"هادي " لـ قيادات الاصلاح عقب حشود السبعين لصالح " افهموا الرسالة وروحوا اشتغلوا سياسة مثل صالح"
كشف قيادي في المشترك لـ"الجمهور" ان حزب التجمع اليمني للإصلاح فشل في إقناع أحزاب المشترك بإصدار بيان يدين صالح وحشد السبعين وان "الإخوان" استعانوا بسفير خليجي للاتصال بهادي وتأييده لمطالبهم.
- طلبت قيادات إصلاحية من الرئيس هادي إبلاغ بن عمر ورعاة المبادرة بمخاوفه من استمرار صالح في رئاسة المؤتمر وممارسة السياسة، لكنهم تلقوا صفعة شديدة يوم من نوع آخر شهدته اليمن الأربعاء المنصرم الموافق 27 فبراير 2013م تحولت فيه أنظار العالم إلى ميدان السبعين، حيث احتشد فيه الملايين من أنصار الزعيم علي عبدالله صالح احتفاء بالذكرى الأولى لتسليمه السلطة لخلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي بطريقة سلمية وديمقراطية.. وبالمقابل أصيبت قيادات الإخوان المسلمين- تجمع الإصلاح- ووسائل إعلامه بما يشبه "الهستيريا"، فحاولت تلك القيادات جاهدة الضغط على الرئيس هادي وبدعم من بعض السفراء الخليجيين للتعبير إعلامياً عن استيائه من خطاب الزعيم صالح أمام الجماهير المحتشدة.. وفي نفس الوقت أطلقت العنان لوسائل إعلامها بشن حملة تشويه لمهرجان السبعين.
وفي هذا الصدد كشف قيادي بارز في تكتل أحزاب المشترك عن فشل قيادات التجمع اليمني للإصلاح في جر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي إلى مربعها المعادي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما فشلت في الدفع باللقاء المشترك إلى إصدار بيان يعتبر ما حدث معرقلاً للتسوية السياسية في اليمن.
وأكد القيادي في اللقاء المشترك الذي فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريحات الإعلامية، أن الرسائل التي وجهها الرئيس السابق من خلال حشد ميدان السبعين كانت قوية وواضحة بأن علي عبدالله صالح لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة وقاعدة جماهيرية واسعة، الأمر الذي أثار غضب خصومه الذين ثاروا ضده بحسب تعبيره.
وقال القيادي في المشترك لصحيفة "الجمهور": "رغم معرفتنا بأن الرئيس السابق لا يزال يمتلك شعبية ولديه مناصرون في كثير من المحافظات إلا أننا لم نكن نتوقع نجاحه في حشد ذلك العدد من مناصريه إلى ميدان السبعين".. مشيراً إلى أن "معظم قيادات المشترك وفي مقدمتهم قيادات التجمع اليمني للإصلاح كانوا يراهنون على فشل صالح في حشد مناصريه، ولكن رهانهم خسر وأصيبوا بصدمة كبيرة من ذلك الجمع الكبير".
وأضاف القيادي في المشترك قائلا: "قيادات في تجمع الإصلاح أرادت استغلال ظهور صالح والخطاب الذي ألقاه أمام أنصاره لاستخدامه ضده، وحاولت جاهدة على مدى يومي الأربعاء والخميس إقناع بقية أحزاب المشترك بإصدار بيان باسم المجلس الأعلى للمشترك يعبر عن استنكار المشترك لإصرار صالح – كما قالت- على وضع العراقيل في طريق التسوية السياسية وإفشال مؤتمر الحوار الوطني المقرر انطلاقه في 18 مارس الجاري.
وأكد القيادي في المشترك أن جميع محاولات قيادات الإصلاح لإقناع زملائهم من بقية الأحزاب المنضوية تحت التكتل لإصدار هذا البيان باءت بالفشل.. بما في ذلك قيادات في الحزب الاشتراكي انساقت في الفترة الأخيرة مع الكثير من مواقف الإصلاح السياسية ولكنها- أي قيادات الاشتراكي- بعد مجزرة 21 فبراير في عدن عرفت حقيقة من تنجر وراءهم حد وصفه.
