الحوار اليمني .. والحراك الجنوبي
انطلقت صافرة بدأ الحوار الوطني اليمني الذي تشرف عليه الدول الراعية للمبادرة الخليجية التي انتشلت بها اليمن من (جب) المعاناة وإخراجها من عنق الزجاجة والوصول بها إلى بر الأمان بعد أن ظن اليمنيين وغيرهم من الأشقاء والأجانب أن نهاية اليمن باتت وشيكة وأنها مقبلة على حرب أهلية لن تبقي ولن تذر.
وفعلا استطاعت المبادرة أن تلعب دورا كبيرا في حلحلة الوضع اليمني وتغييره بنسبة معقولة ومقبولة إلى الأفضل رغم عدم تلبيتها للكثير من رغبات الشارع اليمني وبالذات الجنوبي منه وتجاهل للكثير من المجريات التي كانت آنذاك تدور في الشارع اليمني.
إلا أن البعض راء فيها المنفذ الوحيد للخروج من تلك الظلمة والمخرج الوحيد للوصول إلى بر الأمان والاستقرار بعد أن كادت أن تصبح اليمن (شذر مذر) بسبب تلك السياسات الكيدية والمناكفات الشخصية التي نشبت بين الأطراف المتنازعة على السلطة والتمسك بكراسي الحكم والسلطة وإثبات الذات.
اليوم وبعد أن أطلقت صافرة بدأ الحوار الذي ترعاه تلك الدول والتي لبعت دورا كبير في تسيير واقع اليمن (الرتيب) يبدوا أن المشهد ضبابيا إلى حد كبير ومقلق في ذات الوقت بعد أن بات اليمنيين منشقين ومنقسمين بين مؤيد ورافض للحوار الذي نكاد نجزم أنه ربما لن يلبي متطلبات اليمنيين وغاياتهم,ليس تشاؤما ولكن لان الأطراف لم تكتمل ولم يكتمل النصاب الحقيقي لهذا الحوار خصوصا بعد أن رفض الحراك الجنوبي الانخراط في هذا الحوار الذي يرى فيه إجحافا في حقهم وقضيتهم وعدم اعترافه بها وبأنها من الأولويات التي ينبغي أن يتعامل معها شريك الوحدة ( الشمال) بجدية وبصدق بدلا من (التلكؤ) والمماطلة والتسويف حتى يستشعر الجنوبيون أن قضيتهم تحتل الصدارة في كافة القضايا العالقة في الملف اليمني, وحتى يتأكدوا من صدق نوايا القائمين على هذا الحوار وعلى جديتهم في حل كل تلك المشاكل التي ( يئن ) ويتوجع منها الجسد اليمني المنهك الذي كثرت به المنايا والخطوب.
لن نستبق الأحداث ولن نحكم على فشل هذا الحوار رغم عدم استيفاءه للشروط كما قلنا سابقا ولندعه يأخذه مجراه ويسير في ذات الطريق التي رسمها له القائمون عليه وسننتظر مخرجاته التي يترقبها الكل ويتلهف لها بفارق الصبر رغم التحفظ الشديد الذي بدأ من كافة الأطراف وبالذات الحراك الجنوبي لعلمه أنه لن يفضي لشيء بعد أن تم رفض التفاوض مع الجنوبيين على أنهم أصحاب دولة وسيادة وشريك أساسي في بناء اليمن الموحد الذي بات اليوم أشلاء وممزق كل ممزق.
ومثلما ينتظر اليمنيون مخرجات هذا الحوار الذي نخشى ونخاف من إدارة من أطراف خفية تضمر الشر والحقد لهذا البلد بغض النظر عن شقيه أكان جنوبي أم شمالي وتهدف لأن تخلخله وتقضي عليه بالكلية ؟,فالحراك الجنوبي والجنوبيون بشكل عام سينتظرون إلى قرارات ومخرجات هذا الحوار رغم عدم مشاركتهم فيه ليس لانه سيعترف بقضيتهم ولكن أملا في بعض الأطراف الخارجية من أن تفجر موقف وقنبلة من العيار الثقيل تؤول لصالح الحراك الجنوبي الذي يحتشد في ساحات الجنوب معبرا عن رفضه القاطع لكل ما يدور..