قائد آخر جوار الصبيحي
ليس اللواء الركن محمود الصبيحي القائد العسكري الوحيد الذي نزل مع جنوده الى أرض المعركة في أبين وشبوة لخوض الحرب ضد القاعدة، بل هناك قادة آخرون يخوضون الحرب معه ومع جنودهم منذ البداية، وفي مقدمتهم: قائد الشرطة العسكرية اللواء الركن عوض محمد بن فريد.
الأخير توجه قبل بدء الحملة العسكرية الى شبوة حيث قام مع رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي بالتحضير للحملة هناك، ولم يغادرا منطقة المعارك حتى الآن. ومنذ انطلاق الحملة، حجز بن فريد لنفسه موقعاً مشابهاً تقريباً للموقع الذي حجزه الصبيحي لنفسه منذ البداية: موقع القائد العسكري الذي يتقدم جنوده في ساحة المعركة.
وقد أصيب عوض بن فريد يوم أمس الأحد في شبوة ببعض شظايا المعارك، وفقاً لمصادر حسنة الاطلاع أفادت أن إصابته كانت "طفيفة جداً" وتمت معالجتها على الفور. وإذ قللت المصادر من شأن الإصابة، فقد شددت على أنها كانت "طفيفة جداً" لدرجة أنه تمت معالجة اللواء بن فريد منها "وهو واقف"، على حد قوله.
أياً تكن درجة الإصابة التي تعرض لها بن فريد، فإنها تمثل "نيشاناً" على صدره يقدمه كواحد من القادة العسكريين القلائل في اليمن الذين يتقدمون جنودهم في المعارك ويخوضونها معهم حتى النهاية.
تحية للقائدين عوض محمد بن فريد ومحمود الصبيحي وكل قائد يمني آخر يقدم في هذه المرحلة المظلمة والعصيبة صورة محترمة ومشرقة للقائد العسكري الذي يقوم بواجبه في الدفاع عن بلده بشجاعة واقتدار وصمت متقدما جنوده في ساحات المعارك، إنها صورة مختلفة كلياً عن صورة القائد العسكري السائدة التي كرسها نظام صالح في وعي اليمنيين عبر السنين: صورة القائد الذي يتدرج في المواقع القيادية ويحصد الرتب والنياشين ليس بمقدار قيامه بواجبه في حماية بلده وشعبة، بل بمقدار إخلاله وخيانته لهذا الواجب بالذات!
