وسيبقى الإقليم حضرميا..
منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا وأنا لا أعرف إلا وطن اسمه حضرموت يمتد من عين بامعبد غربا إلى ظفار شرقا أو ما يسمى حاليا بإقليم حضرموت . قال مستر انجرامس المستشار البريطاني لحضرموت في الثلاثينات في كتابه عن حضرموت : (( ومن المفهوم الواسع الذي يستخدم اليوم فأن منطقة الواحدي والدولة القعيطية والدولة الكثيرية والمهرة هي التي تدخل ضمن ذلك المصطلح (حضرموت ) ولا يشمل المنطقة شرق المهرة وهي ظفار . ص 11 . وقال الخانجي في منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان قال : حضرموت بلاد في أرض العرب قليلة الخصوبة والخيرات واقعة على شاطئ بحر عمان عرضها 12 درجة وطولها 71 درجة يحدها شمالا صحراء الاحقاف وجنوبا بحر عمان وشرقا سلطنة مسقط وغربا ولاية اليمن ( ص 174 ج 2 ) .
لماذا السطان عبدالله بن عيسى بن عفرار يريد أن يتجاهل هذه الحقائق التاريخية ويدعي بأن المهرة ليست جزء من حضرموت بينما كانت هذه الأرض من أيام الملك الحضرمي ( العزيليط ) أرض حضرمية وهوية حضرمية . وأخيرا حصص حق وزهق الباطل عندما أعلنت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمنى عن إقليم حضرموت وردت الاعتبار لحضرموت العظيمة .. حضرموت الشامخة بجبالها الشامخة الصفراء وسهولها الخضراء وسماءها الصافية حيث يتلألآ اسمها فوق هامات السحاب ليقول لمن لا يعرف حضرموت .. أنا هنا بحجمي الكبير وبحضارتي العريقة منذ ألاف السنين بعد الحضارة المصرية ما زلت في انتظار من يحميني من الأفاكين والمنافقين والمخادعين. فوطن لا نستطيع أن نحميه لا يستحق أن نعيش فيه . لست مجاملا ولا مبالغا في ما أقول ولكنها هي الحقيقة تاريخيا وجغرافيا وإن جميع الخرائط البريطانية القديمة تثبت ذلك .. فبأي حق يطالب بن عفرار بانفصال المهرة عن حضرموت التاريخية.. فالمهرة جزء من حضرموت غير قابل للتجزئة .. والمهرة أصلها قبيلة من قبائل حضرموت تسمى قبيلة الحموم من أرض الشحر الذين هاجروا إلى تلك المنطقة وسميت باسمهم . هل يريد بن عفرار أن يعيد مطالبه السابقة في الستينات عندما كانت سلطنته تحت الحماية البريطانية وقال أن المناطق الشمالية الواقعة من ارماه إلى حبروت ( ثمود سناو وحبروت ) مناطق مهرية ولن تشملها اتفاقية التنقيب عن النفط لشركة بان أمريكان العالمية . المعروف أن هذه المناطق جزء لا يتجزءا من أراضى الدولة القعيطية الحضرمية . هذا الرجل لا يريد الخير لحضرموت وأهل حضرموت ومن بينهم أهلنا في المهرة العزيزة وسقطرة الغالية وكانت المكلا وأهلها ولا زالوا يقدمون كل الدعم والمساعدة لهذه المحافظتين من علاج وتعليم وغيره .
دعونا نعود إلى الوراء لنتصفح صحيفة الطليعة الحضرمية في الستينات وماذا كتبت عن هذا الرجل من أجل إفشال مشروع التنقيب عن النفط في حضرموت من قبل شركة بان أمريكان . كتبت صحيفة الطليعة في عددها 128 بتاريخ 7 ديسمبر 1961م الآتي 1- (( الدولة القعيطية ترفض مزاعم السلطنة المهرية )) 2- (( مسئول كبير في الدولة القعيطية يقول : ثمود وسناو وحبروت مناطق قعيطية )) 3- (( لدينا الأدلة ما يثبت حقنا في المناطق الشمالية المشار إليها )) .
أما في العدد 129 بتاريخ 14 ديسمبر 1961 1- (( إعلان الإضراب العام يوم السبت القادم للاحتجاج على محاولات الوزير المهري إلحاق أجزاء من الوطن الحضرمي إلى سلطنة المهرة )) 2- (( الحكومة القعيطية تطالب مناقشة ادعاءات الوزير المهري في الاجتماع القادم بحاكم عدن )) 3- (( هل أعطى حاكم عدن تصريحات لشركة بان أمريكان للتنقيب عن الزيت في سناو وحبروت باعتبارهما أرضا مهرية ))
وفي العدد 145 بتاريخ 12 ابريل 1962م تقول الطليعة (( محادثات في عدن بين السلطان المهري وشركة بان أمريكان )) . .. واستكمالا للخبر تقول الطليعة : أذاعت محطة عدن نبأ عن وصول سلطان المهرة إلى عدن ووصفت هذه الزيارة أنها لغرض توقيع اتفاقية التنقيب عن الزيت مع ممثلي شركة بان أمريكان العالمية .
وأخيرا وفي العدد 157 بتاريخ 12 يوليو 1962م تقول الطليعة : توقيع اتفاقية لاستكشاف البترول بين شركة بان أمريكان وسلطنة المهرة .
هذا ما يريده بن عفرار بأن يكون هناك نزاع على هذه المناطق وتفشل عمليات التنقيب عن النفط .. وهي مؤامرة رسمت خطوطها في عدن تحت إشراف حاكم عدن .. فالتاريخ لن ينسى له هذه الكارثة الكبرى .. وطارت أحلام الحضارم بالبترول والرغد الكريم .. و يا حضرموت لا تفرحي وبترولنا ما بايجي طالما بن عفرار واقف في حلوقنا .. وأقول لكل من يعارض يقام إقليم حضرموت بمحافظاته الأربع ( حضرموت و شبوة والمهرة وسقطرة ) موتوا بغيضكم وسيبقى الإقليم حضرميا .