الأصنج لــ" الشرق الأوسط ): البيض صانع انفصال وحرب من دون أن يستشير أحدا
عبد الله الأصنج اسم ذو دلالة في السياسة الخارجية اليمنية، فهو وزير خارجية سابق، ولديه تجربة سياسية طويلة، وقضى سنوات طويلة منفيا خارج وطنه بعد أن حكم عليه بالإعدام إبان بداية فترة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ورغم حنينه إليه لكنه يصرح بأن عوائق أمنية تمنعه من العودة، يقول إنهم في «تكتل الجنوبيين المستقلين» الذي يرأسه سيشاركون في الحوار رغم أنه يأخذ على المبادرة الخليجية أنها من دون «كرباج»، يرى أن الأزمة في اليمن جنوبه وشماله هي أزمة صراع على السلطة، وهو سبب الخلافات في الصف الجنوبي وفي الشمال. لا يقر نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض في تطرف طرحه، ومحاولاته الارتباط بدولة لها أطماع توسعية كإيران. التقته «الشرق الأوسط» في لندن أثناء مشاركته في مؤتمر أكاديمي سياسي استضافته جامعة لندن، وكان الحوار التالي:
* بداية، ما هو موقفكم من الحوار الوطني في اليمن ونحن في ما يبدو نقف على أعتابه؟
- الحوار عنوان لحالة حضارية يراعيها من يؤمن بأن الحوار وسيلة لحل المشاكل العالقة بين أطراف معنية بقضية واحدة، وهو السبيل الوحيد الذي يجنب اليمنيين أي سوء تفاهم يفضي إلى مواجهات غير آمنة العواقب. ولهذا فنحن كنا ندعو المجموعات السياسية التي أبدت تأييدها للحوار الذي يدعو إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولولا ظروف أمنية معينة معروفة لكنت ضمن الحوار منذ بداية الحديث عنه ولكني انتدبت الأخ لطفي شطارة وهو يقوم بدور بناء ويتنقل بين صنعاء ومعظم المدن اليمنية، وأخيرا هو يجري اتصالات بيمنيين معنيين بالأوضاع مثل علي ناصر محمد الموجود حاليا في أبوظبي، ومع أطراف يمنية هناك للتنسيق والتعاون لإنجاح الحوار المتوقع أن يبدأ بحلحلة الأوضاع السياسية في البلاد.
* هل هناك تواصل مع خط نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المقيم حاليا في بيروت؟
- لا، الواقع أنا شخصيا ومعي زملاء في التكتل لا نجد معنى لإحياء اتصالات مع الأخ البيض لأنه يدور في فلك ليس له محطة في السياسة اليمنية.
* ما هو ذلك الفلك؟
- هو فلك المجهول، والبيض للأسف الشديد يتخذ قرارات غير واقعية، فهو صانع وحدة لم يستشر فيها أحدا، وهو صانع انفصال وحرب من دون أن يستشير أحدا، وهو يتصل بجهات لا تريد خيرا لليمنيين، ويشاع أن له علاقة بإيران وهو أمر مؤسف ونحن وغيرنا لا نبارك ذلك لأن العقلاء ينأون بأنفسهم عن علاقات لا فائدة من ورائها بدولة لها سياسة توسعية في المنطقة كإيران.
* في ظل ما هو واضح من وجود نوع من التناقضات في الصف الجنوبي، كيف يمكن في رأيكم الوصول إلى رؤى متقاربة لتمثيل الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني المزمع؟
- كل من له رؤية صحيحة لمعالجة أوضاع غير مستقرة في بلادنا لن يجد صعوبة في أن يلتقي مع الآخرين من ذوي الاهتمامات المشتركة والخروج بالقضية اليمنية والجنوبية إلى بر الأمان، هناك سوء إدارة لدولة وحدة انفرد بها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقد انتهى وكان شريكه في هذه الفوضى السياسية علي سالم البيض، كلاهما لم يعر الرأي العام ولا الشعب اهتماما، وكانا يتخذان مواقف انفرادية لا يشارك الشعب في فهمها ولا بحثها، ولهذا كانت العثرات ملازمة لعهد البيض في الجنوب وصالح في الشمال، ثم لكليهما في دولة الوحدة.
* هناك من يتوقع فشل الحوار لأن الحكومة لم تقم بما هو مناسب لإنجاح الحوار.. ما توقعاتك من الحوار مع حجم التناقضات والقضايا المطروحة؟
- اليمن اليوم في موقع اهتمامات خارجية لحكومات تؤثر في مسار الأحداث في العالم، وأقصد أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بدوله الرئيسية. لم يعد قرار اليمن بأيدي اليمنيين فقط ولكن هناك مصالح خارجية تملي توجهات لا بد للقائمين بالسلطة في اليمن من استيعابها وإدراكها تفاديا أن تفرض عليهم في ساعة غفلة، لأن المصالح الخارجية ستفرض نفسها. وهي مصالح نفط يمر بالممرات المائية ومصالح دفاعية، وعلينا التوافق سياسيا حتى نأخذ مصالحنا إلى أقصى درجة ممكنة، مع الاستفادة من هذا الموقع، لأن ما كنا ننادي به في الماضي من أن البحر الأحمر والعربي بحيرتان عربيتان، هذا التفكير وهذا الطموح السياسي قد طغت عليه حقائق جديدة، وواقع سياسي جديد إقليمي ودولي، ولا بد من أن ندرك قيمة الاستفادة المبكرة من هذا الواقع الجديد الذي لا شك أنه سيفرض نفسه، لأن الواقع العربي والواقع اليمني قد تغيرا كثيرا. بالأمس كنا ننادي بوحدة عربية، واليوم نحاول أن نبقي على ما يمكن الاحتفاظ به من وحدة يمنية، لا بد من العمل من أجل أن نتغلب على ما طرأ على الجماهير من استمرار التمسك بوحدتها أو التخلي عنها، وفي الحالين سيتعرض اليمن لآثار قد تصل إلى انفلات أمني في الشمال والجنوب، وعلى العقلاء والوطنيين إجمالا أن يأخذوا بعين الاعتبار كيف يمكنهم أن يلتقوا على كلمة سواء لتجنيب اليمنيين مشاق الصراعات التي يمكن احتواؤها بالحوار.
* لو ننتقل إلى ملف «القاعدة»، ما هو رأيكم في الأسلوب الأمني المتبع في معالجة هذا الملف؟
- تعددت المواقف من خطر الإرهاب والعنف تحت مختلف الأسماء بمن فيهم عناصر «القاعدة». بداية، كان اليمن محطة لاستقبال المجاهدين في فترة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، وعملت كل الدول على تشجيع هذا التكليف لليمن، بأن تجند محاربين إلى أفغانستان من يمنيين ودول عربية وإسلامية مجاورة كانت بوابة تصل إليها هذه العناصر، ومنها يتم تسهيل انتقالها لأفغانستان لمحاربة الاحتلال السوفياتي. وعندما ورثت الدول الغربية والولايات المتحدة تحديدا دور الهيمنة على أفغانستان، بدأت تتخلى عن المجاهدين الذين كانت تستضيفهم وتنفق عليهم مع دول عربية وإسلامية أخرى، وكانت وسيلة معالجة هذه المشكلة بأسلوب غير مسؤول، وكما كنت أعتقد وتحدثت عنه مع مسؤولين عرب وأجانب وكتبت لعدد من أعضاء مجلس النواب والكونغرس الأميركي بأن التخلي عن المتطوعين أو الجهاديين كما يسمون أنفسهم خطأ يعرض البلدان التي انطلقوا منها إلى أفغانستان لأخطار كثيرة، وكنت أقول ابحثوا لهم عن عمل، لأن إلقاءهم للمجهول سيجعلهم عرضة لمزاولة ما كانوا يزاولونه في أفغانستان، وهذا ما حصل. عناصر «القاعدة» في اليمن تحتاج إلى توعية بخطورة الاستمرار في ممارساتها، والابتعاد عن صنع أجواء صراع على السلطة. هناك إسلاميون يريدون الحكم تحت أسماء شتى، وتحالفات سياسية من ألوان مختلفة، ونحن نتكلم عن اليمن. لدينا ناصريون يريدون قطعة من كعكة السلطة، وبعثيون وبقايا ماركسيين، ألوان سياسية متعددة وجدت في فترات ومراحل مختلفة في بلادنا.. فهل كعكة السلطة في اليمن تكفي لتتقاسمها كل هذه الأطراف؟ ولو بدأنا بحكومة الوفاق، فإن الوفاق غير موجود، ولكن ما يلبي حاجة للإصلاح لا يتفق معه الفريق الذي يمثل المؤتمر الشعبي العام. هناك فهم خاطئ أن الحكومة لا يمكن أن تخطو خطوة للبناء إلا إذا كان مشروعها يحظى بموافقة الفريقين في الحكومة، وهذا خطأ لأن التوافق قد لا يتوفر في ظل اختلاف المشاريع للفريقين اللذين يشكلان الحكومة، وحالة عدم الوفاق السياسي هي التي شجعت «القاعدة» على الانتشار.
