شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
فهد علي البرشاء

21فبراير اليوم الدامي

الأحد 17 مارس 2013 05:17 مساءً

لم يكن أكثر المتشائمين في مشارق الأرض ومغاربها يتوقعون أن يجن جنون الأمن اليمني ويصل إلى الحالة الهستيرية التي وصل لها في الـــ ( 21) من فبراير في محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية وقتله للأبرياء دون سبب يذكر وبطريقة وحشية وهمجية تدل على مدى الحقد والغل الذي في نفوس هؤلاء الذين كنا نسميهم العيون الساهرة إلا أنهم تحولوا إلى (وحوش كاسرة) اقتاتت على جثث الأبرياء وشربت من دمائهم الطاهرة الزكية.

المشهد الدموي الذي شهدت عدن دل دلالة قاطعة على أن الأمن كان قد بيت ( النية) الخبيثة ضد هؤلاء من السابق ولم تكن لحظات القتل والهمجية التي شهدتها عدن (وليدة) اللحظات كما يحاول البعض أن يختلق لهم الأعذار والحجج وان ذلك كان ردة فعل ناتجة عن استفزاز المتظاهرين الجنوبيين لهم, فالقتل ( الموجة) للثوار الجنوبيون هو من أبطل تلك الحجج التي يحاول الإعلام المسير لبعض القوى النافذة أن يظهره ويظهر الأمن في صورة حسنة وفي صورة سلمية مسالمة ليس له في ( عير القتل ونفيره شيء ).

بيد أن الحقائق والدلائل والمشهد الدموي الذي ظهروا به في تلك المظاهرات السلمية كشف الوجه الحقيقي لهم (وبيًن) قبح ذلك الوجه الوحشي أللإنساني الذي ظهرت به في تلك المواجهات الغير المتكافئة والمفتعلة من قبل قوات الأمن ذاتها التي للآسف انجرت خلف المغريات وباتت أداة بيد بعض النافذين في الدولة يأمرونها وتنفذ دون نقاش أو حتى سؤال.

ويمكننا أن نسميهم تبعيين أو آليين تسيرهم تلك القوى وأجساد بلا أرواح أو مشاعر أو قلوب بل مجرد عظام على هيئة أناس يسري في دواخلها نزعة العداء وحب الانتقام من أي مخلوق تشير إليه أصابع سادتهم المدنسة بدماء الأبرياء الذين تقتلهم ليل نهار وبدون أي سبب يذكر غير أنهم متعطشون للدم ويهوون سفك الدماء وإزهاق الأرواح حد الثمالة والجنون وحد عبادة الشيطان الذي سول لهم فعل المنكرات وارتكاب الفواحش وتجاوز المحظورات واللعب بأرواح الأبرياء

الذين حرم الشروع والمشرع إهدار دمائهم بأي وجه كان إلا بالحق.

 إلا أن الحق يقال ليس هناك حق فيما يفعله الأمن تجاه الأبرياء مهما كانت الغاية التي جعلت من وسيلة القتل مبرر وحجه يتشدق بها (الآليون) ويقدمون عليها كحل لردع هؤلاء البسطاء العزل بطريقة وحشية وهمجية ولا إنسانية تدل على مدى الحماقة والسخافة التي وقع فيها رجالات الدولة التي لم تبحث يوما عن امن وأمان مواطنيها بقدر ما كانت تبحث عن إشباع نهمها الوحشي الدموي وإرضاء أسيادها الذين يرون في قتل الجنوبيون لذة ومتعة وراحة..