فاتكم القطار.. والقرار لشعب الجنوب
واهمون من يتكلمون عن حوار...في صنعاء المتشظية بين مخالب قوى الرعب والتخلف .. والمغلف بمسمى (حوار وطني).. فأي وطن يعنون.. وطن الأحمر.. أم وطن الحوثيين.. أم وطن (الستين)..أم وطن (السبعين)..أم..وطن الحرس الجمهوري والخاص .أم..وطن الفرقة المدرعة الأولى والأخيرة.. أم ..وطن ..(مطلع) و(منزل) ., ما علينا.. لهم حوارهم ..وأشك أن يفهموا لغة الحوار .. .. أما نحن فلنا وطننا الجنوب ..ولنا قرارنا الذي لا رجعة فيه..وهاهو شعب الجنوب يؤكد مجدداً تمسكه بحقه في استعادة حريته وكرامته ودولته المدنية
إن حق تقرير المصير, حق إنساني تكلفه وتقره كل أحكام ومبادئ القانون الدولي, وفرض أي وحدة بالقوة جريمة تتعارض مع كل الشرائع.. لقد فشلت الوحدة السلمية التي كانت مطلباً للجنوب قبل الشمال وصنعها الجنوبيون قبل الشماليين, حينما ذهبوا إلى صنعاء في العام 1990م برغبتهم وتخلوا حينها عن دولتهم المستقلة كاملة السيادة, أملا بوحدة متكافئة, يكبر فيها الوطن والمواطن ويكونون فيها شركاء في السلطة والثروة.. لكن أرباب الحكم الأسري-القبلي المتخلف, الذين لا يملكون مشروعا وطنيا, سرعان ما نكثوا وغدروا بعهود الوحدة, بل وقتلوها من الوريد إلى الوريد, قبل أن تكمل حولها الرابع, في حربهم المشؤمة صيف 94م التي احتلت الجنوب ونهبت ثرواته وأراضيه وقضت على مؤسساته المدنية وهويته الحضارية, كما أقر بذلك صراحة جنرالهم العجوز في زلة لسان عند اختلافه مع رئيسه وولي نعمته على تقاسم كعكعة السلطة الذي استأثر بها الأول لصالح بنيه وأولاد أخيه.. ومع كل هذا نتساءل لماذا الإصرار على جر الجنوبيين إلى أحضان من غدروا بهم بالأمس...وهل للمؤمن أن يُلُدغ من نفس الجُحر مرتين؟؟؟!!.
وهل يعقل أن يقبل الجنوبيون اليوم وحدة تفرض عليهم بالقوة, أو ينساقون لحوار لا يعنيهم وليسوا طرفا فيه, بل ويعرف الجميع, بما في ذلك رعاة المبادرة, أن لا شأن للجنوبيين بما جرى من صراع بين أطراف السلطة القبلية, ورموزها المتخلفة الماسكين بزمام القوة في صنعاء.
لن يذهب الجنوبيون إلى صنعاء في حوار لا يعنيهم, ولن يكرروا غلطتهم بتسليم قضيتهم العادلة لمن غدروا بهم بالأمس..وها هم يحتشدون اليوم في مليونية جديدة في عاصمتهم عدن وبصورة سلمية حضارية راقية, يؤكدون من خلالها أنه لا يحق لأحد أن يتجاوز هذا الشعب الحي أو يتحدث باسمه أو يدعي تمثيله في أي حوار أو قرار يمس قضيته, التي يتمسك بها ويعض عليها بالنواجذ.. ألا وهي قضية استعادة دولته وحريته وكرامته.. وعلى الأشقاء قبل الأصدقاء, ونخص أخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي, ومن واجب روابط الأخوة العربية والجوار أن يسندوا هذا الشعب الأبي, الصابر, الذي أحاق به ظلم (الأشقاء) ممن حولوا وحدته الطوعية إلى ضم وإلحاق واستعمار واستعباد.. مثلما هبوا لنصرة الشعب الكويتي الشقيق حين أحاق به ظلم (الأشقاء) ولا فرق بين صدام وعلي عبدالله صالح.
وهاهو شعبنا الجنوب يبعث اليوم برسالة جديدة وقوية يقول فيها للأشقاء والأصدقاء وللعالم أجمع أن قضيته الجنوبية لا تمت بصلة لما يُراد له من حوار بين قوى الرعب والتخلف في صنعاء التي تريد أن تعيد انتاج النظام ذاته وبعتاولته القدامى الجدد, خاصة بعد أن التف كبير جنرالاتهم العجوز على ثورة الشعب في الشمال ومعه حاشية (آل الأحمر) وتدثروا بعبائتها السوداء المظلمة ويدعون (ملكيتها الحصرية) ليواصلوا باسمها استعباد الشمال واستعمار الجنوب..وهاهم يستميتون في جر الجنوبيين إلى حوارهم الذي لا أفق له ولا مقومات لنجاحه لتباين واختلاف مواقف أطرافه المتصارعة في صنعاء وخارجها.. لكننا نقول لهم ما قاله رئيسهم المحروق ذات يوم, ولكن في هذه المرة بلسان شعب الجنوب الأبي الذي أجمع بصورة لم يسبق لها مثيل على استعادة دولته وحريته: (فاتكم القطار.. فاتكم القطار).