عدن لن تكون جنوب لبنان
اليمن كشقائق النعمان في بستان الزمن ، شذاها عرق الفرسان ، يتصبب جهدا على الحلال أينما كان في أرض أعز وطن، إن ضاق في "عدن" والأسباب معروفة فالحل وارد إن كان الرئيس الحالي من الشجاعة السياسية بمكان ، إذ الحق واحد والباطل اثنان.
الاكتفاء بمضغ القات، واعتماد نفس المرتبات، والتداوي،بأقل القليل من المسكنات ، وإقحام بعض الترتيبات ، المعتمدة كترقيعات (ريثما يلتئم شمل الحوار الوطني الموسع المرشح صراحة لعدة تأجيلات ، من غير شروح ولا مقدمات) والتسوق بما يسدي فقط الرمق والأغلبية في وضع أقرب إلى العراء ، مقارنة مع أقلية جد محظوظة تتصرف بلا حياء، متحدثة عن وقائع الجنوب كأنها تحكي عن شريط سنمائي بطريقة انسيابية مشوقة القصد منها تمطيط الفاعل لتتشابك أصداؤه بين زواياه الأربع وينتهي ما تسميه "الصداع"من تلقاء نفسه ، إذ إيران لها من أموال النفط ما لم تعد عالمة أين تصرفه فاستقر لها الرأي بشحنة معتبرة من تعليمات صاحب "قم" المقدس سره كما يطيب لحسن حنوب لبنان إلحاق مثل اللقب عليه وكأنه بابا الفاتيكان أو الحبر الأعظم في مجلس الكهان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كم هو مسؤول ذاك الذي طردته الثورة اليمنية بلا هوادة إذ من مجمل خطاياه إهماله وفريقه الحاكم الجنوب لدرجة الدفع به لاسترجاع جغرافيته كما كانت ذات يوم ، وحتى ينجح الجنوب في مسعاه الواضح البين لا تتصور الحكومة الحالية ما يمكن أن يعقده من تحالفات أكانت مع نفسه أو مع إيران أو غيرها ، المهم أن تتخلص ممن شكل ضغطا مبالغ فيه لتجويع أبنائه وتشريد من خاف على نفسه واختار البلاد الغربية يعيش فيها والسلام منتظرا الفرج .
الرئيس الحالي للبلاد المتفقد لجوانب مما حدث ، ليس بمقدوره تفقد دواخل قلوب الجنوبيين ، لكن بذكائه المعهود سيكون لنفسه قناعة أن إعادة المجداف الثاني ليبحر زوق اليمن بتقدم متوازي الدفع لقوة معاكسة التيار لخط الاتجاه المقصود ، تستوجب عملية اقناع تبدو معقدة ما لم تلاحق الأقوال الأفعال ، واتخاذ الخطوات الكفيلة بترك بصيص من الأمل يطل على "عدن"، قد يبدو الأمر عسيرا لكنه غير مستحيل إن حسنت النيات وابتعد الرئيس المخلوع عن استفزاز الساحة السياسية في هذه المرحلة الانتقالية بالذات التي تجعل الرئيس الحالي للبلاد في حاجة وماسة لهدوء عسى يخرج باقتراحات ترضي أطرافا لا تخفي تشاؤمها مما قد تأتي به الشهور القليلة القادمة ، وكل خروج عن تفهم أن للجنوب كلمة ويجب احترامها ، فانه يعمل بشكل يصب في خلق جنوب لبنان وعاصمته "عدن" ، وليحفظ الله اليمن من شرور مَن يَتمنون ذلك غالبية الأحيان .
الصخيرات : 1 مارس 2013
مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل
صندوق بريد رقم 4613 / الصخيرات / المغرب
البريد الإلكتروني :