقع منطقة غودرة زريقة الشام غرب مديرية المقاطرة بمحافظة لحج  وتحيط بها الجبال  من جميع  الاتجاهات ويحدها من  الشرق  الزعازع  ومن الشمال  بني محمد ومن الغرب  جبل راسن  ويبلغ  عدد سكانها ما يقدر(2000الى 2500) نسمة  وتمتاز منطقة الغودرة  بجبالها الخلابة  ومناظرها الجميلة التي تسر الناظر  من حيث  الزراعة  وخضرة الأشجار ويتمحور  رزق الأهالي  على  رعي الأغنام  والزراعة  والقليل منهم من التحق بالقطاع التربوي  ويعاني   أبناء  هذه المنطقة  من البطالة  بسبب الأمية  التي تكثر في كبار السن  وكذلك  البعض من الشباب  والسبب  تدني  المستوى التعليمي حيث أن نسبة الخريجين  من الثانوية  العامة لا تتجاوز 5% ونسبة الأمية 60% ونسبة من يقراء  ويكتب 45% ومن التحق فيها بالقطاع التربوي لا يوجد فيها من أبناء المنطقة سواء 2 من خريجين الدبلوم....تبدو منطقة الغودرة بمقاطرة لحج  وكأنها سقطت  من ذاكرة  العصر  أو بالأحرى  كأنها  لم تدخل  في  نبض  العصر المتقدم  وتطوره  العمراني  والخدمي  وبدقة أكثر  وكأنها تعيش أزمنة القرون الوسطى الغابرة  من حيث انعدام  مقومات البني التحتية وذلك بسبب الإهمال  الشديد الذي تعانيه  المنطقة  وساكنها  المغلوبين  على أمرهم  نتيجة الإهمال ومدرسة المنطقة  تعاني القصور ولكن الأسوأ من كل ذلك،يكمن في كون  سكانها يعانون وبشدة من نقل المياه  الذي اهلك الأهالي بنقله من أماكن بعيده وعلى الرؤوس أو على ظهور الحمير... ومن خلال هذا الاستطلاع ننقل معاناة الأهالي حسب ماريناه ولمسناه ورواه لنا المواطنون.
استطلاع/محمد المسيحي
 وكأنة إبرة مهدية..
 مشروع مياه متوقف منذ2009 والحمير هي الوسيلة في نقل المياه  ، يوجد في هذه المنطقة المنسية من قبل قياداتها المتعاقبة مشروع مياه ولكن للأسف الشديد  لم يكن هناك أي اهتمام بهذا المشروع حيث توقف منذ2009 والى ألان لم  تكتمل الفرحة  لدى الأهالي بسبب  توقفه فهم في  اهتمام بهذا الشأن  ورغم كل هذا وذاك ألا انه قيادات المديرية  لم تقم بواجبها باستكمال هذا المشروع الهام للتخفيف من المعاناة التي لحقت بهم من نقل المياه من أماكن بعيدة حيث يحدثنا في هذا الصدد احد أبناء هذه المنطقة الأخ/مبارك عبده محمد احمد الزريقي  حيث يقول دون خوف أو خجل وبلسان صادق ومعاناة تسبق القول قائلاً: بان الحكومي قدمت هذا المشروع ولكن لم تفي باستكماله لقد تم في هذا المشروع بناء غرفة المضخة فقط..والأهالي لا يزالون يعتمدون في مياه الشرب على الآبار السطحية اليدوية ومن ثم  المجي بها إلى منازلهم  رغم كل اللي يحصل في الطريق من متاعب ومشقة كبيرة في وصولة فنحن في هذه المنطقة كأننا ليس  محسوبين على اليمن ولا على موقع الخريطة اليمنية فقيادتنا منهم من انشغل بعملة ومنهم من ترك هذه المنطقة ويدير عملة من المدن  وهم محسوبين على مديرتنا  وهذا الإهمال يأتي  من السلطات في المحافظة بإعطائهم  حقوقهم دون أن يعملوا في المرافق التي كلفوا بها..فمعاناة الأهالي تعتبر قصة أخرى للحصول على المياه حيث يقومون بنقلها من مسافات بعيدة
بواسطة الحمير كما لا تقل معاناة النساء عن ذلك عند نقلهن المياه على رؤوسهم فمعاناتهم للحصول على المياه تظل مستمرة رغم  تواجد المشروع ولكن متوقف  وتلعب به  أيادي شريرة
وأهملته وذهبت لمتابعة مشاريع أخرى  على حساب  مخصصات المديرية لتغطية مناطقهم التي يقطنوها بكل الخدمات وترك المناطق الأخرى  تتألم من المعاناة المستمرة دون أن يلتف إليها احد من المسولين المحسوبين على المديرية  وكأنهم في موت سريري.