* ولكن الإشكال ربما يرجع إلى المبادرة الخليجية التي حتمت ضرورة التوافق على القرارات والقوانين في أعمال الحكومة ومجلس النواب في اليمن.
- هذه هي المشكلة، المبادرة الخليجية فيها الكثير من الآمال والطروحات والأفكار التي قد لا تلامس الواقع، وأنا أعتقد أنها وجدت لتجنيب اليمن خطر انفجار الوضع الداخلي، ولكنها لم تقدم حلا حاسما، قدر ما اعتمدت على التمنيات، وأنا بعد أسبوع من إعلانها قلت في صحيفة «المدينة المنورة» إنها مبادرة ليس لها مخالب، لا تستطيع فرض حل حاسم لموضوع خروج الرئيس السابق من عدمه، بل تركت الباب مفتوحا، وفهم علي صالح أن لديه حرية مطلقة بأن يعيد إنتاج سلطته.
* لكنها نصت على خروج الرئيس السابق من السلطة، وتسليم السلطة لنائبه حينها، الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
- أنا أتكلم عن حلول مناسبة في المبادرة من دون أن يكون لها بند يحدد فترات زمنية للتنفيذ، وإلا ستتخذ إجراءات. لا يوجد ما يوحي بذلك إطلاقا في المبادرة، وإنما تركت إلى حسن النيات، وأن الرئيس السابق سينفذ المبادرة من ذاته.
* لكن هناك آلية تنفيذية مزمنة حددت فترات معينة تتم خلالها خطوات حاسمة في ما يخص المرحلة الانتقالية في اليمن، كتسليم السلطة، وتشكيل حكومة الوفاق، والانتخابات الرئاسية التوافقية، والحوار الوطني، ونهاية الفترة الانتقالية.
- هذا كلام جميل، لكن أين «الكرباج»؟!
* مجلس الأمن.
- مجلس الأمن لم يتخذ قرارا واضحا في هذا الشأن. والمبادرة الخليجية كانت فاقدة لوسيلة الضغط لتنفيذها، ليست مزمنة للتنفيذ، وإنما مجرد تمنيات من قبيل الرئيس يخرج، وهيكلة الجيش والأمن لا بد منها من دون حسم قضية في وقت محدد وبأسلوب محدد.
* هل يعني هذا أنك غير راض عن سير العملية السياسية في البلاد خلال الفترة الانتقالية؟
- نعم، إذا استمرت بهذا الأسلوب فلن توصل اليمن لحل في تصوري، بمعنى أن نص المبادرة لا يعطي شعورا بالطمأنينة.
* ما الذي ينبغي أن يكون إذن؟
- يجب أن تكون هناك لجنة متابعة داخل اليمن للتأكد من أن المبادرة تنفذ وأنها تنتقل من النقطة ألف إلى باء.. .
* ولكن المبعوث الدولي جمال بن عمر موجود، وهذه مهمته.
- لا شك أن جمال بن عمر يحاول ولكن ليس لديه إسناد كاف، ولا إجراءات تحت تصرفه تجعله ينفذ ويحدد الأمور، وهو في الفترة الأخيرة حاول، ولكن محاولاته لم تكن كافية لحسم الموقف في اليمن.
* لكن ألم يكن له دور في الضغط على بعض أقارب الرئيس السابق في التخلي عن مناصبهم العسكرية، وكان له دور في إحداث بعض التسويات؟
- هؤلاء تصرفوا بوحي من استيعابهم لخطورة الاستمرار في المواقف التي بدأوها، ومنطق العقل فرض عليهم أن ينهوا، ولهذا توشك الأمور على الحلحلة. يحيى محمد عبد الله صالح على سبيل المثال استقر الآن في بيروت وربما لفترة طويلة، ولديه الحرص على ما يملكه في بيروت من أملاك.
* وهذا يؤكد أن المبادرة الخليجية ليست كما ذكرت «من دون كرباج».
- الضغط الداخلي هو الذي أدى بهم إلى التنازل، وليس المبادرة الخليجية.
