باخرة تفرغ نفايات حمولتها من الزيوت قرب شاطئ الحسوة وتتسبب في كارثة بيئية
شكا صيادو منطقة الحسوة, مديرية البريقة, عدن, إفراغ إحدى بواخر نقل الزيوت والنفط, التابعة لهيئة مصافي عدن, نفايات حمولتها من الزيوت, قرب شاطئ الحسوة جوار "فندق القطر" مسببة تلوثاً كارثياً, بحسب الصيادين.
وأكد, أمس, أحد الصيادين لـ"الشارع" أن الباخرة "شوهدت وهي تتخلص من زيوتها فيا لبحر بدون حسيب أو رقيب", مشيراً الى أنه "قضي على موسم الجمبري في هذا الساحل نهائيا, بسبب هذه التصرفات غير المسؤولة التي تتسبب في كوارث بيئية كبيرة".
وأبدى استغرابه من غياب دور خفر السواحل, الذي قال إنه اقتصر على متابعة الصيادين ومضايقتهم وحرمانهم من دخول بعض المناطق, مضيفا أنه "قبل أيام احتجز أحد الصيادين مع طاقمه المكون من ثلاثة أفراد بسبب اصطياده في بحر التواهي, بالقرب من القصر المدور وصادر كل محصولهم".
صياد آخر قال إن التلوث "أتلف الشباك وضرب علينا موسم اصطياد الجمبري (الزنجة) الذي ننتظره من العام الى العام, بسبب غياب الرقابة البحرية على السفن".
وتحدث عن معاناة الصيادين جراء حرمانهم من مواسم اصطياد مثل موسم الحبار, الذي قال إنه شارف على الانتهاء موضحا: "يعلم الجميع ماذا يعني ذهاب موسم على الصياد الذي يعتاش من البحر, وما يعانيه من ديون متراكمة تنتظر الموسم القادم لسدادها".
وأفاد الصيادون في ساحل الحسوة أن هذه الحادثة ليست الأولى التي تقوم بها إحدى بواخر النقل التابعة للمصافي بالتخلص من عوادمها بالقرب من هذا الساحل؛ إذ إن الحادثة تكررت عدة مرات, حد قولهم.
واستنكروا قيام الدولة بتعويض "من يفصل التيار الكهربائي ويعيث فساد, وتتجاهل من تتضرر لقمة عيشه وتتراكم عليه الديون جراء العبث بالبحر".
من جهة أخرى؛ شكا عدد من الصيادين في الحسوة "تراكم بواخر خرجت عن الخدمة, ثلاث منها تابعة للمستثمر العيسي, على هذا الساحل منذ وقت طويل, بدون أن يتم سحبها", مبدين خشيتهم من تحلل جسم البواخر العاطلة وتسرب مادة الديزل من خزاناتها.
وقال أحد الصيادين إنه تم إبلاغ العيسي بضرورة سحب بواخره المتوقفة على ساحل الحسوة, قبل أن تتسبب في كارثة بيئية, إلا أن العيسي افادهم بأنه ينتظر تعويضه من قبل شركات التأمين, حد قوله.
ويرجع بعض المطلعين على القضية عدم سحب سفن العيسي العاطلة في الساحل الى كلفة قالوا إن الرجل يرى نفسه في غنى عن دفعها مقابل تلويث البحر الذي لا يضره شيئا.
أما رائحة الزيوت في ساحل الحسوة فتطفح كسم على واقعة البيئي. أحد الصيادين يحدد المشكلة بدقة وهو يذكر أسماء البواخر العاطلة التابعة للعيسي: "في هذا الجانب باخرتان تابعتان له القلعة, والقلعة 1 والثالثة ساحب, وهي في الجانب الغربي لساحل الحسوة, والثلاث مملوءة خزاناتها وإذا تأكلت خزاناتها ستذهب كميات ضخمة الى البحر".
ويطالب الصيادون بالتحقيق في الحادثة ومحاسبة المتسببين بتلويث الساحل وإعدام الحياة البحرية. كما طالبوا بسرعة سحب بواخر العيسي وتعويضهم عما لحق بهم, مستنكرين غياب دور المجلس المحلي ومحافظ المحافظة عن كل ما يحدث.