شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عمر محمد حبيبات

حتى لا تغدوا عدن ساحة نزاعات

الأحد 17 مارس 2013 05:14 مساءً

المتأمل في الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد والتي أضحت مرتعا خصبا للأعلام خصوصا بعد قيام ثورة الشباب التي قضت على النظام المستبد السابق يجد أن المحافظات الجنوبية والشرقية نالها من التعب والإنهاك وتردي الأوضاع وتدني الخدمات مالم يحصل لغيرها من المحافظات حيث أثرت تلك الأحداث عليها وظهرت الكثير من الصراعات الدامية مما جعلها عرضه للكثير من المماحكات السياسية حيث أثر ذلك سلبا عليها وتردت الأوضاع فيها ترد فاحشا مع ما نالها من التعسف والظلم في ظل الحكومات المتعاقبة , ناهيك عن حالات القلق والخوف  وموجات العنف  التي اكتسحت تلك المحافظات.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نجد مثل هذه الأشياء في هذه المحافظات بالذات دون غيرها من المحافظات؟ ليس هناك تفسيرا لانتشار مثل هذه الظواهر السلبية في معظم هذه المحافظات إلا أن تكون مدبرة بطريقة متقنة قد تفنن صانعوها بوضع المخططات لإنهاك الشعب الجنوبي حتى ينسوا مطلبهم الأساسي والشرعي ورفع الظلم الذي حل بهم,فهذه عدن قبلة الأحرار وصانعة الأمجاد التي حباها الله بتضاريس متنوعة بديعة لا يوجد مثلها في  أي قطر ومدرسة عظيمة تعلم من خلالها الكثير من الناس حرية التعايش السلم المبني على أساس التفاهم واحترام الآخرين دون النظر إلى هويتهم ومذهبهم ومناطقهم بل ظلت تجمعهم تحت مظلة الحب والوئام والسلام التي أتسمت به.

ولكن ما نراه اليوم من صراعات دامية وظهور طوائف متعددة وأحزاب متفرقة تدعي العصمة بالإضافة إلى انعدام الأمن وكثرة حوادث العنف والاغتيالات تبعث على الأسى والحزن لما وصل إليه الحال,فلا تكاد تصدق أن هذه المدينة التي أحتضت الآلاف من الناس على مختلف مشاربهم ومذاهبهم قد أصبحت موحشة مخيفة يترصد الموت والخوف والذعر بأهلها وبكل من حل بها,فأبناؤها يصحون على لعلعة الرصاص ويمسون عليه.

ولعل من قراء تفاصيل وحيثيات يوم الصراع الدامي ( 21 فبراير) والذي راح ضحيته كوكبه من أبناء هذه المدينة يشعر أن هناك العوبة تحاك ضد هذه المدينة التي كانت في يوم ما عاصمة لدولة.

فما الذي يريدون من هذه المدينة , أيريدون ان يعيش أهلها حياة البؤساء ويكتب عليهم الشقاء ام يحز في نفوسهم ذلك التنوع الحيوي والإقبال الإقليمي عليها بحكم موقعها الجغرافي.

إننا نؤكد أنه مهما حاول البعض تشويه صورتها وطمس معالمها وإظهار أهلها بأنهم اناس دمويون فلن يستيطعوا إلى ذلك سبيلا ولن يسطيعوا ايضا ان يجعلوها ساحة لإظهار عضلاتهم المزيفة,فهي التي تعانق البحر كل يوم وقد تعلمت من ذلك البحر أنها لا تقبل جيف نتنه تزكم أنوف أهلها المعتادون على روائحها العطرة.

في آخر المطاف نوجه نصيحة لأهالينا في عدن وللأخوة القائمين على الحراك والمثقفين والمهتمين بالشأن الجنوبي أن لا يجعلوا عدن مسرحا للأحداث الدامية التي ربما تفقدها رونقها وجمالها الذي عرفت به منذ القدم وأن يفوتوا الفرصة على المتربصين بها الذي يريدون لها الدمار ويريدون تفكيكها وتحويلها إلى ساحة نزاعات وتصفية حسابات ومدينة خوف ورعب وقلق..

 

خاص عدن اليوم