شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
حسين زيد بن يحيى

مثلث صناعة الازمات الجنوبية

السبت 12 أبريل 2014 09:51 مساءً
الدولة الوطنية الناشئة في الشمال 1918 م و في الجنوب 1967 م اعتمدتا في نشأتهما و تحديد هويتهما على قوة الشرعية الثورية أمر افقدها الالتفاف و الاسناد الشعبي لسياستيهما حيث فرض على الاولى عزلة كاملة و ادخلت الثانية دوامة الازمات المفتوحة ، لان ما يعنينا الجنوب تعود اسباب سقوط الخيار السلمي للاستقلال إلى كـون الرأسمالية و الحركة العمالية الناشئة في المستعمرة عدن و حواضر الجنوب ليس من ذات النسيج الاجتماعي المحلي بمعظمهما فأستحوذ الوافدين من الشمال و الغوغاء من ارياف عدن التفافيا  و قسريا  على الحركة الوطنية الجنوبية ، تراجع كتلة القوى المدنية و الحداثيه التقدمية و خاصة ( العدنية ) لصالح المستوطنين اليمنيين و المتطرفين الريفيين بما اعطى مؤشرات سلبية حول امكانية التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية تكون بمثابة منارة للتحديث بمنطقة الجزيرة العربية ، تراجع قوى التقدم عن صدارة المشهد السياسي العدني و الجنوبي افقد حماسة الادارة البريطانية للتهيئة لاستقلال الجنوب الذي دعت اليه مبكرا و طواعية منذ العام 64 م و قبل اندلاع اعمال العنف و الثورة المسلحة ، الطموحات السلطوية النفعية لمثلث صناعة الازمات الجنوبية القديم – الجديد ( القومية / الاشتراكي الرابطة تحرير باسندوة و الأصنج ) شجعت خبث المستعمرين على النكث بعهودهم و استخدامهم  مخالب ذلك المثلث كأداة للانتقام من شعب الجنوب في ردها اللا أخلاقي على بشاعة ما لحق بجنود المستعمر البريطاني  في كريتر / يونيو 67 م .
غياب الحامل السياسي المعتبر للحراك الجنوبي أغوى مثلث صناعة الازمات الجنوبية للتحالف مع القوى التقليدية الرجعية الشمالية ( الاصلاح المؤتمر ) سعيا منها لعرقلة  المكتسبات المتحققة للجنوب بتأييد المجتمع الدولي و قراره 2140 ، حيث ان امكانية التعجيل بالانتصار التاريخي للحراك الجنوبي لاتقف عند اسقاط نظام الرئيس صالح و شركاؤه في احزاب اللقاء المشترك لكنها تتعزز احتمالاتها أكثر عند  تقسيم  الرقعة الجغرافية الاجتماعية للقوى التقليدية شمالا ، حاجة وطنية جنوبية تلاقحت مع متطلبات   المصالح الدولية بالتحول المدني من خلال الدولية الاتحادية و نظام الاقاليم كمقدمة لابد منها لتفتيت الكتلة القبلية العسكرية المتأسلمة بالوهابية  السلفية التكفيرية الدخيلة على المجتمع اليمني الزيدي و الشافعي و  المعيقة لحركة التطور شمالا ، تقسيم الجنوب إلى إقليمين في حقيقته  شكلي  وتكتيكي  لمرحلة انتقاليه تؤسس لثقافة مجتمعية تعددية و مصفوفة قوانين مهمتها الاستراتيجية العودة للشرعية الشعبية المغيبة منذ نشؤ الدولة الوطنية في الشمال و الجنوب .
قوى التخلف في الشمال و مثلث الازمات الدموي  في الجنوب كلاهما يدرك حقيقة النتائج النهائية الايجابية و المحققة لطموحات الحراك الجنوبي الوطنية من التسوية السياسية الراهنة تحت رعاية مجلس  الامن الدولي  و تنفيذ الرئيس هادي ، ذلك التحالف الشيطاني يتخوف مستقبلا من المطالبات الشعبية بالمسائلة  عن جرائم الماضي لذلك اندفعا معا لإعاقة جهود الرئيس هادي  و المجتمع الدولي و مساعيهما للانتقال من الوحدة إلى الاتحاد بما يضمن المناصفة للحراك  الجنوبي مع الشمال بطيفه السياسي من المؤتمر إلى مشترك و ما بينهما  من مخضريه ، الجنوبيين البسطاء الذين عانوا الامرين ما بعد استقلال 67 م و احتلال 94 م يعلمون أنهم  الفئة المستهدفه من التسوية السياسية الراهنة التي تحرر الارادة الشعبية لتقرر مصيرها دون وصاية ، السلوك المتآمر للقوى التقليدية الشمالية و مثلث صناعة الازمات الجنوبية و التناغم في مساعيها التحريضية يفضح اصطفافها معا للحيلولة دون اتمام صفقة تفاهمات مشروعة بين قوى التقدم الشمالية و الحراك الجنوبي من جهة و الرئيس هادي من جهة أخرى لا نجاح التسوية السياسية .
الجنوبيون البسطاء أصبح لديهم الوعي الكامل ان من لم يأتي منه خيرا و سلاما للجنوب طوال الخمسون عاما الماضية لا يمكن ان يكون جزءا إيجابيا من حل القضية الجنوبية ، كذلك يتوافق الجنوبيون على أن الوطن لكل ابناءه الذين انتمائهم وولائهم للجنوب حصريا و لا تشوبه   شائبة ولاء الالتزام للأنظمة الداخلية للأحزاب التي رأسها في صنعاء أو دول الجوار ، ما بعد القرار الأممي 2140 توضحت الرؤية للجنوبيين أن لا مشكلة لديهم مع الرئيس هادي و أن خلافهم مع الاحزاب اليمنية  أمثال : الرشاد و  المؤتمر و النهضة و الاصلاح و الاشتراكي و الرابطة و البعث و الناصري و حراك صالح في التواهي و حراك المشترك بالمكلا .. ألخ .. ،  فقط تلك الاحزاب السياسية اليمنية و اذيالها الحراكية  هي العائق أمام مهمة تأسيس اسس الدولة الاتحادية و الندية الجنوبيه بالمناصفة للحراك و جماهيره في السلطة و الثروة التي تمهد فرص استعادة الجنوب وطن  وِهوية بأسرع وقت و أقل تكفله .
*خور مكسر / العاصمة عـــدن  12  /  4  / 2014
*منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن