العودة على مفترق حديث
ذهب مع الريح، ولعله يعود مع العواصف محملا بكل ما يشتاق إليه الهدوء.
***
خمس دقائق أخرى، ويبتكر المحبّ طريقة أخرى، ليعبر فيها مسافة أخرى، كبعض ياردة أخرى، فلم يعد يقوى على قطع مسافات طويلة أخرى.
***
كل شيء بدا عاديا، الصباح عاديا، والربيع عاديا، والانتظار في مسامات الوقت عاديا، إلا أنا وهو وهي لم يكن أحد فينا عاديا. نقف على مفترق غامض من خلايا أحزاننا النازفة.
***
الليل كمفهوم ميتافيزيقي: ذرات مطحونة من وهم الرماد، تقف في الحلق شاهدة على غصّة قادمة.
***
لن يمرّ الهواء عابرا بين جسدين ملتحمين في روح واحدة، إن كان التحامهما كنهر يصب في ساقية المياه الدافئة حنينا متواليا معزوفا بأغنية القلوب المهتدية بنور السماء السرمدي.
***
تطول الجملة، فتبحث عن موقع لعلامة ترقيم واحدة فلم تجد غير انهيال بلا حدود يحاول استيعاب طوفان يحمل وردة عابقة، تحكي أوراقها عذوبة ملمس الحرير في خدين لؤلؤيين.
***
العودة على مفترق طرق حديثٍ متشكل يوزع ما تبقى من جراحنا في أسفار التاريخ، ربما يقرأها يوما عاشق ذو عقل كبير وقلب مفعم بالأماني، فيطمئن إلى إمكانية أن يشرب من يدي غائبته شربة المنى، ويرقص رقصة اللقاء الأبدي في عناق لا انفصام بعده!
***
حركي المياه الراقدة هناك، لأستطيع أن أسبح في لجة المحيط، لعلني أمسك بوصلتي، فأتبع نبض السؤال الباحث عن إجابته بين دفاتر أحلامك!
***
لا تقولي انتفض وأنا معك، بل قولي علينا أن ننتفض وأنا أسكن بين جوانحك، وأنت من يقيني حرّ لحن مموج في زمان لا يحب سامعوه الأغاني الرصينة والأفكار المكتنزة.