شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
حسين زيد بن يحيى

(فوش) ما صبرنا

الثلاثاء 26 فبراير 2013 04:12 مساءً

التقييم و المراجعة الدءوبة ضرورة نضالية لابد منها لاستمرار وهج وحيوية أي حركة ثورية للوصول نحو أهدافها بأقل الكلف و اقصر الطرق , لا خلاف الحراك التحرري الجنوبي حركة ثورية رائعة بكل المقاييس إذا عقدت مقارنة موضوعية منصفه بين حجم التحديات التي تواجهه وانعدام الإمكانات و التحالفات الدولية و الإقليمية معه , مع ذلك تظل النمطية الحالية (للحراك) لا تواكب إيقاع حركة الشارع المتسارعة مما يفرض وقفه تقييميه للمراجعة والبحث الجاد عن طرق نضالية أكثر جراءه لتحقيق الأهداف.

تعسفا للحقيقة إن لم يكن عزف (أمني) لصالح صنعاء واللجنة الخاصة السعودية التحريض على رفض أي حديث أو محاولة جادة للبحث عن بدائل متعددة و التي لا تعني بالضرورة  فرض أحادية خيار (الكفاح المسلح)  , العكس متطلبات المرحلة النضالية السياسية الحالية تتطلب عدم استبعاده كخيار و خاصة انه سبق تجربته وحقق به الاستقلال الأول 30 نوفمبر 67م , بصوت عال للطيبين من أصحاب النوايا الحسنة في دعوات الحكمة و التريث نقول : (فوش) ما صبرنا و التضحيات التي قدمت حتى اللحظة على مذبح التحرير والاستقلال ليست بالقليلة , لذلك كما أزاح أمراء حرب صيف 94م (الجنوبيين) عن مربع الوحدة الطوعية فان إصرار المجتمع الدولي على فرض اتفاق الرياض واليته التنفيذية المزمنة على الجنوبيين بالقوة وحده من سيتحمل مسئولية إزاحة (الحراك) عن مربع النضال السلمي كخيار وحيد مرحليا , إطالة أمد المعاناة الجنوبية و استفزاز الكرامة كلها دوافع قوية للبحث عن بدائل تمس مصالح القوى الدولية في الصميم و بما يفرض عليها الاستجابة لمطالب الشارع الجنوبي .

العدل و الإنصاف يبرران الدعوة بأن يدفع حلفاء نظام الاحتلال اليمني الدوليين و الإقليميين ثمن دعمهم المادي و المعنوي للمحتل , أما التمترس خلف حكاوي التروي و الاعتدال على أمل أن يجود إعراب الخليج بمبادرة (لحقه) تخص الجنوب أمر يقود بالنتيجة النهائية إلى تشجيع غرور صلف و استعلاء الاحتلال مع احترامنا بالطبع لحسن نوايا بعض مطلقي تلك الدعوات , للصبر حدود وآن أوان إسماع أصحاب المصالح الحيوية بالمنطقة أن في الجنوب صوت آخر متحفز للانطلاق بعد أن استنفذ النضال السلمي الدور المطلوب منه في تهيئة الوضع الثوري المهيأ لاحتضان أي خيار آخر .

بعدما أصبح واضحا انه لا (بواكي) للدم الجنوبي بتالي حتمية البحث عن وسائل تفرض على المجتمع الدولي التحرك لإجبار (القوات الشمالية) على الانسحاب مع توفير الحماية الأممية لمرحلة انتقالية تمكن الجنوبيين من ضمان الذهاب نحو دولة مدنية ديمقراطية حديثة , إبداع وسائط كفاحية جديدة ضرورة نضالية وأخلاقية خاصة بعد أن أصبحت كلفت النضال السلمي باهظة بسبب بلطجة الاحتلال المتخلف وملثمي مليشيات حزب الإصلاح التكفيري.

زنجبار/ أبين 26- فبراير-2013م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن