اليوم العالمي لحرية الصحافة وواقع الصحافة والصحافيين الجنوبيين
اختير الثالث من أيار/ مايو لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 أيار/ مايو 1991. وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصجافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا.
ويمثل هذا اليوم فرصة لـ:
ـ الاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛
ـ تقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم؛
ـ الدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها؛
ـ الإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم.
وبات يوم 3 أيار/ مايو من كل عام موعد الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حرية الصحافة حول العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام ضد ما يهدد استقلالها، والتعبير عن الإجلال للصحافيين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارسة عملهم.
يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضيع مترابطة: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، سلامة الصحافيين وسيادة القانون، استدامة ونزاهة الصحافة. وسيعقد مؤتمر دولي بمقر اليونسكو في باريس يومي 05-06 أيار/مايو.
وقد احتفل العالم يوم أمس الثالث من مايو في اليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث خصص العالم هذا اليوم تكريما لفرسان الكلمة الصحافيين الأحرار الذين يعتبرون جنود الحق ويخوضون معارك الانتصار للمظلومين واعلاء الحرية، وها هو هذا اليوم.. هذه المناسبة تحل علينا في الجنوب مثل سابقاتها من السنين الماضية على واقع مؤلم، حيث والجنوب الذي غدى يرزح تحت الاحتلال اليمني منذ عشرين عاما غيب فيه الاعلاميين الجنوبيين بدءا بتهميش الكادر الاعلامي الجنوبي واحتكار الدراسة والتاهيل في الجانب الاعلامي لصالح أبناء العربية اليمنية، ومحاربة أي مشروع إعلامي جنوبي مثل الذي حدث مع صحيفة الأيام، وغيرها من وسائل الاعلام الجنوبية الأخرى سواء كانت صحف أو مواقع الكترونية، وتعمدت سلطات الاحتلال إلى محاربة الاعلاميين الجنوبيين من خلال شد الخناق عليهم ومطاردتهم وجرجرتهم في المحاكم بتهم كيدية، بل وقمعهم وبلغ الأمر حد التصفيات الجسدية والاغتيالات كما حدث مع الصحافي الشاب وجدي الشعبي مؤخرا، قبل حوالي سنتين رحل عميد الصحافة الجنوبية الأستاذ هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام متأثرا بكم من الأمراض التي أصيب بها بسبب الحرب الشرسة التي طالته وأسرته وتدمير مؤسسة الأيام التابعة له، وقبله الصحافي عادل الاعسم توفى في ظروف غامضة، ولقي الكاتب السياسي أحمد القمع مصرعه برصاص آخرين في ظروف مشبوهة، والقائمة تطول.
عشرات الاعلاميين الجنوبيين يتعرضون للتهديدات والمضايقات والاعتقالات وبصورة مستمرة، في حين ما تبقى للجنوب من صحف لم تستطع الاستمرار بسبب ما تتعرض له من حرب ومصادرة ومنع طباعة ومنعها من التوزيع وملاحقة محرريها ومراسليها، مثل صحف عدن الغد والقضية والجنوبية، وكذلك الأمر بالنسبة للمواقع الالكترونية الجنوبية تتعرض للاختراقات والحجب بين الحين والآخر، قناة عدن لايف وهي القناة الفضائية الوحيدة للجنوبيين يجري التشويش عليها بصورة مستمرة ناهيك عن مطالبة سلطات صنعاء من الدولة المضيفة للقناة بمنعها من مزاولة نشاطها، والكم الهائل من الخطابات الرسمية التي تبعث بها الحكومة اليمنية إلى الشركة المضيفة للقناة في قمرها الفضائي.
هذا هو واقع الاعلام الجنوبي والاعلاميين الجنوبيين الذين يمنع عليهم حتى مجرد الانتماء إلى نقابة الصحافيين اليمنيين، لذلك كان لابد للاعلاميين الجنوبيين من كيان يمثلهم فعمدوا إلى تأسيس نقابة لهم باسم نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين، لكنهم ووسائل اعلامهم ونشاطهم تحت طاولة العقاب والمطاردات من قبل سلطات الأمن والاستخبارات اليمنية..
هذا وبالمقابل يتعرض الجنوبيين وثورة الجنوب لحرب إعلامية يمنية ممنهجة تهدف إلى تشويه ثورتهم واخفاء الجرائم والانتهاكات التي تطالهم من قبل السلطات اليمنية، بالاضافة إلى تعتيم إعلامي شديد من قبل معظم وسائل الاعلام العربية والأجنبية.