إعادة الاعتبار للقصر المدور !
من منا بلا خطئيه ؟ مع ذلك خير الخاطئين التوابون وقبل أن نجلد الآخرين فأن الحر يبدأ بنفسه الأمارة بالسوء , تصديقا له دوما ما اعتذرت علنا للشعب الجنوبي عن مواقفي ( الوحدوية ) ولعل أولها في صحيفة ( التجمع ) تسعينيات القرن الماضي وأثارت حينها حنق رئيس فرع التجمع بابين المناضل ناصر توفيق , البداية كل من يقول أن ما حدث بالجنوب في السنوات الماضية كانت مجرد أخطاء فأنه ضمنيا يتعاطف مع الجلاد ضد الضحية شعب الجنوب الأصيل والطيب , ما شهده الجنوب طوال النصف القرن الماضي التوصيف العادل له ( جريمة ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى تم تنفيذها بوعي أو دونه هذه مسألة أخرى يتم الحديث عنها بمكان آخر , العبد لله – كاتب السطور – ما قبل اغتيال أبناء المناضل عبدالقوي مكاوي وقنبلة المكلا إلى اغتيال الرئيس الشهيد ( سالمين )مرورا باغتيال الشهيد فيصل عبداللطيف كنت ( حدثا ) أما لحظة ( صفاط ) 13 يناير 86 م بين الرفاق مبعدا قسريا خارج الجنوب , حداثة السن أو عدم التواجد أثناء وقوع الجرم لا يعفي أحد من المسؤولية فكل معاصر لتلك المرحلة السوداء من تاريخ الجنوب يعتبر مشاركا فيها سوى بالانغماس المباشر أو التصفيق أو عبر سكوت الرضى والهجرة للخارج .
احتراما للآخر أعترف بوجود غضب علي وبناء عليه أعتذر للأحبة خصوصا من رفاق الدرب والمسيرة دون أن تلزمني هذه المراجعة بالتوقف فلازلت مقتنعا بأولوية مصارحة شعب الجنوب بالحقيقة مهما كانت مرة , بالنسبة للمناضلين ( اللحقة ) فأن عقدتهم الكبرى أنهم عرفوا مقولات جنوب وتحرير واستقلال زمن ( الرزحة ) بساحة العروض أثناء المليونيات السياحية بالعاصمة عدن وتثقلهم أمراض حب الظهور وأمل العودة للسلطة مجددا , العكس منهم عندما كان ( الخبرة ) الرئيس صالح والجنرال محسن والإصلاح والاشتراكي والرابطة معا صدحنا وبصوت عال حتى انكسر حاجز الصمت والخوف الذي بدأته دولة الجنوب البوليسية الحزبية السابقة وكرسه أحتلال 7-7-94م بأبشع صوره , فيما بعد وفي اللحظات التي أوقفت فيها سلطة الاحتلال مطاردة ( الحراك ) وبدأت المزاحمة على المنصات وحلقات النقاش والخطابة عفت أنفسنا الحرة عن الانغماس بالمستنقع وتسابق ( المؤلفة قلوبهم ) على شاشات عدن لايف .
مالا يعرفه ( الصبية ) ومموليهم ( الاصنام ) ان الحلم الجنوبي بوطن وهوية خيار والتزام مرتبط صميميا بالانتماء والولاء وليس قميص يلبس أو يخلع ولأنه كذلك أن آوان الافتراق مع ( الأصنام ) الملوثة أياديهم بؤد الحلم الجنوبي منذ 30 نوفمبر 67م , لذلك كان من المؤكد وحتما أن نذهب للافتراق عن ( الرفاق ) فأيادينا بيضاء نظيفة ومن يعتقد غير ذلك فهو ( نعجة ) أن لم يسوقنا للمحاكم على جريمة سفك الدم الجنوبي أو إذلاله أيام الطيش الست السوداء سبعينيات القرن الماضي أو المشاركة بنهب الجنوب ما بعد احتلال 94 م , من كذب جرب والرفاق احمد الربيزي وفادي باعوم وقاسم عسكر وفؤاد راشد والعميد علي السعدي وصلاح السقلدي أكثر العارفين بمن كان يضرب ويقيد داخل زنازين المحتل بصنعاء وعند المثول داخل اقفاص محاكمة الصورية ومقيدا يهتف :- ثورة .. ثورة ياجنوب .
التراث الثوري العالمي أجمعت صفحاته أن الثورات يتشارك بتفجيرها الاحرار الشرفاء اما ( خس أمبقر خنبق أماء ) كما رزحوا بالامس على اشلاء رفاقهم وشعبهم في الليالي الست السوداء فأن من يرزح الان في بعض الفعاليات يهدف لإعادة انتاج زمن الاصنام طمعا في السحت وهروبا من استحقاق المحاكمة , المناضلين المبدئيين عكس بضاعة الأمعاءات والبقبقاوات تربى بنفسها المشاركة في ( حراك ) يهدف لاعادة الرفاق للسلطة بالشراكة مع القوى التقليدية الرجعية شمالا , بعيد عليهم وعلى احلامهم السلطوية المريضة سنواصل الانتصار لأهداف الحراك التحرري الجنوبي وبالتوازي معها سنعمل على التخلص من الماضي ورموزه وبما يعيد الروح والطهر للحراك الجنوبي كما كان عليه عند خط البداية , بعد الانتصار وعندما يحكي التاريخ بمهنية سينصف من تصدر وبجرأة ثورية لمهمة اعادة الاعتبار للقصر الرئاسي المدور بالتواهي – العاصمة عدن من خلال توفير ضمانات توصل في الاستقلال الثاني ايادي بيضاء نظيفة للحيلولة دون اعادة انتاج مآسي الماضي , أعترف وأعتذر مجددا بأني قاسيا بعض الشي لكن تظل الحقيقة ان اصحاب الايادي الملوثة وقطيع مطبليهم غير مؤهلين لحمل الحلم الجنوبي بوطن وهوية فقد سبق وجربناهم ! .