* أي ضغط داخلي تقصد؟
- مطالبات الناس، الآن تعلن على الصحف داخل البلاد والمطالبات بالمحاسبة والمحاكمة من قبل أطراف عدة سياسية وشبابية دفعتهم إلى ذلك. وتشبث الرئيس السابق وتنغيصه على سير العملية السياسية هو الذي دفع الناس للتصعيد، وحتى المطالبة بإلغاء الحصانة، ولا شك أن الذين دفعوا الرئيس إلى التشبث بمواقفه داخل المؤتمر الشعبي العام يتحملون جزءا من المسؤولية في تعطيل سير عملية التحول السياسي في البلاد.
* تقصد صقور المؤتمر الشعبي العام؟
- (ضاحكا) هذا إن وافقتك على أنهم صقور!
* على ذكر الرئيس السابق، هل تعتقد أنه لا يزال يتحكم بمجريات العملية السياسية في البلاد، أم تعتقد أن هامش المناورة لدى الرئيس السابق قد بدأ يضيق بشكل كبير؟
- ما حوله يجعله يضيق ذرعا بالاستمرار، وأنا على علم أنه قرر أن يغادر البلاد، وهذه مرحلة مفصلية في الإشكال، لأن بقاءه في البلاد يجعله قادرا على تحريك الأمور حسبما يشاء لأنه لا تزال لديه الكثير من الإمكانات، وكانت الكثير من أنشطته إلى وقت قريب تأتي من ميزانية الدولة.
* وإلى أين سيغادر الرئيس السابق؟
- سيغادر إلى السعودية لمواصلة العلاج المتوفر فقط في المملكة والولايات المتحدة لمثل حالته، كان هناك كلام عن مغادرته إلى إيطاليا، لكن يبدو أنه فضل السعودية وقبلت السعودية أن يأتي للعلاج لتجنب نتائج وجوده في اليمن خلال الفترة الانتقالية.
* وهل تعتقد أنه سيظل هناك أم أنها فقط سفرة للعلاج ثم يعود إلى اليمن؟
- هو الذي يحدد، وعليه أن يحكّم عقله في المسألة، الإخوة في السعودية لا يقبلون ضيفا ليطلبوا منه بعد ذلك المغادرة، غير أن تجربتهم مع الرئيس السابق، حسب اعتقادي، أنه عندما كان عندهم للعلاج، حول المستشفى إلى مقر لنشاط سياسي وإعلامي أحرج في تصوري الحكومة في السعودية.
* هل لديك تواصل مع الرئيس هادي ورئيس الوزراء باسندوة في الوقت الحالي؟
- أنا مع الرئيس هادي على تواصل مباشر ولكن على الخفيف، وبشكل غير مستمر.
* ما هي المواضيع التي تتواصل مع الرئيس بشأنها؟
- أهمية أن يحرز الحوار النجاح المطلوب، وأن يحتفظ الرئيس هادي برباطة جأش وصبر حيال ما يتعرض له من انتقادات من هنا وهناك.
* وهل وجهت لك دعوة للعودة إلى اليمن؟
- أنا يمني ولا أحتاج إلى دعوة، وأعود وقتما أشاء.
* معذرة، قصدت هل عرضت عليك العودة من أي طرف في السلطة أو خارجها؟
- الكل يرحب، لم أجد من يعترض سواء من الإصلاح أو الحكومة أو عبد ربه منصور هادي، ولكن أنا ربطت عودتي بظروف أمنية محددة.
* ما هي المخاوف الأمنية؟
- المخاوف الأمنية تتمثل في أن الرئيس السابق يعتبرني غريما (خصما)، وأنا ليس لي علاقة بأنصار في الجيش ولا انتماء قبلي، لأنني سياسي مدني أعتمد على علاقتي بزملائي وشعبي.
* ولكن هناك من حمل السلاح ضد الرئيس السابق ومع ذلك رجع إلى اليمن، في حين لم تكن بينك وبين الرئيس صالح حروب كما هو الحال مع بعض رموز حرب 1994 الذين عاد بعضهم مثل محمد علي أحمد إلى البلاد من دون مخاوف أمنية، هل لا يزال هاجسك الأمني مبررا؟
- عودة من عاد من زعماء حرب 1994 هي عودة بالتنسيق، أولا محمد علي أحمد شخص عسكري، ووراءه قبيلة في أبين، وهو من نفس محافظة الرئيس وله تأييد قبلي في تلك المناطق وانتماء للقوات المسلحة، ودعم مادي لمشروعه الذي أعلنه، سواء بتعاطف من الرئيس هادي أو بعلاقة مع رجال أعمال.
