اللواء اليافعي وشرف الاستشهاد
رحم الله القائد الشهيد أحمد سيف محسن فضل المحرمي اليافعي رحمة الأبرار وأسكنه الله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين الأخيار، وألهمنا جميعا اهله ومحبيه ورفاقه ومرؤوسيه ورؤسائه الصبر والسلوان.
اللواء احمد سيف ليس شخصية طارئة على الحياة العسكرية فقد تدرج فيها منذ ربيع عمره جنديا فصف ضابط فضابط فقائد تنقل في عديد مواقع قيادية وحيثما حل كانالنجاح يلازمه كظله.
كان خبر تخرجه من إحدى الاكاديميات العسكرية السوفييتية في مطلع السبعينات حدثا غير اعتيادي، بل كان خبرا تداوله الناس لعدة ايام وربما اسابيع فهو من أوائل من سافروا لتلقي العلوم العسكرية في المدرسة السوفييتية التي كانت علامة التفوق والظفر والانتصار لإرادة الشعوب.
نشأ الشهيد وترعرع في مدرسة الثورة فكان تلميذا وفيا للأبطال الاستثنائيين أمثال علي عنتر وصالح مصلح وحسين قماطة وثابت عبد، وتشرب من هذه الرموز معاني الوطنية والانتماء وخاض معارك السياسة مثلما خاض معارك المواجهات العسكرية.
تنقل أبو منيف في كل بقاع الجنوب من المهرة إلى شبوة ومن باب المندب إلى المكلا ومن عدن إلى الضالع ومن مكيراس الى سيؤون والصحراء.
لا يمكن ان ينسى الجنوبيون بشارة تحرير عدن التي اتت تحت قيادته وبتخطيطه وإشرافه ولا معركة تحرير العند حينما زفت المواقع الإخبارية نبأ اندحار الحوافش ليطل القائد الشهيد مؤكدا استعادة العند بعد إن كنا فقدنا الأمل بأي خبر سار.
لقد كان اللواء احمد سيف حالة استثنائية في القيادة أتقن فنون القيادة واكتسب مهارة المواجهة وعاش الحروب والمعارك كجزء من حياته اليومية.
أحمد القائد الذي لا يعوض والبطل الذي قهر الأعداء والمكافح الذي هندس الانتصارات وصان ثمارها، أسلم الروح لبارئها لكنه انتقل الى الخلود في ذاكرة الاجيال ليبقى اسمه منارا يشع في طريق الوطنيين وتظل ذكراه نبراسا يذكرنا بالبطولات والأمجاد الخالدة
الرحمة والمغفرة لروح الشهيد اليافعي والصبر والسلوان لكل محبيه وذويه.
إنا لله وإنا إليه راجعون