 معاناة منطقة الغودرة بزريقة الشام بمقاطرة لحج ليس محصورة أو مقصورة على معاناة واحدة رغم قساوة الظروف ووعرة الطريق  التي لا تكاد تصل إليها إلا بشق الأنفس وغياب تام للخدمات الصحية  رغم توفر وحدة صحية  في المنطقة وخلوها من حبة البارامول وفوق هذا وذاك غياب تام للمجلس المحلي الذي يزاول صرف اعتمادات المديرية خارج  المنطقة وانهيار مريع للعملية التعليمية بالمديرية فبعض المدارس في مديرية المقاطرة لم تؤدي عملها بشكل صحيح وبعضها مغلقة وعلى سبيل المثال  ولكي ندرك هذا الأمر التعليم في غودرة الشام بمدرسة الرجيع لا تزال مغلقة وأهالي المنطقة  يطالبون بفتحها رغم تكرار الشكاوى  ولكن دون جدوى.  الجانب التعليمي جسد بلا روح  مهمل لدرجة لا يتصورها احد  وجود المدارس وغياب المعلمين دون حسيب او رقيب مدرسة الرجيع بغودرة زريقة الشام بمقاطرة لحج  تتكون هذه المدرسة من  ثلاثة فصول دراسية ويدرس فيها  إلى سادس أساسي وفي هذا المجال فيحدثنا احد أبناء المنطقة الأخ/رمزي عبد الله  احمد الزريقي.قائلا: التعليم في مدرسة الرجيع بغودرة زريقة الشام  لا يسر احد فالمدرسة حديثة المبنى ولكن دون اهتمام ومازالت تعاني الإهمال بداء العام الدراسي ومدرسة الرجيع مازالت مغلقة فالتعليم فيها  معاناة لم تحصر مدرسة مغلقة ومعلمين يباشرون أعمالهم الشخصية لا ندري  ما هي الأسباب هل الإهمال من قبل إدارة التربية أم الأهالي هم من يجلبوا المصائب  ولكن مانراه بان إدارة التربية لا تحرك ساكن فمدير التربية  غير مهتم وهمة الأول أصلاح معيشته وترك أكثر المدارس  في إهمال تام  فالكثير من الطلاب من ترك الدراسة وذهب للعمل والسبب  النقص في التعليم وغيابهم  المتكرر فالجانب التربوي فهو الأخر في  حالة يرثى لها  حيث يوجد خريجين ثانوية في هذه المنطقة يتجاوز5% والسبب هو التعليم الثانوي بعيدا عن المنطقة والطلاب لا يستطيعون الذهاب للدراسة اليومية ومع معاناة الطريق فمنهم  من تكرك التعليم عن بكرة أبية ومنهم من يعاصره بقساوة  ووسيلة النقل  إلى هناك الحمير التي تعتبر  هي الأساس في جلب الخدمات ومساعدة الأهالي  والطلاب  في التنقل لمواصلة تعليمهم وأردف  رمزي الزريقي  أنني عندما أنهيت تعليمي الأساسي من مدرسة الرجيع بالغودرة انتقل لكي أواصل الدراسة فكنت متحيرا في بادي الأمر فكان هناك عدة أسئلة تكرر في ذهني هل اترك الدراسة  واذهب إلى المزارع والحقول وتربية الحيوانات ورعي الأغنام فعندها أحسست بالآلام تتدفق إلى جسمي وأصبحت منطقتي تدور في ذهني إلى متى سنبقى في هذا الظلام وفي هذا الجهل الوخيم الذي دمر مستقبل أبائنا وأجدادنا وضياع مستقبلنا ولكن أقسمت على نفسي  بأن أكمل تعليمي مهما كانت الظروف... فعندها اخترت وسيلة تنقلي وهي الحمير وجعلتها سندا لي  ببقية زملائي الذين التحقوا بالتعليم رغم كل المعاناة ولكن أكملت مشواري في التعليم وكنت اقطع حوالي 5 كيلوا يوميا ذهابا وإيابا من مدرسة الرجيع بغودرة الزريقة إلى مدرسة الجمرك وهناك أكملت تعليمي الأساسي  وبعدها انتقلت إلى محافظة عدن  حيث أكمل التعليم الثانوي ولكم مازالت الآلام تحطم معنويتي عندما انظر إلى زملائي  الذين لديهم رغبة في التعليم لم يكملوا تعليمهم ويرجع السبب لعدم وجود  مدرسة ثانوية قريبة من منطقتنا فهناك الكثير من الفئة الفقيرة الغير قادرة على مواصلة التعليم فذهب أكثرهم  للعمل فهنا أصبحت أمامهم صخرة صما فحاولوا كسرها ونحتها ولكن دون جدوى.
