شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
حسين زيد بن يحيى

(هندول) الاقليمين ودول الاقليم

الأربعاء 30 أبريل 2014 03:28 صباحاً

عشرون عاما من الحرب والتكفير على الجنوب قابلها بالاتجاه الاخر نضال رائع بكل المقاييس من الشعب الجنوبي وحراكه التحرري الرافض للاحتلال اليمني – المؤسف - انه مع جسامة التضحيات المقدمه لازالت صورة المشهد السياسي في غاية السؤ , ضبابية تستوجب ابداع طرق خلاقه ترص صفوف الاحرار اصحاب الايادي البيضاء الرافضين كتابة التقرير الامنية للداخل و الخارج عن البيت الحراكي , المطلوب وبإلحاح الية تمكن من تجاوز العقبات المتسبب بها (الاصنام) والاحتلال اليمني سواء بسواء تجمع حول خارطة طريق واضحة المعالم , لأنها تركه ثقيلة لم تستطيع العشرون عاما الماضية ان تعدل ذيل القوى السلفية السياسية الجنوبية الاشتراكية الاصلاحية الرابطية , بدلا من التوبة النصوح والاستغفار على دكه التقاعد استغفلت تسامح وتصالح الثورة للسيطرة على المكونات حتى احكمت حلقاته على الرفاق و الاخوان المسلمين , تبا لها من (اصنام) رغم تقدمها الى ارذل العمر إلا انها في سبيل بهرجة السلطة وصولجانها على استعداد للترنح المبتذل بمستنقع الارتهان المفضوح للخارج على حساب سيادة وكرامة الجنوب الوطن و الإنسان , زاد الطين بله طبيعة تكوينها الرث مجتمعيا وفكريا مع ثقل ماضيها الملوث جعلها اسيرة نمطيه ذات الخطاب والرزحه الذي تحول بالتقادم الزمني الى سلوك سياسي معاكس لروح العصر وثورة الحراك المعاصرة للتأسيس لجنوب جديد.
عمق المشكلة وبؤسها ان السلفية السياسية الجنوبية تمكنت كليا من تسلق جميع المكونات المدعية تمثيل (الحراك) متحالفة بحربها الضروس ضد القوى الجديدة مع السلفيه الدينية واذرعها العسكرية , عززها اسناد القوى التقليدية الشمالية الأمر الذي اعاق عملية تطوير الخطاب والعقل الحراكي الجنوبي وإمكانية مراكمته , القوى الجديدة رفضا منها للواقع المزري ودفاعا عن ثورتها وحراكها عملت على استفزاز العقل الجنوبي بهدف تحفيزه للبحث عن خيارات حرة بعيدا عن وصاية وأبوية السلفية السياسية , القوى التقليدية الرجعية الجنوبية التي بفعل فاعل تسلقت (الحراك) من تجربة العشرون عاما الماضية معها ثبت انها غير مكترثة بالمعاناة الجنوبية بقدر سعيها للوصول للسلطة , تحقيقا لاحلامها السلطوية المريضه كما ارتهنت في الماضي للبريطانيين والروس ونظام صنعاء تبحث راهنا عن مقايضه مع القوى التقليدية الشمالية تديم ابويتها ووصايتها على الجنوب , اما رفضها للأقاليم من منطلق ثقافتها الماضوية بأنه تعدي على ملكيتها للجنوب لهذا وجدت ضالتها بمشروع (الاقليمين) شمال وجنوب على أمل ان يعطي لها هامش مساحة (هندول) تتأرجح عليه هربا من استحقاق المساءلة او التقاعد .
ان المستخلص الابرز من تجربة العشرون عاما الماضية كشفها لمستور القاسم المشترك الذي يجمع ما بين السلفية السياسية الجنوبية والقوى التقليدية الشمالية المنضوية بأحزاب اللقاء المشترك في هاجس الخوف من الدولة المدنية ومؤسساتها الديمقراطية والحقوقية , خطا (الاصنام) الفاضح انها عوضا عن الاستفادة من فسحة التصالح والتسامح غلب عليها ضغط ماضيها السياسي الذي تحول بالممارسة الى انحراف سلوكي معادي لمفاهيم الشرعية الشعبية وحق تقرير المصير ولصالح مقولات الزعيم والقائد الماضوية , حالة متعفنه تبحث عن صفقات مشبوهة من تحت الطاولة مع اطراف من نظام صنعاء تشبع اطماعها السلطوية في (هندول) يدغدغ نزواتها الشريرة , المعيب وللأخلاقي انه عندما تتعقد شروط الصفقة داخليا دون خجل تكوع للمتاجرة بنضالات الناس الطيبين ببازار النخاسة في دول الاقليم (طهران) و (الرياض) في مزايدة ترسي على من يدفع لها اكثر , حقيقة مره تدعو للتعجيل بإطلاق ثورة القواعد ومناضلي خط البداية لتصحيح مسار الحراك التي عليها ان لا تتهيب اساليب الاخافة الفكرية المقصود منها الابقاء على هيمنة القوى السلفية السياسية على الحراك والجنوب .
ان شعب الجنوب وحراكه التحرري يقف امام معركة مفصليه طرفيها القوى الرجعية السلفية القديمة (الاشتراكي الاصلاح الرابطة) والقوى الثورية الجديدة الصاعدة (التصالح والتسامح المتقاعدين العسكريين الشباب والعاطلين عن العمل ) التي اطلقت الحراك ويحاول التشويش عليها بموجات المؤلفة قلوبهم المستلحقين به , معركة يتحدد معها مصير الجنوب اما بالعودة للماضي الشمولي مره اخرى او ولادة جنوب جديد وبمعمعان هذا النضال المضني و الشاق يتوقع استماتت السلفية السياسية الجنوبية الرجعية دفاعا عن مصالحها الانانية , معركة يتم الاستعداد لها بالبعد عن المغالاة والتطرف وتحكيم التواضع طريق الرفعه والذي مدماكه تأصيل ثقافة احترام حق الاخر بالاختلاف على اعتبار الساحة الجنوبية اكبر من ان يستوعبها طرفا واحدا و منفردا , في اطار هذه الروح الجديدة يمكن التأسيس لمشهد سياسي جنوبي يتسع للجميع مع التأكيد على استحالت ان يجدف احد امام الارادة الشعبية وحقها بتحديد خياراتها بحرية وبعيدا عن ارهاب القوى الماضوية سوى من خلال سوقية الرزحة بالشوارع او خطب المنابر التكفيرية.
*خور مكسر / العاصمة عدن 30-4-2014م
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن