هل ينتظر قيادة الجنوب ثورة ربيع عربي ضدهم
بينما أنا البارحة كنت أمشي بين الحشود الكبيرة التي أتت من كل حدب وصوب من مناطق الجنوب لمست أشياء جميلة بين أبناء ذالك الشعب العظيم ،ووجدت قيم كادت أن تختفي في مجتمع عانى كثيراً من محاولات لطمس هويته وتغيير ثقافته المدنية والسلمية ، وجدة وحدة الصف التي لطالما كنى نتمنى أن نراها ،رأيت الصغير يشبك يديه مع الأكبر منه سناً ويهتفون معاً بشعار واحد (القرار قرارنا ) ،رأيت أصحاب الاحتياجات الخاصة يصرون على مقاومة معاناتهم لكي يخرجون إلى الشارع وتناسوا همهم لكي يجمعهم مع الآخرين هم واحد لا غيرة وهو هم قضيتهم الجنوبية . رأيت الطفل بكل براءته يتجول في الساحة ويهتف بنفس ما يهتف بيه الآخرين مع سماع بعض الشعارات الخاصة بهم والتي تدل على كمال براءتهم وروحهم الثورية المطالبة بحقوقهم واستعادة دولتهم ،وبين هذا وذاك كنت أعتقد أن المشهد في ذاكرتي سيوقف عند هذا الحد من تلك المشاهد الجميلة ألتي رأيتها ولكن خاب التوقع فبينما أنا كنت أمشي سمعت أصوات رقيقة وناعمة تصرخ بما يصرخ بيه كل من ذكرناهم آنفاً وكانت تلك الصرخات لحرائر الجنوب اللواتي يسجلاً دائماً حضوراً في كل الميادين إلى جانب الرجل تلك المرأة التي أقصيت وهمشت من معظم حقوقها التي كفلتها الشريعة لها وهاهي تخرج رافضة للظلم ومطالبه بالحرية .
ويبقى السؤال بعد كل تلك المشاهد سؤال رأيته مرسوم على محيى كل مِن مَن حضروا هذا الحشد وهو أننا توحدنا ووضعنا أيادينا فوق بعض ونسينا كل شيء بالماضي ووضعنا نصب أعيننا استعادة دولتنا وبناءها من جديد ، تشابكنا الأيادي توحدنا على الهدف أذاً السؤال متى ستتوحد القادة .
ماذا ينتظرون حتى يتوحدوا مثلما وحد الشعب كلمته هل ينتظرون ربيع عربي آخر ضدهم حتى يبعدهم عن المشهد لكي يواصل الشعب ثورته دون أن يلتفتوا لمن يماطلون في التأخر لحل قضيتهم بسبب الخلافات الشخصية .... والتي لا نعلم ما سببها هل هو تنافس على السلطة من الآن أم أن كل طرف يحاول أن يقصي الآخر ويثبت قوته على الساحة ...؟؟
مع أننا لا يمكن أن ننكر في يوماً أن تلك القيادة خدمة القضية الجنوبية ولكن الآن وبنفس الكمية التي خدموا بها القضية هاهم يعرقلون حلها بسبب خلافاتهم وعدم توحد صفهم ولا نعلم متى سينتهي ذالك الخلاف ألذي يضيف معاناة إلى معاناة الشعب الجنوبي والذي أُرهق بالمعاناة بسبب الأنظمة السابقة المستبدة .
أيها القادة ارحموا شعبكم ألذي في ضل زمن ينادي برحيل القادة إلا أن شعبكم لازال متمسك بكم لعلكم تخرجونه من العالم المظلم ألذي أنتم من وضعه فيه فهل ستدركون ذالك أم أن التعنت ألذي أصاب قادة بلدان الربيع العربي ووصلهم إلى ما وصلوا إليه سيضل مرافقكم حتى يصيبكم ما أصابهم.
أيها القادة لديك مرحلة جديدة لصناعة تاريخ مشرق لكم ولوطنكم فلماذا تعمدون إلى ضياع تلك الفرصة على أنفسكم فالتاريخ ليس لديه إلا صفحتان صفحة سوداء فتعساً لمن دون أسمه فيها وصفحة بيضاء فطوبا لمن سجل أسمه فيها.