شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

قوى النفوذ تسعى إلى نسف مؤتمر الحوار من الداخل لتعيد إنتاج نفسها لحكم اليمن من جديد

عدن اليوم - متابعات | الجمعة 20 سبتمبر 2013 11:54 مساءً

تصاعدت وتيرة تخريب أنبوب تصدير النفط وخطوط وأبراج الكهرباء، منذ عودة ممثلي الحراك الجنوبي لجلسات مؤتمر الحوار، بعد الاتفاق على تفاوض ندي شمالي جنوبي.

تزامن ذلك مع استهداف ضباط جنوبيين معظمهم يعملون في الاستخبارات والأجهزة الأمنية.

كل ذلك يحمل دلالات واضحة أن قوى نافذة هي من تقف خلف تلك الأعمال الارهابية، أو تسهل لها تلك المهمات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، للتلويح بالفوضى في حال لم تمرر الاجندات التي ترغب أن تكون جزء من مخرجات مؤتمر الحوار.

قوى النفوذ في العاصمة صنعاء، باتت اليوم أكثر تقاربا منذ عامين خلت، حيث تشعر هذه القوى أن فيدرالية الاقليمين بحدود ما قبل وحدة العام 1990م، ستفقدها سيطرتها على الحكم والثروة في آن واحد.

تعرف هذه القوى أن وثيقة بن عمر المقدمة للجنة الـ"16" ستجفف كثير من الأموال التي تستخدمها هذه القوى في شراء الذمم واقلاق الامن والاستقرار، وهي من أجل ذلك تقاتل بكل ما أوتيت من قوة لتحافظ على بقائها ووجودها.

وأعتقد أن هذه القوى ترى أن هيمنتها على القرار، باتت اليوم مهددة بالأفول، أكثر من أي وقت مضى، حتى عندما كانت الثورة الشبابية في قمة عنفوانها، لم تشعر هذه القوى بحجم التهديد، الذي باتت تواجهه اليوم.

وبسبب هذا التعنت بات اليوم مؤتمر الحوار الوطني، مهدا ليس بالفشل فقط، وإنما بالنسق في حال أصر المؤتمر الشعبي على تعديلاته لوثيقة بن عمر، والذي يعرف تماما أن ممثلي الحراك الجنوبي سيرفضونها.

تعلم القوى النافذة في صنعاء أن ممثلي الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار، قدموا تنازلات عدة، وأنهم اليوم باتوا مخونين في الجنوب، و لا يمكنهم أن يقدموا تنازلات أكثر مما قدموا.

وتعلم هذه القوى أن ممثلي الحراك، لا يمكنهم التنازل عن فيدرالية الاقليمين وتقرير المصير، كونها ستضع لهم مخرجا يجنبهم من سياط الشعب في الجنوب، الذي سيحدد مصيره بموجب ما سيقدم له خلال الفترة الانتقالية الثانية، التي من الممكن أن تهدئ النفوس أو تزيد من توقدها.

ومع كل ذلك يبدو أن قوى النفوذ الشمالية، قد أوجدت مخرجا جديدا لها، لنسف مؤتمر الحوار، ليس من باب الخلاف على مسودة وثيقة بن عمر، وإنما من باب قانون الحصانة والعزل السياسي، الذي بات اليوم بمثابة قنبلة مؤقتة تهدد الحوار بالنسف من الداخل، للهروب من العقوبات الدولية.

حالة الاستنفار في أوساط القوى المتصارعة في صنعاء، جراء الحديث عن العزل السياسي، لا تبدو طبيعية بقدر ما هي مخرج تسعى من خلاله هذه القوى، للتخلص من مخرجات مؤتمر الحوار التي باتت بعبعا يقلق هذه القوى.

وربما أن لدى هذه القوى خيارات أخرى، لتصفية حساباتها مع نفسها ومع الجنوبيين بدرجة أساسية، خاصة بعد الحديث عن تعزيزات عسكرية وصلت الأيام الماضية إلى حقول انتاج النفط شرق البلاد.

و ربما تخطط هذه القوى لدفع ممثلي الحراك إلى الانسحاب من الحوار، والعودة إلى صفوف الثورة الجنوبية، لتخوض معهم حرب وجود، وتتخلص من استحقاقات الحوار، تمهيدا لتفاهمات واتفاقيات فيما بينهما، لتعود لحكم البلاد مرة أخرى.