شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
سامي غالب

الإصلاح يبدأ في المركز!

الثلاثاء 26 فبراير 2013 12:56 صباحاً

 

  التجمع اليمني للإصلاح حزب كبير ومنتشر في عموم المحافظات, وللتجمع قيادة مركزية في العاصمة, وهو طرف رئيسي في الصيغة الحاكمة المنبثقة من التسوية السياسية (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية), له الكلمة الفصل في سلوك الحكومة وفي التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني. الأكيد أن هذا الركون إلى التأثير والشعبية والتحالفات أغوى قيادات التجمع في المركز, وربما في عدن, فارتكبت حماقة كبرى بتجريب القوة الحسابية في الميدان الخطأ. ذلك أن هذه القوة تتعطل في واقع محكوم بحسابات غير حزبية ولا سياسية, وله حركيته الخاصة والمتفردة جراء عقدين من الإقصاء والتهميش والغطرسة والتعامي والتهوين من الأهمية, وكان المآل هو ما جرى نهار الخميس الماضي من انكشاف شعبي للإصلاح وصدع هائل في علاقته بالحراك وبالمجتمع في الجنوب.

يدفع اصلاحيو الجنوب ضريبة غطرسة المركز. وإذا أراد المركز الإصلاحي أن يدافع عن أعضائه ومقراته فعليه أن يدع الأمر للجهات المختصة في عدن وحضرموت وغيرهما, وأن ينصرف إلى مراجعة خطابه وسلوكه خلال العامين الماضيين, وبخاصة خطاب وسلوك الأشهر الأخيرة, والمراجعة النزيهة والمخلصة ستؤكد لهذه القيادة المركزية (المركزية حد الخنق) بأن السبيل إلى تدارك الخسائر الفادحة في الشعبية وفي المصداقية يكون بالتخلي عن أوهام استعادة صيغ الماضي وفتوحاته السياسية والجغرافية, والكف عن محاولة استنساخ توليفة "الرئيس وحزب الشدة" التي سادت عقدي الثمانينات والتسعينات, والبدء بترميم التصدعات داخل المشترك, والانضمام الجدي لمطالب الجزب الاشتراكي التي اعلنها اليوم وعلى وجه الخصوص المطلب المتعلق بالتنفيذ الفوري للنقاط ال20.

الإصلاح الكبير والمهاب جريح, لكن جرحه يهون عند المقارنة بالأهوال التي عاشها, ويعيشها, أهلنا في الجنوب. وإذا أراد أن يداوي جراحه _ولان "الدين النصيحة"_ عليه أن يعطل وسائله الدعائية النشطة ضد الحراك فهي تفاقم من خسائره كما هو جلي لكل ذي بصر حديد وقلب سليم, وأن ينهمك في أداء ما يتوجب عليه في دوائر الحكم والسياسة في صنعاء.