إعلام القوى التقليدية يحفز القاعدة على الاستبسال في مواجهاته مع الجيش في أبين - شبوة
عدن اليوم - صنعاء | الخميس 01 مايو 2014 10:22 مساءً
لازالت وسائل اعلام القوى التقليدية تشن حملة شعواء ضد الرئيس هادي ووزير دفاعة اللواء الركن محمد ناصر أحمد بواضح العبارة لا بالإشارة المعهودة سابقاً عنها وذلك بهدف خلق رأيٍ عام تستطيع من خلاله احداث ضغط ينحرف بمواقف هادي ومؤسستي الدفاع والأمن لصالح أهدافها وذلك باستغلال الواجدان الوحدوي والانتماء المذهبي ضد مواقف هادي ووزير دفاعه اللذين يبدو أنهما لم يستجيبا استجابة كاملة لمطامح ومطامع هذه القوى التي تتجاوز مطامح الشعب وآماله في إحداث استقرار امني ومعيشي وترسيخ قيمة التعايش الاجتماعي التي جسدها اليمنيون طوال فترة تاريخهم العقائدي والقائمة على اساس الايمان بحق الآخر في ممارسة منهجه الثقافي في إطار نظام حكم ودستور جامعين وكافلين لحقوق كل فئات وشرائح المجتمع بلا استثناء درءاً لانتعاش محفزات ودواعي الصراع الذي لن يجني منه الوطن سوى الدمار والخراب والتمزق والشتات.
تحفيز الوجدان الشعبي الوحدوي واستثارته لاتهام هادي بتحفيز النغمة الانفصالية وخلق حراك خاص به للابتزاز _كما جاء في صحيفة " أخبار اليوم" ( محسن)_ في عددها الصادر يوم الثلاثاء 29 إبريل الماضي، يمثل توجهاً خطيراً ذا أبعادٍ مدمرة للوطن والنسيج الاجتماعي للشعب، ذلك أنه سينحرف بوعي كثيرٍ من بسطاء الشعب نحو قيم شمالي_ جنوبي وحصر قيمة الوحدة في أبناء الشمال وقيمة الانفصال في أبناء الجنوب الذين منهم الرئيس هادي ووزير الدفاع وكثير من الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين.
هذا الخطاب الإعلامي اللامسؤول _ بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع سياسة هادي_ تتوخى من خلاله القوى التقليدية رفد حالة الفوضى والانفلات الأمني بسخطٍ شعبي ستحشد له أنصارها وأعضاءها وكثيراً من بسطاء الناس للتعبير عنه في تأكيد تضليلي على حرصها على الوحدة المحفورة في قلوب الجنوبيين أكثر من غيرهم.
" أنا ومن بعدي الطوفان" و" من لم يكن معنا فهو ضدنا" مبدآنِ أساسيان منهما تتخلق سياسة وممارسات القوى التقليدية التي دائماً ما تحاول اللعب مع خصومها المستعصين عليها بأوراق خطيرة لا يمكن لأيٍ كان لديه ذرة إيمانٍ بالله أو ذرة من الوطنية وصدق الانتماء اللعب بها في مواجهته مع الآخر مهما كان الثمن الذي سيخسره ،ذلك لأن مصلحة الوطن تبقى ثابتاً لا يمكن المساس به لصالح أهداف سياسية أو مصالح شخصية نظراً لجسامة المخاطر المترتبة على ذلك.
لقد لعبت القوى التقليدية في فترات سابقة بورقة الدين فترتب على ذلك كثيرٌ من الكوارث التي لازال الوطن والشعب يدفعانِ ثمنها حتى اليوم وهاهي تضيف إليها " ورقة الانفصال" في ظرف حساس وخطير يحتاج إلى العمل بروح خالية من مآرب السياسة المقيتة والمذهبية البشعة والمطامع الجشعة من أجل تمتين عرى المحبة والإخاء والتعايش.
وفي مسارٍ آخر للحملة الإعلامية التي تشنها القوى التقليدية تقول الصحيفة نفسها:إن وزير الدفاع يعمل منذ عامين على نقل الضباط والأفراد المنتمين إلى الحركة الحوثية من كل الوحدات العسكرية إلى الألوية المرابطة في محافظة صعدة تمهيداً لإسقاط هذه الألوية بيد الحوثيين ..
وفي قراءة عاجلة للخبر يتضح أن مراميه وأبعاده تتجه صوب إحداث شرخ في العلاقة بين أفراد الشعب وقواته المسلحة والأمنية وبالتالي خلق حالة من الصراع بين منتسبي الوحدات وحالة شك متبادلة بينهم وبين قياداتهم تستدعي بالضرورة هيكلة جديدة تتمكن من خلالها القوى التقليدية عبر جناحها العسكري بقيادة اللواء محسن من التخلص من كثير القيادات العسكرية التي ترى فيها تلك القوى حاجز صدٍ لأهدافها الرامية إلى تسخير الجيش والأمن وتطويعه لإرادتها وفي مقدمتها وزير الدفاع وكثير من القيادات الجنوبية التي تربّت على مبدأ الولاء الوطني والالتزام بقواعد ومبادئ وشرف الجندية واستبدالها بعناصر أخرى تابعة لها ، في توجهٍ مناطقي ومذهبي سيعيد اليمن_ في حالة تحققه_ إلى المربع الأول المليىء بجبهات الاحتراب ذوات الانساق والتوجهات المتعددة في نسف ساحق وعنيف للسلم الاجتماعي ومخرجات الحوار الوطني التي رأت فيها تلك القوى منتجاً وطنياً يتصادم مع أهدافها وغاياتها في القضاء على الآخر واحكام السيطرةِ على مستقبل البلاد والعباد.
ولم يتوقف الأمر عند محاولات القوى التقليدية إحداث حالة من التفكك والانقسام داخل المؤسستين العسكرية والأمنية من خلال وسائلها الإعلامية بل سعت وعبر الصحيفة نفسها " أخبار اليوم" إلى استدعاء الحقد المذهبي ورفع وتيرته لدى عناصر القاعدة بغية رفع مستوى استبسالهم في مواجهة الحملة العسكرية التي تخوض حرباً ضد تلك العناصر في محافظتي أبين وشبوة ، بهدف إحداث خسائر فادحة في صفوف المقاتلين وآلياتهم ..
هذا الاستدعاء والتحفيز جاء من خلال خبرٍ في الصحيفة نفسها يقول: إن هناك مشاركة واسعة للحوثيين إلى جانب قوات الجيش والأمن في المعارك التي تدور في محافظتي أبين وشبوة ضد عناصر تنظيم القاعدة ، وهو ماسيؤدي وفق أبسط القراءات للخبر إلى رفع مستوى عداء التنظيم للجيش ورفع مستوى حماسه في القتال ، ومن ثم إيقاظ التنظيم لخلاياه النائمة في عددٍ من المحافظات ورفعه لوتيرة عمليات الاغتيال ضد ضباط وأفراد الجيش والأمن في محافظات النشاط القاعدي وفي المقدمة العاصمة صنعاء.
كل هذا التحفيز للقيم الضارة بالوطن والشعب واللعب بأوراق خطيرة كـ" المناطقية والمذهبية " ومحاولة تفكيك لحمة المؤسستين الدفاعية والأمنية اللتين بدأتا تدركان حقيقة مهامهما وتضعان أقدامهما على بداية الطريق الصحيح، كل هذا تمارسه القوى التقليدية لأن الجيش والأمن استعصيا على التسخير والاستخدام الخاطىء في المعارك التي خاضتها تلك القوى في صعدة وعمران وصنعاء والتي كان من نتائجها سقوط أسطورة القبيلة التي تشكل أحد أضلاع مثلث التخلف المرعب.
يمنات الاخباري