صحيفة : وثائق تكشف امتلاك محافظ عدن سجونا خاصة أسوة بمشائخ الشمال
كشفت وثائق رسمية صادرة من داخل السجن المركزي بالمنصورة بمحافظة عدن عن امتلاك محافظ عدن وحيد علي رشيد سجوناً خاصة وغير قانونية كالتي يمتلكها مشائخ الشمال.
وأكدت الوثائق والإفادات عن رفض مندوب الأمن المركزي والمسئول عن السجن تنفيذ أوامر نيابة استئناف محافظة عدن والتي قضت بالإفراج الفوري عن المعتقلين "عبدالروؤف زين السقاف وعبدالرحيم العولقي"، حيث لم يتم تنفيذ أوامر النيابة والى جانبها أوامر من مدير سجن المنصورة المركزي العقيد/ عادل فضل سفيان" من قبل مندوب الأمن المركزي في السجن كون أوامر الاعتقال من محافظ عدن.
وكشفت أوضاع السجن أن هناك جزءً خاص في السجن لمعتقلين يتم إرسالهم من قبل المحافظ دون أي أوامر قانونية أو عبر النيابة، وهي شبيهة بسجون بعض مشائخ قبائل الشمال.
وقال محامي المعتقلين السقاف والعولقي المحامي "لطفي سهل" في تصريح إعلامي أن ما يفعله المحافظ غير قانوني والعبث بالإجراءات القانونية في عدن في عهد هذا المحافظ بلغ منتهاه حيث حول السجن المركزي إلى سجن يشبه سجون مشائخ بشمال اليمن، مضيفاً: لقد لاحظنا أن هناك قسم بالسجن يودع فيه ما يعرفون بسجناء رشيد وهم سجناء من دون أوامر ضبط ولا تخضع قضاياهم للقانون ولا يفرج عنهم إلا بأوامر من الشيخ وحيد".
وفي ورقة صادرة بتاريخ الأحد وموجهة من وكيل النيابة داخل السجن المركزي "حسين عوض العولقي", إلى مدير السجن يمكن قراءة ما يلي "تم إيداع المذكوران في يوم الأربعاء 27/2/2013 وبحسب إفادتكم السابقة بأنه تم إيداعهم من قبل الأمن المركزي م.عدن وتبين أنه لا توجد لديهم قضية جنائية, وقد وجه رئيس نيابة الاستئناف عدن بالإفراج عنهما يوم أمس السبت الموافق 9/3/2013 ولم يتم تنفيذ ذلك وكان ذلك عبر مدير أمن عدن, وعليه يتم سرعة الإفادة عن أسباب عدم الإفراج عن المذكورين".
وفي الرد الموجه من مدير السجن, وحمل ختمه وتوقيعه "عادل فضل سفيان" كشف المدير أنه قام بتوجيه التسجيل بالإجراءات والإفراج إلا أنه لم يتم الإفراج عنهم من قبل الأخ مندوب الأمن المركزي في السجن الذي أفاد بأن "المذكورين محبوسين من قبل الأخ المحافظ شخصياً, ولم يتم إطلاقهم إلا بأمر منه فقط".
وقام وكيل النيابة في السجن بإفادة رئيس نيابة استئناف عدن بأسباب الامتناع عن إطلاق السجينين, بناءً على تأكيدات السجن, مضيفاً "يرجى الإطلاع والتوجيه بما ترونه مناسباً قانوناً بشأن وضع المذكورين الغير قانوني في السجن".
وكان رئيس نيابة استئناف عدن قد وجه سابقاً بإطلاق المعتقلين الاثنين "عبدالرحيم العولقي وعبدالرؤوف زين", كما قام مدير أمن عدن "صادق حيد" بإصدار توجيهات مماثلة تنفيذاً لأوامر النيابة لكنها اصطدمت جميعهاً بمندوب الأمن المركزي في سجن المنصورة المركزي الذي قال أن محافظ عدن "وحيد رشيد" هو من أمر بحبسهما وهو من يستطيع فقط الإفراج عنهما.
وكان القياديان الشابان في الحراك الجنوبي المعتقلان "عبدالرؤوف زين وعبدالرحيم العولقي" دشنا إضراباً مفتوحاً عن الطعام ابتداءً من أمس الأول السبت، وذلك بعد ساعات من رفض توجيهات قضت بإطلاق سراحهما وإصرار قائد الأمن المركزي ومحافظ عدن على مكوثهما في المعتقل.
وكشفت المصادر أن المعتقلين الشابين السقاف والعولقي يقبعان في زنزانة مع بعض المجانين والمختلين عقلياً ويعانون ظروفاً نفسية وصحية سيئة.
وناشد المحامي لطفي كل منظمات حقوق الإنسان العمل على لجم تغطرس السلطات المحلية بعدن والضغط لإخراج المعتقلين الذين صدرت بهم أوامر إفراج من السجون كون هذا التصرف غير قانوني.
وفي نفس السياق شرع محامون جنوبيون على تجهيز ملفات وإدانات جنائية وانتهاكات ارتكبها محافظ عدن السيد وحيد رشيد وقائد الامن المركزي عبدالحافظ السقاف، وذلك لغرض تقديمهما للمحاكمة بعد إقالتهما من منصبيهما مباشرة كمجرمي حرب ومرتكبي انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية في الجنوب.
وأكد محامون في عدن عن قرب استكمالهم للملفات والإفادات التي تدين رشيد والسقاف وعدداً من الصحفيين الاصلاحيين بالصور والفيديو والتوجيهات والترويج لقتل المسالمين والأبرياء في عدن والجنوب، وأضاف المحامون أنهم سيحاكمون المذكورين كمجرمي حرب ووقوفهم خلف مجزرة الكرامة الدموية التي ارتكبت في عدن يوم 21-فبراير الماضي وما تلتها من أحداث قتل وانتهاكات.