السلطة في اليمن عاهرة الإرهاب
المشهد يتكرر مئات المرات العمليات الإرهابية والاغتيالات والخطف مشاهد يومية ولا يتم القبض على الفاعلين لا يحمل أي تفسير منطقي ألبته مالم تكن السلطة نفسها تحمي الفاعل من خلال القيادات المتنفذة التي بيدها القوة الفعلية في ظل شخصنة الجيش والأمن اليمني الخايب الذي لا يحمل أي شروط ومقومات الأمن والجيش الوطني , وعلى ذلك تكون هذه القوات مصدر خراب وزعزعة السلم الاجتماعي بكونها ترعى حركة الإرهاب في المجتمع , هذه الأجهزة الأمنية تشترك مع القبيلة المتخلفة والإسلام السياسي المتمثل في أخوان اليمن في تبادل الأدوار لتكون الأوضاع الأمنية غائبة لتغيب معها المؤسسة القانونية , ومن ثم يغيب الأمن والأمان .. منظومة فاسدة ومدمرة لا تعرف مفهوم الوطن والوطنية ولا الخوف من رب العباد وجميع هذه المنظومة لا تخرج عن مربع واحد في محيط العاصمة صنعاء , ويكاد الناس تعرفهم بأشخاصهم , وتعجز الدولة على ضبطهم بكونهم من يدير هذه الدولة والحكومة والسلطة , ولذلك حق لأن يقول العالم عن هذه السلطة عاهرة الإرهاب بكونها تقتات علية لتعيش وتبقاء ليصل الأمر أن يكون ثقافة وأسلوب حياة .
من إشكاليات الأمن في اليمن أن مجموعة الزعيم السخيف تريد البلاد في تغييب مستمر أمنياً حتى يقال عهد المخلوع خير من اللاحق , ومن جانب أخر يأتي الأخوان (الإصلاح ) الذي يمتلك أكبر مخزون انتحاري على مستوى العالم تحت الإغواء الديني إذ أن أخوان مصر ليس لديهم المخزون الذي يمتلكه هؤلاء , وكل ذلك من أجل السيطرة على السلطة مهما كان الثمن والضحايا وفقاً لمرجعيتهم التي تعتبر السلطة الهدف الجوهري , وهذا ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً في أن تظل اليمن عاهرة الإرهاب لسنوات طويلة بحكم عدم وجود جيش وطني يحيط بحركة الفعل في محيط هذا البلد بل قد تجدهم هم الجيش في أحياناً كثيرة , بعكس ما هو موجود في مصر يظل الجيش قادر أن يحسم الأمور في أخر المطاف بكونه ببساطة جيش وطني وينتمي للشعب وليس لأشخاص .
قد تصل اليمن إلى معاناة كبيرة بمشكلة أخوان اليمن ويتحدد الفارق بين أخوان اليمن وأخوان مصر , وهو فارق بين المثاليات والماديات , فإذا كان أخوان مصر تكمن قوتهم في مرجعيتهم الفكرية الدينية بشكل أساسي تستهدف العقل للتأثير على معارضيهم , وهذه مثاليات بكونها تستهدف الفكر وليس الجسد بحكم القدرة الثقافية العالية لدى قيادات الأخوان في مصر , والعكس من ذلك أخوان اليمن الذين يمكن وصفهم جهلة الأخوان على مستوى العالم بكون عنصر الماديات حاضر لديهم بقوة أكثر من المثاليات , ولهذا تجدهم أكثر ميلاً في إزاحة أجساد معارضيهم من الوجود بكونها ماديات تقف عائق إمام تنفيذ مصالحهم من خلال قناعاتهم الثقافية التي تجد في هذا الأسلوب اقصر طريق للوصول إلى روما , وفقاً للمثل المشهور: كل الطرق تؤدي إلى روما .
الخروج من مأزق الزعيم السخيف ممكن , وهو يتضاءل مع الوقت ومع وجود التغيرات الداخلية والخارجية , ومع وجود وزيادة الوعي لدى أبناء الشمال بأن هذا الشخص لم يؤسس لدولة مدنية بقدر ما كان شريك في الواقع لقتل الدولة المدنية ( بداية بمقتل الحمدي , ونهاية بوضع مشكلات لا نهاية لها ) .
ولكن تكمن المشكلة في أخوان اليمن التي تتخذ من الدين غطاء لفعلها الاجتماعي على الرغم أن هذا يسئ للدين الحق , ولهذا الشمال يحتاج إلى برامج توعية تعمل لسنين طويلة لمعرفة الصورة الحقيقية والمشرقة للدين الحق الذي يرفض طابع القتل والاغتيالات التي أدمنت علية قيادات الأخوان في اليمن , لأن استخدام العقيدة بصورة خاطئة لأغراض سياسية بحتة تخرج الفرد عن جادة الدين الصواب لهو أمر في غاية الخطورة , ويحتاج إلى وقفة حازمة تجاه من يقود سفينة الضلال التي تعمل على تشويه صورة الدين الذي جاء ليحل مشكلات المجتمع الإنساني دون الإخلال بعبودية الخالق , هذا هو الدين الذي يجب يتعلمه الناس .. الدين الذي ينتهي بمحبة موجد الكون وليس إرهاب ساكني الكون , ولهذا ربنا رحمته وسعت كل شيء ولم يقل غضبة .
ولكن غضب الإنسان المتخلف الجاهل في هذا المجتمع شغل الناس بالقتل المبتذل للأبرياء والفساد ونهب حقوق الناس وخلق صنوف الإرهاب ليفهمنا أن هذا من الدين .
على الإنسان في المجتمع الشمالي أن يحسم أمرة في مواجهة الإرهاب بالوعي لأن الإرهاب في اليمن يتم رعايته وصناعته من نفس المربع الذي يدير الحكم (مربع صنعاء) , ما لم على اليمن السلام , وتكون صنعاء عاشقة الإرهاب .