لم تنتهي معاناة منطقة الغودرة بزريقة الشام بالمقاطرة: فالمنطقة برمتها رغم عدد سكانها  لا توجد فيها غير وحدة صحية صغيرة ففي المجال  الصحي  فهناك وحدة صحية  مبنى دون أثاث  وبحاجة إلى دعم بالكادر حيث يوجد بها ممرض واحد وفي هذا المجال يحدثنا احد ابنا المنطقة الأخ /علي محمد عبدالله المصري: فالوضع في منطقة الغودرة مشلول  فهناك قيادات متعاقبة وللأسف الشديد خدمات غائبة لا يوجد حسيب ولا رقيب  فالوحدة الصحية بها عامل ممرض له فترة  تتجاوز30 عام  دون رحمة من احد فهو من المواظبين ويؤدي عمله بكل أمانة وإخلاص ولم يحظى بأي دعم من مكتب الصحة بالمديرية  وأيضا يوجد  فني مختبر  ويعمل متطوع فضعف الكوادر الصحية وغياب الخدمات الأساسية سوف تكون سلبية على المنطقة فهناك الكثير من الأمراض انتشرت في أوساط المنطقة   بسبب البرك والمستنقعات  ويعانون أيضا كبار السن وصغارهم  من سوء التغذية ومعاناة الناس شديدة حيث يتم نقل المرضى إلى مناطق بعيدة وكذلك في الجانب النسائي  لا يوجد ممرضة في هذا الجانب فأصبحت الوحدة الصحية هيكل بدون روح. 
 يعاني أبناء منطقة الغودرة من وعورة الطريق وهذا جوهر المعاناة وغياب المجلس المحلي عن القيام بأي دور فالطريق مطلب الجميع وتمثل شريان الحياة  ويقول الأهالي حيث إذا مرض أي شخص لا يصل إلا على وشك الموت فكل ما يقومون بشرائه من السوق  حيث تتم نقلها على ظهور الحمير فالطريق في غودرة الشام بمقاطرة لحج معاناة مستمرة وبسببها تتوفى الكثير من الحالات المرضية فهم يتساءلوا وبدهشة هل  قيادات المديرية على دراية بذلك..؟ أليس من العار يا قيادات مديرية المقاطرة  عندما تلاحظون أهالي منطقة الغودرة  يحملون حاجاتهم  على الأكتاف وعلى  وسائل النقل  القديمة الجمال والحمير..أليس من العار إن تحمل  النساء حاجاتها على الأكتاف  وهي تعاني  من المخاض.. ويقول  بعض الأباء وهو يشكي بهذه المقولة(تركنا الإمام أمانة  في هذه البلاد لحتى يعود) ثورة 26من سبتمبر و14 أكتوبر  لم يصل خيرها إلى هذه المنطقة المنسية  وفي قمة الإهمال من قبل قياداتها المتعاقبة عليها.

الكهرباء في غودرة زريقة الشام ظلام مستمر لم توجد فالأهالي يستخدمون الوسائل القديمة القازة  وبعضهم الفانوس فمعاناتهم ترحم الزائر فأية فظاعة وعامل إزعاج نفسي  بل وصحي  إن يعاني  الأهالي من ابسط الخدمات في ظل تجاهل وصمت القيادات،فغودرة زريقة الشام تحتاج إلى تقديم خدمات ضرورية ومهمة وحيوية كالماء والكهرباء وغيرة.
أخر المطاف في غودّرة زريقة الشام بمقاطرة لحج

منطقة الغودرة   ،معاناة أهاليها متعددة   والكل يصرخ ويتألم ،والقيادات  خارج نطاق الخدمة   يأمل أهالي المنطقة الالتفات إلى منطقتهم ومساواتهم ببقية المناطق اليمنية وإخراجهم من المعاناة والحرمان،
وهكذا قررت الرحيل عن منطقة غودرة زريقة الشام بالمقاطرة  تلك المنطقة  التي قادتني قدمي خطأ إليها .
وتركتها تعاني من غياب الكثير والكثير وغياب القطاع التعليمي  هو أبرز المشاكل التي تشكو منه المنطقة .