الاشتراكي : على الإصلاح ان يقروا بخسارتهم في عقر دارهم وفي قلعتهم الحصينة صانعة الرؤساء
تصر القوى التقليدية استمرارها في مواصلة حروبها الخاصة العبثية جدا دفاعا عن مصالحها وثروات مشائخها وقياداتها ومن اجل ذلك ستسعى للتحالف حتى مع الشيطان كما حدث تماماً في مؤتمر الحوار حين جلست ووقعت مع من تزعم أنها ثارت عليه في طاولة واحده لإخراج الحوار عن مساره بعيدا عن بقية مكونات الحوار.
انه من الاهمية القول ان تلك الحروب ليس لها اي علاقة بالوطن أو الجمهورية أو المواطنون الذين حولوهم إلى رعايا أو جوعى يبحثون عن الخبز ،، ولعل شعاراتهم الباهتة التي يرفعونها لمزيد من التضليل تسقط حين نقرأ جيدا خارطة الأرض التي يدافعون عنها والتي كانت قلعة شيوخهم الحصينة ومعقل انطلاقهم وقوتهم وسيطرتهم على مقدرات ومصالح العباد والبلاد ،، وهناك في عمران ارتكبوا جرائم بشعة ضد كل صوت كان يرفع في وجههم باعتبار عمران ملكية خاصة لهم لا تخضع للدولة ، وهناك قتلوا ( الشهيد وقاز وابنه شافيز ، ومن هناك اغتالوا الشهيد علي علي جميل كونه تجرأ على الترشح في انتخابات مجلس النواب أمامهم وفي ما يعتبرونه إقطاعية الشيخ ومنطقة صناعة الرؤساء المتحكمة بأدوات السلطة وتحديد سياساتها ، هناك في عمران في تلك الجبال الشامخة والقرى التي لم تصلها الحياة مارسوا استبدادهم العفن واجتثوا اسر عن بكرة أبيها لم تسبح بحمدهم وتفننوا في بناء سجونهم الخاصة وقيودهم الحديدية لإرهاب أصحاب الفكر وقادة اليسار بالذات .
انه لزاما على هذه القوى التي تصنع الازمات وعلى الإصلاح بالذات ان يقروا بخسارتهم في عقر دارهم وفي قلعتهم الحصينة صانعة الرؤساء وفي منطقة نفوذ زعمائهم القبليين ، ثم الا تخجل هذه القوى المتخلفة من تأليف الأكاذيب والزور وتسقط فشلها على اليسار الذي حماها من تربع عرش الارهاب وكان اللقاء المشترك احد أدوات حمايتها وكان الاشتراكي بالذات وبإيمانه بالآخر هو من أعطى هذه القوى صفة المدنية التي حين تخلوا عنها تعرضوا للصدمة والزلزال .
ان الوطن عند هؤلاء مجرد عزب وكانتونات يمارسون بها سلطتهم وينهبون ثروتها ويستعبدون أهلها، الوطن بالنسبة. لهم بقرة حلوب لهم وحدهم ولم ولن يحملوا اي جينات وطنية ومصالحهم فوق كل اعتبار وللتذكير فنحن ما زلنا لم ننسى اجتياح الجنوب حين كان الإصلاح بطلائعه وفتاويه في مقدمة تلك القوات التي عبثت بالجنوب ومقدراته وبناه التحتية ونهبت وتفيدت حتى منازل قادة الجنوب وما زال حتى اليوم منزل المناضل علي سالم البيض شاهدا حيا على دنائة وخسة تلك القوى التي تتستر بالدين والقبيلة وتدعي حمايتها للجمهورية وهي تلك الجمهورية التي ترعى مصالحها وسيادتها وتزيد ثرواتها.
لقد عانى اليسار الأمرين على يد هذه القوى ومع ذلك ترفع عن كل جراحاته لكن تلك القوى لم تتخلى عن نظرتها الاستئصالية لمن يخالفها الرأي ورغم انضوائها في تكتل اللقاء المشترك الا أنها ظلت تمارس هوايتها في اغتيال قيادات اليسار والتحريض عليهم وإصدار فتاوى التكفير ضدهم كان أخطرها اغتيال الشهيد ( جار الله عمر ) في بيتهم وبايدي تلميذ من جامعة مرشدهم ولم يحركوا ساكنا ثم محاولة إسكات أمين عام الاشتراكي د ( ياسين سعيد نعمان ) بالايعاز إلى صبيتهم بتكفيره والتشنيع به ومحاولات اغتياله بسبب مواقفه الوطنية ورفضه التام لتحويل مؤتمر الحوار الى حفلة ( مخدرة ) وافراغه من مضمونه وكان آخر تلك المحاولات أثناء الحوار اطلاق النار عليه من مأذنة المسجد المجاور لمنزله وهو نفس المسجد الذي يصلي به.
ولكم هي غريبة تلك اللغة التي تتباكى على عدم قيام اليسار وأحزاب المشترك بإدانة تدمير مقرات الإصلاح وتناسى هؤلاء مصير مقرات ( الاشتراكي ) المنهوبة منذ ٩٤ والتي اغلبها في حوزتهم هم ،، ثم ان الاشتراكي اعلن بوضوح تام موقفه الثابت ضد الحروب وضد المليشيات المسلحة أيا كانت وهو الأمر الكافي لاخراس أفواه الذين يزايدون على مواقفه والذين أرادوا الهروب إلى الحرب لإسقاط استحقاقات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كعادتهم مع وثيقة العهد والاتفاق واعتقد جازما ان اليوم غير الأمس وان إشعال الحروب ربما يؤجل تنفيذ تلك المخرجات لكنه لن يلقيها في سلة المهملات.
كنت أتمنى ان يكون الوطن كبيرا في عيون هؤلاء وان يدافعوا على (حضرموت وشبوه وأبين ) من الارهاب كما دافعوا ( عن عمران ) وان يدينوا قتل الجنود والاعتداء عليهم كما فعلوا مع ( لواء القشيبي ) لكن للأسف لم يفعلوا سوى ممارسة التظليل الإعلامي الذي لم يعد يصدقه سوى قواعدهم.