المصدر ذاته أكد في سياق حديثه مع صحيفة "الجمهور" أن قيادات الإصلاح، حاولت ايضا الضغط على رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للتعبير عن استيائه من قيام صالح بحشد مناصريه إلى ميدان السبعين، وما وصفوه بـ "استعراض العضلات" لتهديد الآخرين وفي مقدمتهم الرئيس هادي.
وقال المصدر لـ"الجمهور": "أرادت قيادات الإصلاح إقناع الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن احتفالية صالح موجهة ضده ويريد من خلالها إظهار نفسه بأنه ما زال قادراً على الحشد وان القوة الجماهيرية لا زالت في يديه وليس من السهولة إقصاؤه من رئاسة حزب المؤتمر".
وبحسب القيادي في المشترك، فقد طلبت قيادات الإصلاح من رئيس الجمهورية إبلاغ رعاة المبادرة الخليجية وبن عمر عن مخاوفه من استمرار الرئيس السابق في رئاسة المؤتمر وفي العمل السياسي بشكل عام، وأن بقاءه في اليمن يهدد بإفشال العملية السياسية برمتها.
وقال القيادي البارز في تكتل المشترك لصحيفة "الجمهور": "إن رئيس الجمهورية بداية الأمر لم يبد أي تفاعل مع مطالب الإخوة في الإصلاح ولم يرد عليهم بأية كلمة، واكتفى بالاستماع منهم فقط".. موضحاً بأن قيادات الإصلاح عرفت من خلال صمت هادي أنه غير موافق على طرحهم ضد الرئيس السابق وبدا أنه راض عن احتشاد أنصار المؤتمر بمئات الآلاف في ميدان السبعين، كونهم في الأخير يمثلون قوة شعبية للحزب الذي ينتمي إليه، فحاول قيادات الإصلاح الضغط عليه من خلال اللجوء إلى سفير إحدى الدول الخليجية للاتصال بهادي والتعبير عن تأييده لمطالب "الإخوان".
وأضاف المصدر في سياق حديثه مع صحيفة "الجمهور" قائلاً: "بعد أن استنفد الاخوة في الإصلاح قواهم للضغط على رئيس الجمهورية بمساعدة السفير الخليجي، جاء رد فخامة الرئيس ليوجه لهم صفعة أشد من تلك التي وجهها صالح.
وقال المصدر: "علمنا بأن رئيس الجمهورية سخر من الأخوة في الإصلاح ومن محاولتهم إقناعه بقراءة الأحداث من منظورهم هم".
وأضاف: "كان رد فخامة رئيس الجمهورية على الأخوة في الإصلاح عنيفاً فقال لهم (بدلا من إقناعي بأن اللي عمله علي عبدالله صالح واحتفاله بيوم تسليمه السلطة يهدد رئيس الجمهورية، افهموا أنتم الرسالة وروحوا اشتغلوا سياسة مثل علي عبدالله صالح".
وبحسب المصدر فإن الرئيس هادي قال لقيادات في تجمع الإصلاح: (علي عبدالله صالح يشتغل سياسة ومهما كانت رسائله من خطاب ميدان السبعين إلا أنه لم يرتكب أية مخالفة في حشد الجماهير إلى السبعين للاحتفال بتسليمه للسلطة العام الماضي، وأنا أيضا سأحشد الجماهير بعد عام 2014م للاحتفال بتسليمي للرئيس القادم).
ووفقاً للمصدر- وهو قيادي بارز في المشترك- فقد أشاد المشير عبد ربه منصور هادي بجماهير المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الذين حضروا إلى ميدان السبعين ووصفهم بأنهم (فرسان التغيير السلمي).
وخلال رده على قيادات الإصلاح قال هادي: "علي عبدالله صالح احتفل وأنصار المؤتمر في ميدان السبعين ولم يطلقوا الرصاص أو يقتلوا أحداً.. واحتفالكم في عدن تسبب في قتل وجرح العشرات من أنصار الحراك وتشتوا ندين سلمية حشود السبعين"..
وأضاف ساخراً: (ما بلا نسير نقول لهم احرجتمونا بسلميتكم).