الضمير في إجازة
قبل البدء لابد من الاشارة الى استعارة العنوان من اسم احدمسرحيات الاستاذ عبدالله الحيفي التي كتبها عام 1973م وتدور الفكرة الرئيسية للمسرحية حول رجل يخوض معركة سياسية للوصول الى السلطة ومن ادوات معركتة استخدام الشعارات البراقة والوعود الكاذبة التي كان يغش بها البسطاء من الناس للوصول الى بغيته وما ان وصل انكشف قناعة وظهر على حقيقتة رجل كاذب مخادع اناني استغل الاخرين لتحقيق مصالحة ولم يكتفي بذلك حيث بداء في افساد الاخرين من خلال شرحه لهم الاساليب الناجحة للوصول الى السلطة والطرق الموصلة اليهاوهومارفضة احداصدقائه الذي رفض الانغماس بالفساد واختار ان يظل وفيا لمبادئه والمثير للانتباه هوقرب المسرحية من واقعنا اليوم ومحكاتة فقدكنا قريبين وسمعنا تلك الشعارات البراقة والوعودالتي امطرت بها البلاد وروج لها الاشخاص والاحزاب عقب وبعد اندلاع ثورة الشباب مطلع 2011م وهم يرسمون اهدافهم وغاياتهم بعيدا عن الساحات والميادين التي تجمع فيها الشباب الذين احرقوا اجسادهم البريئة ليضؤلناطريق المستقبل وليخلصونا من براثن الظلم والقهر والفساد ظنا منهم بأن المستقبل سيكون افضل مادام والجميع يحملون نفس الافكاروالمبادئ والقيم التي يؤمنون بها الا ان الواقع والاحداث اثبتت عكس ذلك تماما والمحزن المبكي استخدام اشلاء جثث الشهداء ودماء وانين الجرحى الى جانب الشعارات من قبل الطامعين بالسلطة والثروة الاهثين وراء الناصب حزبين ومستقلين مدنين وعسكرين باعتبارها ادوات للوصول الى الغايات والمأرب وما ان وصلوا وتحققت احلامهم غارت تلك الشعارات وغارت معها حقوق الشهداء والجرحى بل دفنت اذا جازلنا القول مع جثثهم وتبخرت مع دمائهم وظهر المتشدقون بها اكثر كذبا ونفاقا وفسادا فخلال العامين المنصرمين انكشفت الاقنعة وبانت الحقائق وصهرت الاحداث والمواقف الشعارات وعرت جميع من وصلوا الى السلطة على دماء الشباب صغيرهم وكبيرهم الا من رحم ربك حيث تحول الرافضون للتوريث الى مورثين للاقارب والانساب من ذوي القربى والارحام والرفاق والاخوان من ذوي الانتماء الحزبي والجهوي المناطقي وكذا تحول الرافضون للفساد الى مدارس تعلم الفساد وتلقنة وتدرس الطرق الناجحة لاستثمارة وتنميتة وتحول الحريصون على المال العام الى لصوص وحرامية مبهررين يتفننون بنهب المال بطرق مستترة ومكشوفة ويتكلمون امام وسائل الاعلام عن عجز مالي وان البلاد قادمة على كارثة اذا لم يرفع الدعم عن المشتقات النفطية لقتل المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر وغيرها من التحولات الغريبة والعجيبةالتي انتشرت في مرافق الدولة ومؤسساتها انتشار النار في الهشيم وتتدحرجت جرثومتها من المراكز القيادية العليا نحو المراكز الادنى واصبح المسؤلين الكبار قدوة في الفساد لمرؤسيهم وغدت هذه الظاهر خطرا يهدد ضمائر من تبقى من الموظفين الصغارالملتزمين بالاخلاص والنزاهة وخاصة في ظل مايروج له البعض من اصحاب النفوس المريضة ممن يعتقدون بان النهب والسلب والفساد في المال العام رجولة وشطارة والاخلاص والامانة مسكنة وسخافة فكل يوم وانت تسمع في هذه المؤسسة او تلك من يحدثك عن فلان من الموظفين بأنة رجال ويعرف يخرج رزقة بينما زميله الاخر مسكين لانه يدعي الوطنية والعمل بضمير حتى غدا هذا الاخير يعيش في حالة نفسية صعبةوهو يرى مايحصل عليه المقربون من مناصب وحوالات مالية وصرفيات وسفريات ...الخ والخوف هوان تتحول هذه التصرفات الى ثقافة لدى الموظفين اذا استمرت الامور على ماهي عليه في ظل انعدام الرقابة والمحاسبة والضمير الذي بات هو الاخر في اجازة مفتوحة وهناتكمن الخطورة بأعتباره سيد القوانين كما يراه مصطفى المنفلوطي بقولة(ما ينفع المرء ان يكون زاجرة من الشر خوفه من النار او خوفه من القانون مالم يكن زاجره ضمير) ولذا اتمنى من اصحاب الضمائرالحية ان يمنعوا الاجازات عن ضمائرهم وان يضبطوا انفسهم من الاندفاع نحو الاقتداء بمن ماتت ضمائرهم وهانت معانات المواطنين في نفوسهم وغابت اشلاء جثث الشهداء ودماء الجرحى من امام ناظريهم وعلينا ان نعلم بأن هذه الامور والمفاسد لن ولم تستمر ولابد ان تشرق شمس الخلاص فهناك الكثير من اصحاب الضمائر الحية الطواقين الى تغير هذه المنضومةالفاسدة وعطفا على مسرحية الحيفي الذي كتبها في عام 1973م بعد ان جعله الفساد المستشري في مفاصل الدولة حينها يعتقد ان الضمير لدى المسؤلين في اجازة فجاءت حركة التصحيح بقيادة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي رحمه الله حيث الغيت اجازة الضمائر وفرض هيبة القانون وعرفت فترة حكمه بأزها فترات الحكم في اليمن وترافق في عهده الضميروالقانون وذاب في حضرتهما الفساد والمفسدون .
