في عقر دار الرجعية
بعد خروج الاستعمار البريطاني تسلم الجنوب أبناؤه ، وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاما لم تشهد البلد استقرارا للحقيقة والتاريخ ... دخل أقطاب الحكم في مماحكات مناطقية مزودة بالنزعة الذاتية وحب السلطة فانقلبوا على قحطان الشعبي أول رئيس للجنوب ووصموه بكل صفات العمالة ، ومن أنقلب وساعد في الانقلاب انقلبوا عليهم في العام 78م فقتلوا سالمين ربيع علي وسلموا الجمل بما حمل لعبدالفتاح اسماعيل أبن تعز اليمنية ثم ما لبثوا ان انقلبوا على عبدالفتاح اسماعيل وسلموا الامر لعلي ناصر محمد وجرت مجزرة يناير 86م وأطيح بعلي ناصر ليخلفه على سالم البيض الذي اطيح به بعد تحقيقه للوحدة اليمنية . الطريف في الأمر كله أن كل الصراعات وهي مناطقية وذاتية اصبغ عليها شعارات ثورية للحفاظ على الثورة الوطنية الجنوبية من الرجعية التي وجدنا انفسنا في عقر دارها المتخلف بأبشع صوره وألوانه يوم 22 مايو 90م وحتى اللحظة ... يعني تعب السنين وشعارات السنين ضاعت في يوم وليلة . لماذا اقول هذا الكلام الان ؟؟؟ .. لأن بعضنا يكرر الماضي تماما مع الفرق أن حاجتنا اليوم للوحدة الوطنية الجنوبية اكثر من أي وقت مضى لأننا جميعا نواجه عدوا واحدا هو الاحتلال .. واذا كنا في الماضي تآمرنا على بعضنا البعض بغرض النفوذ والجاه والسلطة والمناطقة المقيتة وكذبنا على الناس فأننا اليوم ونحن نتصارع بذات اللغة العفنة فأننا اشبه تماما بأولئك الذين يحاربون طواحين الهواء فلا يذبح الهواء ويسقط صريعا ولا ينتصر المحارب . اليوم نكيل على بعضنا البعض الاتهامات ونزايد على بعضنا البعض ويظن الجاهل أنه وحده يستطيع ان يخرجنا من هذه المحنة .ولعمري ان هذا هراء ...
أمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي