حوار- محافظ لحج: التردي الخدمي مركزي ولا نملك أي مورد استراتيجي
| السبت 20 مارس 2021 09:31 مساءً
جنبنا المحافظة التجاذبات والانزلاق الى مربع الفوضى
المواطنون هم الخاسر الوحيد من اي عبث بالمكتسبات
توفير وقود لتوليد الكهرباء الخيار الوحيد رغم شحة الموارد
مشاكل الاراضي ترحل منذ عقود سابقة
قال محافظ محافظة لحج اللواء الركن أحمد عبدالله التركي ان اسباب تردي الأوضاع الخدماتية مركزية وليست في محافظة لحج فقط، مؤكدا سعي قيادة السلطة المحلية بكل طاقتها وبحسب الإمكانيات المتاحة إلى التخفيف من وطأة ذلك التردي.
وأشار اللواء التركي الذي يشغل قائد اللواء ال17 مشاه في هذا الحوار إلى سعيه منذ تسنمه منصب المحافظ للنأي بعمل السلطة المحلية وتجريدها من الحسابات السياسية والحزبية والمناطقية وتجنيب انزلاقها الى مربع الفوضى .
حاوره / وائل قباطي
بداية الاخ المحافظ.. شهدت محافظات لحج والمحافظات المحررة تظاهرات منددة بتدهور الأوضاع الخدمية، كيف تقيمون وضع المحافظة اليوم؟
- من البديهي بأن وطأة تردي الأوضاع العامة تمس حياة المواطن في محافظة لحج مثلها مثل غيرها من المحافظات الأخرى المجاورة، لان اسباب التردي مركزية وعامة وليس في محافظة لحج فقط بل في جميع المحافظات، ونحن نسعى جاهدين للاقتراب من المواطن لتوضيح طبيعة الأوضاع وأسبابها وذلك لتجنب انزلاق الأوضاع في المحافظة إلى مربع الفوضى.
ينتاب المواطن شعور بأن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة غير مدركه أو آبهه بقسوة الأوضاع على حياة المواطن، ما تعليقكم؟
- من الطبيعي جداً بأن ينتاب المواطن ذلك الشعور بل حتى وإن انتابهم أكثر من ذلك الشعور فيجب أن نقدر ذلك ، فقسوة الحياة الناتجة عن تردي الأوضاع الخدماتية للمواطن تدخله في دوامة من الاحاسيس والمشاعر ، ولكن في حقيقة الأمر أنا في الأساس قبل أن أكون محافظ كنت ولا زلت وسأظل مواطن وبالقرب من المواطن في هذا الوطن مهما تقلدت من مناصب ، واؤكد بأن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة تدرك تماماً طبيعة الأوضاع العامه التي يعيشها المواطن .
ماهي الحلول او الإجراءات المتاحه والواجب عليكم كسلطة محليه في المحافظة القيام بها لتخفيف وطأة تردي الأوضاع الخدماتية العامه على حياة المواطن ؟
- لنكن واضحين أمام المواطن والرأي العام فالمسؤولية أمانة في اعناقنا أمام الله قبل أن نكون مسؤولين بها أمام المواطن والدولة، أولا التردي الخدماتي العام سببه مركزي وليس بسبب تقصير عمل السلطة المحلية، قيادة السلطة المحلية في المحافظة تعمل بكل جهد وبكامل طاقتها القصوى وبحسب الإمكانيات المتاحة لتحسين الأوضاع الخدماتية والتنمويه العامة، في ظل محدودية الجانب الايرادي للمحافظة وغياب الدعم الحكومي، فمحافظة لحج لاتمتلك أي موارد استراتيجيه رئيسيه كالموانئ والمطارات والمصافي وغيرها .
يحسب لك بأنك المحافظ الوحيد الذي نزلت إلى الشارع وقابلت المتظاهرين ، إضافة إلى اتخاذك قرار بتوفير وقود محطات التوليد الكهربائي من الايراد المحلي للمحافظة ، وقد لاقت هذه القرارات اشادات من مراقبون للوضع . . بماذا تعلق على ذلك ؟
- يجب أن نشخص المشكلة تشخيص حقيقي بصفتنا في موقع القرار المحلي ، ويجب أن نكون قريبون من المواطن ونصارحه بالحقيقه وأن نجعل من المواطن شريكا في إيجاد الحل ، فوجود المشكله على الواقع والتخلي عن المسؤولية كسلطة محلية بحجة أن المشكلة مركزية والابتعاد عن المواطن وترك له حرية التعبير ستخلق فوق المشكله مشاكل وستدخل المحافظة في دوامة الفوضى والتخريب ، فقد اتخذت قرار بتوضيح الصورة للمواطن واننا كسلطة محليه مع المواطنين ولن نتخلى عنهم ونتركهم وحيدون يواجهون المعاناة، فقرار توفير وقود محطات التوليد الكهربائي الخيار الوحيد وإن كان وضع المحافظة الإيرادي لايسمح وعلى حساب الجوانب التنموية الأخر .
زيارة وزير الكهرباء للمحافظة لمناقشة أوضاع الكهرباء معكم كانت أول زياره له منذ تشكيل الحكومه وتكليفه بوزارة الكهرباء، فما هي نتائج هذا اللقاء ؟
- طبعاً كقيادة سلطة محليه تواصلنا مستمر سوأ برئاسة الدوله والحكومه ووزراء الوزارات المختصه والمسؤوله والتحالف وبرجال الإستثمار ، واللقاء بوزير الكهرباء كان أحد نتائج ذلك التواصل ، واللقاء وضع النقاط على الحروف وحقيقة وضع الطاقه الكهربائيه ، وهناك وعود نتمنى أن تترجم على الواقع .
هناك من يتهم قيادة المحلية في المحافظة بالتقصير في عملها ؟
- هناك قاعدة عامه تقول من يعمل لابد أن يخطأ ونحن في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لاندعي الكمال ، فالكمال لله سبحانه وتعالى ، والبشر بطبيعة الحال ليسوا أنبياء معصومون من الخطأ ، فقد يحصل قصور هنا او هناك ، وهذا أمر طبيعي جداً ووارد، ولكننا نسعى إلى تلافي ذلك القصور على الفور والمعالجه .
- هناك من يوجه لك الإتهام كمحافظ بالعمل لصالح أطراف سياسية وبالتحديد لصالح حزب التجمع اليمني للإصلاح ضد إرادة تطلعات الشعب في الجنوب ؟
- طبيعي جداً أن نرى مثل تلك الإتهامات ، فكل طرف ينظر إليك بنظرة حسب توجهاته وتطلعاته الحزبيه والسياسيه ، ولا ينظر إليك نظرة وتقييم حقيقي كمحافظ ، أنا تم منحي الثقه والتكليف بقيادة السلطة المحليه في المحافظة من قبل فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حفظه الله ، وقبلت تكليفي بإدارة السلطة المحلية بالمحافظة في وضع استثنائي وقاهر ، وسعيت جاهدا إلى التنميه الخدماتية العامه حسب الإمكانيات المتاحه والمحافظة على تثبيت الأمن والاستقرار ، وتماسك النسيج الإجتماعي والنأي بعمل المحافظة بعيداً عن الصراعات الحزبيه والسياسيه ، وتجنيت المحافظة بعيدا عن الأحداث التي دارت وعدم إنزلاقها إلى مربع الفوضى ، ولكن هناك من يسعى إلى جر عمل قيادة السلطة المحلية في المحافظة إلى مربع الصراع السياسي والحزبي ، إلا إننا نسعى إلى تفويت كل تلك المحاولات بالصمت وتحمل الكثير من الاتهامات والافتراءات الكيديه التي تساق في وسائل التواصل الإجتماعي من أجل لحج وأبنائها ، واحب أن اقول بأن التاريخ خير شاهد على تاريخ أحمد عبدالله التركي فهو الفيصل فللجميع الحريه الكامله بأن يقول مايشاء.
هناك من يقول بأن المحافظ التركي يكرس في عمله كمحافظ التمييز بين أبناء مديريات المحافظة ؟
- اللواء التركي هو محافظ لمحافظة لحج بجميع مديرياتها، ويقف على مسافه واحده من الجميع ، والتمييز عندي هو العمل فمن جد وجد ، وكما اسلفت عملت جاهدا على تجنيب وتجريد عمل السلطة المحليه في المحافظة بعيداً عن أي صراعات سياسية أو حزبيه أو مناطقيه او غير ذلك ، فعلى جميع أبناء المحافظة التعاون والعمل بروح الفريق الواحد كلا من موقع عمله ، فالاوضاع العامه لاتحتمل المزيد من الصراعات والمماحكات .
أثير الكثير من اللغط حول قافلة الدعم التي تم تسييرها من قبل قيادة السلطة المحلية في المحافظة إلى جبهة القتال في محافظة مارب ، ماهو ردك كمحافظ على ذلك ؟
- يعلم ويعرف الجميع بأنني وقفت ضد إنقلاب المليشيات الحوثيه وعدوانها منذ اليوم الأول مع جميع إخواني الشرفاء من جميع أبناء المحافظات وشاركت في جميع الجبهات وقدمنا الآلاف من الشهداء والجرحى حتى التحرير ولا يزال جنود اللواء 17 مشاه لليوم مشاركون في العديد من الجبهات ، وبعد تكليفي بقيادة السلطة المحليه بالمحافظة قدمنا الدعم لمختلف الجبهات الحدوديه في المحافظة المادي والمالي والعسكري بحسب الإمكانيات المتاحه لدينا، ولا زلنا نقدم ، وندرك تماماً طبيعة الأوضاع في الجبهات واحتياجاتها ، اما بالنسبه لجبهة مارب فاليوم تمثل معركة كسر عظم والجميع يدرك ذلك فأنا أمثل قيادة محافظة وهناك توجيهات حكومية الينا بتسيير قوافل دعم للجبهه في محافظة مارب، والقافلة تمثل جانب معنوي أكثر من ما تمثله من جانب مادي ، فهناك قافله سيرت من ابين وأخرى من حضرموت وغيرها من المحافظات ، فلا داعي لخلق مشكله أكبر من الحدث نفسه ويجب ان ننظر إلى الأمر بواقعيه وبنظرة حقيقيه بعيداً عن أي حسابات اخرى .
وزعتم مخططات سكنية للشباب.. كيف تتعاطون مع ملف الأراضي في المحافظة ؟
- بالنسبه لقيام قيادة السلطة المحلية في المحافظة بالتنسيق مع السلطات المحليه في مديريتي الحوطه وتبن وفرع مكتب الهيئة العامة للأراضي بانزال مخططات سكنيه وتوزيعها على فئة الشباب هذا أقل مايمكن ان نقدمه لشباب المديريتان وهذا حق من حقوقهم وكتحفيز ودافع منا ومساعدة لتلك الفئة لتكوين انفسهم والانطلاق نحو المستقبل ، ولو كانت لدينا الإمكانيات لقدمنا المزيد في مختلف المجالات ، اما بالنسبه لملف الأراضي فهو ملف شائك ومعقد جداً نظراً للتراكمات الماضية وترحيل مشاكل الملف ليس لسنوات وانما لعقود سابقة .
ختاما.. كيف واجهتم الفساد المتفشي في دهاليز أروقة المرافق في المحافظة ؟
- الفساد منظومه ومصفوفه تراكمت منذ عقود والقضاء عليه وتجفيف منابعه بصورة نهائية يحتاج إلى أجواء مهيئة وبيئة ملائمة مساعدة.