بن عمر يلجأ لحسم أممي لخلافات التفاوض الندي بلجنة الـ16 وسط إصرار جنوبي على استعادة الدولة

كشفت مصادر مطلعة رفيعة عن لجوء المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر الى فرض صيغة أممية نهائية لحسم خلافات التفاوض اليمني المتعثر على شكل الدولة اليمنية المقبلة، مستغلا فشل مؤتمر الحوار اليمني وعدم توصل لجنة التفاوض الندي بين الشمال والجنوب الى حل للقضية الجنوبية ، نتيجة لتمسك الطرف التفاوضي الشمالي واصراره على تقسيم الجنوب، حفاظا على مصالح النافذين الشماليين فيه، في الوقت الذي يتمسك فيه الشعب الجنوبي بمختلف مكوناته السياسية والحزبية والمدنية ومجموعته الجنوبية بلجنة التفاوض برفضهم الشديد لأي مساع لتقسيم الجنوب خلال الفترة الانتقالية المقبلة.

ونقلت منظمة مراقبون للإعلام المستقل عن تلك المصادر المطلعة بلجنة التفاوض الـ(16) تأكيدها أن لجوء بن عمر إلى تبني صيغة أممية نهائية لتحديد هوية اليمن المقبل وشكل دولته المقبلة، سيتم طرحها على أعضاء لجنة التفاوض (8 8)خلال الاجتماع التفاوضي الحاسم يوم غدا الأحد ، وبعد أن طلب من مكونات فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار منحه تفويضا لتمرير الصيغة بعد أن يضع هو المقترحات النهائية على لجنة التفاوض الـ(16) وتوقِّع عليها تلك المكونات دون نقاش، كون كل النقاشات السابقة لم تجدي نفعا في التوصل الى أي توافق شمالي جنوبي عليها خاصة فيما يتعلق بشكل الدولة الإتحادية اليمنية المقبلة التي تصر الأطراف الشمالية على أن تكون مكونة من خمسة أقاليم فيما يتمسك الفريق الجنوبي بوحدة كيانه السياسي القائم بالجنوب ويرفض أي محاولات أو مساع لتقسيمه.

وكانت أوساط سياسية جنوبية قد سبق وأن حذرت من أي مساع دولية للضغط على الشعب الجنوبي للقبول بحلول منقوصة للقضية الجنوبية لاتلبي أي سقف من مطالبه الشعبية المشروعة،باستعادة دولته الجنوبية المستقلة وتقرير مصيره كخيار لاتراجع او تنازل عنه.

وحذر الدكتور عبدالحميد شكري، نائب رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة الدولة الجنوبية والناطق الرسمي للمجلس الذي يعد واحدا من أبرز وأقدم فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بتحرير واستعادة الدولة الجنوبية، من خطورة مساع دولية ويمنية لفرض حلول للقضية الجنوبية كأمر واقع لاتحقق أدنى تطلعات الشعب الجنوبي في تحرير دولته وتحقيق استقلاله بعيدا عن أي وصاية او انتقاص، في وقت شن فيه هجوما غير مسبوق على المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر واتهمه بعدم الحيادية في مهمته الأممية باليمن والسعي لفرض حلول دولية منقوصة للقضية الجنوبية لاتحقق أدنى مطالب وطموحات الشعب الجنوبي، مؤكدا ان الشعب الجنوبي سيتصدى لها ويعمل على تصعيد نضاله السلمي التحرري بتنظيم فعاليات جنوبية مليونية غير مسبوقة "للتعبير عن رفضه لأي حلول او مخرجات لمؤتمر الحوار اليمني للقضية الجنوبية،لا تلبي طموحات الشعب الجنوبي التحررية، وللتأكيد على تمسك الشعب الجنوبي بحقه المشروع بالتحرير واستقلال الدولة الجنوبية كحق شعبي وإجماع وطني جنوبي لاتراجع عنه".

وكان عضو بمؤتمر الحوار الوطني في اليمن ، قد كشف اليوم السبت، عن مطالبة المبعوث الأممي إلى اليمن لأعضاء فريق القضية الجنوبية بإحضار تفويض رسمي من المكونات التي يمثلونها في مؤتمر الحوار من أجل التوقيع غدا الأحد على صيغة نهائية أعدها بنفسه لشكل الدولة في المستقبل.

وقال باسم الحكيمي، أن طلب بن عمر جاء بعد أن وصلت المفاوضات والنقاشات في اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية والقوى السياسية إلى طريق مسدود فيمام يخص شكل الدولة، ولم يكشف عن ماهية الصيغة التي سيقدمها المبعوث الدولي.

وكان الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية والمكلف بإعداد الحلول والضمانات لها قد استأنف اجتماعاته في اليومين الماضيين بإشراف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر وحضور الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، غير ان كل المساع التي بذلت للتوصل الى اتفاق حول عدد اقاليم الدولة الاتحادية اليمنية المقبلة قد فشلت امام اصرار الطرف الشمالي على تقسيم الجنوب وتمسك الفريق التفاوضي الجنوبي بالمقابل برفض أي مساع لتقسيم الجنوب واقتراحه بإحالة أي مقترح لتقسيم الجنوب، الى الشارع الجنوبي الذي يعتبر الممثل الشرعي والذي يستعد عبر مختلف فصائل حراكه الجنوبي الى إحياء الذكرى ال50 لثورة 14 اكتوبر  عبر استعدادات مكثفة لتنظيم أكبر مليونية جنوبية بعدن، لتجديد التمسك بمطالب الشعب الجنوبي باستعادة دولته وتقرير مصيره كخيارات لاتراجع او تنازل عنها ولتحذير المجتمع الدولي من أي مساع اخرى قد تفجر الأوضاع بالجنوب والمنطقة برمتها- حسب تأكيد القيادي الجنوبي البارز في الحراك الجنوبي د.عبدالحميد شكري نائب رئيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة الدولة الجنوبية  والذي بشر في تصريحات سابقة لمنظمة مراقبون المبعوث الأممي لليمن بإحراق صوره وتوجيه مذكرة الى مجلس الأمن بضرورة عزله عن اكمال مهمته الأممية باليمن بعد فشله في استيعاب مطالب الشعب الجنوبي وعدم الحيادية في مهمته.