* على ذكر محمد علي أحمد، الذي غادر بريطانيا ليكون ممثلا لمؤتمر القاهرة في الداخل، بمعنى أنه ذهب بتكليف من جناح علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس، فهل لا يزال الوضع كما هو؟
- انقطعت هذه العلاقة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لأنهم اختلفوا على أسلوب يدعو إليه علي ناصر في ما يخص التعاون مع عبد ربه منصور هادي، وحسب علمي لم تعد هناك روابط بين محمد علي أحمد وعلي ناصر محمد، وعلي ناصر الآن في أبوظبي يدعو لإنجاح الحوار ويحاول أن يعيد الدور للحزب الاشتراكي اليمني مع زعماء الحزب في الخارج مثل سالم صالح محمد، وهناك اتصالات في هذه اللحظة بين هؤلاء القادة، ويقود هذه المحاولات علي ناصر محمد لتقريب الرؤى من أجل التقدم للرئيس هادي بمشروع، ولكن أعتقد أن الرئيس هادي لم يعد مقتنعا بدور ريادي للحزب الاشتراكي الذي كانوا جميعا ينتمون إليه.
* تعتقد أن هناك إرادة من قبل بعض القيادات الاشتراكية في الخارج مثل الرئيس علي ناصر محمد لاجتذاب الرئيس هادي للعودة لصفوف الحزب ثم إحياء مشروع الحزب الاشتراكي اليمني أو إعادة نشاطه بشكل يجعله منافسا قويا على الساحة؟
- هذا ما يتوخاه الاشتراكيون خارج السلطة.
* بالنسبة لكم في تكتل الجنوبيين المستقلين، ما هي أهم ملامح توجهكم السياسي؟
- إن القضايا المصيرية ينبغي أن يبت فيها من قبل الشعب من دون أن يتخذ فيها حزب أو سلطة أي قرار مصيري من دون الرجوع إلى الشعب.. طبيعة الوحدة، العلاقة بين الشمال والجنوب وطبيعتها، كلها ينبغي أن يبت فيها باستفتاء الشعب اليمني في الشمال والجنوب، من دون الاستعجال في الحسم لأن قضايا مثل الوحدة والفيدرالية والانفصال لا يمكن تمريرها أو حسمها عن طريق طرف سياسي واحد. فلو فرضنا أن فريقا يريد الانفصال، فمن يقرر الانفصال؟ وكيف؟ ومتى؟ وهل يكون من الغد لكي تعم الفوضى اليمن شمالا وجنوبا؟ تريد انفصالا.. حسنا ما هي السلطة التي ستمنح الأمن للمواطن حال حدوث الانفصال؟ لا بد من مشروع متكامل يعتمد تنفيذه على موافقة الناس سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو الانفصال، بحيث تعد مشاريع واضحة المعالم يستفتى عليها.
* بالنسبة لموضوع الوحدة والانفصال، من يستفتى؟ هل يستفتى الشعب اليمني كله أم الجنوبيون فقط؟
- يستفتى الجنوبيون والشماليون، فالشماليون يستفتون وفقا لاستفتاء محدد يتفق عليه شماليا، ويستفتى الجنوبيون وفق مشروع سياسي متفق عليه، لا تنسى أن هناك جنوبيين يرفضون الانفصال، وليس كل الجنوبيين مع الانفصال.
* هل تنوي لعب دور سياسي في مستقبل اليمن في الفترة الحالية؟
- أنا أتمنى في هذا العمر أن ألعب دور التوفيق، لا أحرض، ولا أتبنى تغليب رأي ضد آخر، فلا أريد أن أحتضن انفصالا أو استمرار وحدة بشكل أثبت فشله. وأنا لا يمكن أن ألعب دورا يؤدي إلى الدمار والفوضى في اليمن إطلاقا وتحت أي مبرر، أما المسؤولية فلا العمر ولا الحالة الصحية تسمح بذلك.
* مشكلة صعدة وإن لم تكن بحجم القضية الجنوبية، إلا أنها من القضايا المهمة، ما هو تصوركم لطبيعة هذه المشكلة والإجراءات التي يمكن أن تفضي إلى حلها؟
- هناك أخطاء من جانب الحوثيين ومن جانب سلطة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي وظف حرب صعدة للتخلص من علي محسن بإغراقه في حروب متلاحقة في صعدة لإضعافه، وفي الوقت نفسه كان يقوي الحرس الجمهوري. حرب صعدة كانت لعبة فطن إليها القطريون فامتنعوا عن الاستمرار في الوساطة. وأنا أعتقد أن الحوثيين بحاجة إلى شرح أهدافهم للرأي العام داخليا وخارجيا، على أن يتم الاستماع إليهم لتحريرهم من النفوذ الإيراني.