بمشاركة رؤساء المجالس في المحافظات .. المنسقية العليا للثورة اليمنية "شباب" تنظم الملتقى الأول بالعاصمة صنعاء
نظمت المنسقية العليا للثورة اليمنية "شباب" اليوم بصنعاء الملتقى الأول للمنسقية، تحت شعار "ثورتنا تغيير وبناء" احتفاءً بمرور ثلاثة أعوام على إشهارها بمشاركة رؤساء مجالس المنسقية في المحافظات واللجنة المركزية للمنسقية، بحضور وزير حقوق الانسان حورية مشهور، ووكيل وزارة النفط والمعادن عضو المنسقية شوقي المخلافي.
ويهدف الملتقى الذي يستمر يومين الى تقييم المرحلة الماضية للمنسقية، ومناقشة وإقرار مشروع المنسقية وآلية عملها للمرحلة القادمة، ودراسة الوضع العام الذي يمر به الوطن ووضع رؤية لمساندة الجهود لترجمة أهداف التغيير والحفاظ على المكتسبات. وفي افتتاح الملتقى أكدت وزير حقوق الانسان حورية مشهور أن إنشاء المنسقية جاء في وقت مهم جداً وكان لا بد من تنظيم العمل الثوري، لأن أطرافاً كانت تحاول إرباكه . وقالت " إن المنسقية لم تكن الوحيدة ولكنها كانت المكون الرئيس الذي قام بدور مميز في العمل الثوري وتواجدت في كل مكان". وتطرقت إلى المسار الثوري والدور الرائد الذي اضطلع به الشباب في الفعل الثوري، والتضحية لإنقاذ الوطن والعبور به إلى رحاب الدولة المدنية الحديثة.. مشيرة إلى أن عدد الشهداء تجاوزوا الـ 2000 شهيد إلى جانب نحو 29 ألف جريح . ولفتت إلى أن رعاية أسر الشهداء والجرحى مسؤولية الدولة وينبغي القيام بها على أكمل وجه.. مؤكدة على أهمية تكريم أسر الشهداء والاهتمام بها في مختلف المجالات، وكذلك الجرحى ومعتقلي الثورة. وقالت إن " ثورة الشباب ما تزال تواجه الكثير من الصعوبات والتحديات ويجب الالتفاف حول مخرجات الحوار الوطني والمضي في هذا الجانب، وكذا الاستمرار في العمل الثوري والزخم الذي كان في الساحات والذي يجب أن يستمر حتى تحقيق كامل أهداف الثورة". ودعت وزير حقوق الانسان الشباب إلى أن يكونوا قادة للسلام والبناء في المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن، وأن يكونوا قادة المرحلة في البناء والتنمية. وتابعت قائلة "هناك العديد من المؤامرات التي تهدد البلاد في أمنها واستقرارها وسيادتها وأمن المواطن، وهناك أطرافا ماتزال متمترسة خلف السلاح وهذا غير مقبول". وأضافت "المجتمع الدولي يقف مع اليمن وبقوة، وهذه الأطراف تحاول إرباك المشهد، وينبغي توصيل رسالة لهم أنه في الشأن الوطني ليس هناك شخص خاسر وشخص مهزوم". وأكدت ضرورة احتكام أطراف العنف إلى السلام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مشيرة إلى أن كل يوم يمر فيه الوطن بوضع غير آمن وغير مستقر فإن كلفته تكون كبيرة. واستطردت مشهور قائلة:" إن الاتجاه نحو بنود أخرى في إطار الفصل السابع لمجلس الأمن الدولي ومعاقبة المعرقلين سيشكل خطورة على سيادة الوطن"، لافتة إلى أن استمرار الصراع والعنف ووجود سلاح خارج سلطة الدولة سيضطر المجتمع الدولي إلى تطبيق بنود أخرى تحت الفصل السابع. وأكدت أن الحديث بأن قرار مجلس الأمن انتهك السيادة الوطنية غير صحيح فلم يتم المس بسيادة البلد وكان هناك بندين تحت الفصل السابع هددت أطرافا معينة بذاتها. من جانبه قال رئيس المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب) ياسر الرعيني :" إن ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية تواجه تحديين خلال المرحلة الحالية، يتمثلان باستمرار الفعل الثوري والاتجاه نحو البناء المؤسسي". وأكد أن الشباب ماضون بعزيمة لاتلين في استمرار العمل الثوري الذي أصبح اليوم حتمياً في ظل مساعي الالتفاف على ثورة الشباب، فضلاً عن أن التحول إلى الوضع المؤسسي المدني أمر ملح في ظل العملية الانتقالية اليوم والتحول الذي تشهده البلاد بعد مؤتمر الحوار الوطني، وهذا الأمر ينبغي مناقشته في الملتقى. وتابع: "نحن نعيش أخطر مراحل الثورة خاصة بعد مرحلة الإرادة الشعبية وانطلاق الثورة ثم الانطلاق نحو المرحلة الثانية وهي مرحلة التغيير المتمثل في ايجاد أسس حقيقية لدولة يمنية حديثة تأتي في مقدمتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل" .. لافتاً إلى أن وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني جاءت ملبية لتطلعات الثورة وهو ما ينبغي التركيز عليه خلال الفترة المقبلة. وأكد الرعيني أن تحقيق أهداف الثورة لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها وانما بايجاد بيئة حقيقية لدولة مدنية قائمة على العدالة والمواطنة المتساوية. وتطرق إلى ملفات أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين .. لافتاً في هذا الصدد إلى أن الملفات ماتزال مفتوحة، وأن المنسقية سعت جاهدة وبالتعاون مع وزارة حقوق الانسان إلى اتخاذ معالجات في هذا الجانب. واستعرض الرعيني مراحل تأسيس المنسقية التي تضم في إطارها عدة ائتلافات ثورية، مشيرا إلى أنه وخلافاً لثورات الربيع العربي فإن الثورة الشبابية في اليمن شهدت تحولاً مميزاً من خلال تشكيل ائتلافات ومأسسة العمل الثوري، وتنظيمه. وقال "ومن هذا المنطلق جاءت المنسقية لتكون إطاراً جامعاً في إطاره العديد من المكونات والائتلافات الثورية الشبابية، والتي ميزها أيضاً أنها جاءت عن طريق الانتخابات التي أجريت وسط ساحة التغيير وأشرف عليها أكاديميون وسياسيون وأديرت بآلية الكترونية". ولفت الرعيني إلى التزام المنسقية العليا لثورة الشباب بنسبة الـ30% للمرأة التي أقرتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. المدير التنفيذي للمنسقية صالح الفقيه، وعضو المنسقية وليد العماري اشارا بدورهما إلى أنه سيتم خلال الملتقى ، عقد ورش عمل تقدم خلالها عدد من أوراق العمل.. موضحين أنه سيتم في اليوم الأول مناقشة وإقرار تقرير المنسقية العليا للفترة الماضية، في حين سيتم خلال اليوم الثاني لأعمال الملتقى مناقشة ورقة عمل حول تطوير المنسقية وبنائها، والانتقال بها إلى مرحلة جديدة من البناء والتأسيس للعمل المؤسسي، وفي الجلسة الختامية سيتم إعلان الملتقى والبيان الختامي.