الجنوب أرضنا .. القرار قرارنا ..!!
مرة بعد أخرى ومليونيه تتلوا سابقتها والعاصمة عدن تحتضن جماهير الجنوب في زحف مليونياً وبشكل حضارياً وسلمياً تتجلى معه عظمة شعب جبار وإرادة ثوار أحرار مستبسلين ذوداً ودفاعاً عن حقهم في اتخاذ القرار .
نعم .. القرار قرارانا والسلمية خيارنا والتسامح والتصالح شعارنا.. والثورة قدرنا والنضال ماركة مسجلة باسم أباءنا وأجدادنا .. فالجنوب أرضنا وهويتنا والتاريخ شهيداً على مجدنا والنصر بإذن الله حليفنا ..!
لكم تعددت اساليب المحتل ومحاولاته العبثية لجر مسار ثورتنا الشعبية السلمية ، ولكم تنوعت طرق القتل والتنكيل بحق ابناء شعبنا .. لكنها الأرض والهوية ايها السادة ..!!
كيف لا وهي الأرض التي تحتضن أفواج وأمواج الثائرين عشية وضحى استجابة لكل نداء ثوري وطني جنوبي .. هي الأرض التي نستنشق من بين ذرات هوائها العليل عبق الإصرار الثوري ونستمد من طبيعتها الصامدة صموداً وعزماً يزيد من عنفوان المد الثوري الشعبي على طريق الخلاص واستعادة الحق دون انتقاص ..!!
هو الجنوب إذاً .. الوطن الساكن في قلوبنا والمسكون في دواخلنا.. وطناً يعشعش في أعماق ذواتنا وحياتنا .. وطناً حملناه في احداقنا حبا يفوق الحب وفي شراييننا حملنا نبض شموخه وكبريائه في لحظات ومحطات تتداعى فيها الذكريات ويظهر فيها الحب جليا والعطاء سخيا ..!!
ولأجل كل ذلك عاهدنا كل ذرات ترابه الطاهر وأقسمنا اليمين لاستعادة هويته وإعادة حريته واستقلاله افتكاكاً من أيدي الغزاة الطامعين من عاثوا فوق ترابه المقدس فساداً يفوق الوصف ويندى له جبين البشرية جمعا ..!
اليوم جنوبنا يتباهى برجاله ونحن كذلك نفخر بانتسابنا إليه حيث تسمو مصلحته العليا فوق كل صغائر المصالح الشخصية فالجميع ينشد حرية شعبه واستعادة حقه واستقلال وطنه ولا متسع لدينا لتغليب مصلحة دنيا عن رفعة وعلو مصلحة الوطن الحبيب ..!
اليوم .. من عاصمتنا الأزلية عدن .. يغدوا حلم تحرير الوطن قريباً من التحقق بل هو أدنى من ذلك إذ لا يفصلنا عنه سوى مسافة زمنية قصيرة تتطلب الصبر والثبات ورباطة جأش وعزيمة لا تلين ولا تتقهقر ..!
وأنتم أيها المتعجرفون ثقوا جيداً أنكم لن تفلحوا في إيقاف الوهج الجنوبي المتقد .. لن تقدروا على عرقلة زحف الجماهير المستمر .. لن تتمكنوا من إخماد غليان الزخم الثوري المنقطع النظير .. وكلا ولن تستطيعوا جر ثورتنا السلمية نحو أتون الفوضى والعنف ، فنحن أهل السلم والسلام ، وقد انتفضنا سلمياً قبل شعوب العالم قاطبة .. خرجنا إلى ساحات النضال سلمياً قبل وقبل أن تعرف حتى عديد الدول معنى النضال السلمي .. فثورتنا السلمية كانت البذرة الأولى والوحيدة التي أنبتت ثورات ما يسمى بالربيع العربي ..!!
وعليه فإنه يحق لنا أن نفخر ونتباهى بالطابع السلمي لثورتنا الشعبية التحررية مهما حاول الأعداء إلصاق تهم العنف ومصطلحاته بنضالاتنا فالواقع يحكي بذهول عن حشود مليونيه تتداعى فراداً وجماعات من كل فج عميق على امتداد الرقعة الجغرافية لأرض الجنوب المترامية الأطراف نحو العاصمة عدن لترسم لوحة فداءً ووفاء بكل معاني ومفردات السلم والسلام .. إنه موج بشري يجتاح الجنوب ويتدفق أرتالاً تلي أرتالا ليبسط مده ونفوذه على ساحات وشوارع العاصمة عدن في مشاهد لم يكتب التاريخ لها مثيلاً ، ويحق معها لموسوعة غينيس أن تنفرد بتدوين براءة اختراع للنضال السلمي الجنوبي على غرار ما فعلته ذات حقبة زمنية مع تاريخ المهاتما غاندي مؤسس الكفاح السلمي ..!!