شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
محمدعبدالوهاب الشيباني

جِــمــال الإصــلاح ويـوم الـجـلوس

الاثنين 25 فبراير 2013 12:44 صباحاً

 تطبيع العلاقات اليمنية السعودية مطلع سبعينيات القرن الماضي اتاح لجماعة الاخوان المسلمين وتفرعاتها الاسلاموية المختلفة، وتاليا تحالفاتها القبلية والعسكرية ان تصير جزءا اصيلا من بنية الحكم الذي تتولى شئونه وملفاته المملكة .

 خاضت الجماعة مع النظام اشرس المعارك في المناطق الوسطى  وتعز وذمار وريمة ضد عناصر الجبهة الوطنية الديمقراطية، طيلة اعوام بين نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ، وخاض هذا التحالف  وبشعارات مقدسة (صيف 1994) الحرب  ضد الجنوب وشعبه و تقدم مقاتلو الجماعة(الواسعة)  الصفوف في جبهات القتال الملتهبة .

هذا الحلف المقدس هو الذي مكن الجماعة وتحالفاتها الاستلاء على مفاصل حيوية من بنية السلطة والدولة وتحديدا في وزارة التربية والتعليم وجهاز الامن ووزارة الاوقاف ، حتي ان التنظيم السياسي الحاكم (المؤتمر الشعبي العام الذي اسس في اغسطس 1982 ) اصبغ بصبغة اخوانية واضحة بدء من الادبيات وانتهاء بالخطاب والممارسة .

صفة التلازم هذه لم تنته او تنطفئ جذوتها حتى في اشد فترات الخصام بين علي عبد الله صالح وقيادة الجماعة، حيث سعت القيادة الى اسقاط رأس النظام لا بنيته واستحكاماته الاجتماعية المؤثرة  كون النظام بإرثه الثقافي والاجتماعي وحتى السياسي يمثل حضورها الطبيعي في المشهد العام  ، ومن غير مصلحتها تغييره او تخليق واقع بديل يعتمد التعدد والتنوع والمدنية.

هذا الحديث استدعت مقاربته هنا الاحداث الاخيرة الدامية التي شهدتها مدينة عدن ابتداء من مساء الاربعاء، حين قام تجمع الاصلاح بدخول عدن بمواكب تتقدمها (الجِمال ) وتاليا استعراض قوته وامكاناته التنظيمية وتداخله بالسلطة حين قام بإحياء الذكرى الاولى لا انتخابات(21 فبراير) في ذات الساحة والموعد الذى حدده الحراكيون لإقامة فعالية سياسية معارضة ، وما استتبع هذا الفعل من اعمال عنف دامية سقط فيها ضحايا.

فعل تجمع الاصلاح هذا عقد الكثير من خطوات حاولت اطراف سياسية داخل تكتل المشترك (الذي يعد الاصلاح احد مكوناته الكبيرة والمؤثرة )، ومن خارج المشترك  بما فيها فصائل حراكية، ان تخطوها باتجاه مؤتمر الحوار الوطني ، لأنه اعاد اجواء صيف 94 المشؤمة، ووجه رسائل ملغومة للجميع اقلها تلك التي توحي بأن تجمع الاصلاح متمكن ليس من السلطة  فقط بل من رئيس الجمهورية وقراراته.