الشهيد عبدالناصر.. الرجل الذي يجعل للبندقية زخم
ان يموت الانسان وهو يؤمن بعدالة قضية، ذلك شيء استثنائي ايا كانت القضية، وان يذهب الانسان للموت وهو يؤمن بقضية عامة للناس جميعا "قضية وطن" فذلك امر استثنائي عظيم، فكثير ممن يناضلون في سبيل ذلك، لكن قليلون من لديهم الشجاعة للذهاب الى الموت في سبيلها، وذلك شيء استثنائي وعظيم.
قليلة هي المرات التي صادفت فيها "عبدالناصر"، ودائما لدقائق معدودة، لكنه دوما يترك انطباعا جميلا في النفس لمجرد قراءة ابتسامته التي لا تنقطع لطالما كان يستقبلني باهتمام عفوي ووجهه بشوش محبب الى النفس، هو يفعل ذلك مع الجميع، واستطيع الجزم أنه يترك ذات الاثر لدى الجميع، الامر ينم عن خلق جيد في التعامل مع الناس، وانسانا جميلا، وبسيطا وصادقا للغاية في حديثة وتعامله، ولطيفا لدرجة لا يمكن من خلالها معرفة ان خلف تلك الابتسامة الدائمة والشخص والودود، رجلا صلدا كالصخر، وشجاعا للغاية، ذلك ليس رأيي فحسب. جميع من عرفه وشاركه المواقف في ساحات الحراك الجنوبي والايام الملتهبة يقولون ذلك.
هو من نوع الرجال الذين يعطون للبندقية زخم، وعندما يمضون، يمضون وهم لا يملكون غير ندبات الشظايا والرصاص منحوتة على اجسادهم.
ليس "عبدالناصر" صديقي الذي قضيت رفقته سنوات طوال، فهناك فارق زمني بسيط بين جيلي وجيله وبين طبيعة ومكان عملي وحياتي وبينه، ما يجعلني أصادفه في مرات نادرة، لكن المؤكد انه من نوع الاشخاص الذي يجعل المرء يكون صديقه.
خلال السنوات الاخيرة ومنذ بدء الحراك الجنوبي في عام 2007م عاش حياة مفعمة بالمشقة والكدر والرهق ويعلم الجميع أقلها في محيطه الاجتماعي والجغرافي، انه خاض الكثير، واضافة الى أنه عاش حياته تحت وطأة هموم صعوبة الحياة ومشقتها، فقد كان يحمل هما وطنيا صادقا وببساطة، لكنها حاسمة وراسخة، لقضية عامة "الجنوب" حتى اللحظات الاخيرة من حياته.
وامثال عبدالناصر يستقبلون الرمق الاخير من حياتهم وهم معلقين في اطارات وقضايا عامة دون ان يشعر بهم كثيرون، ذلك يدعو للشعور بالحزن والألم أحيانا كثيرة، لكن عزائنا في ذلك، ان "عبدالناصر" وأمثاله لا يهتمون بذلك، فالمواقف التي اختبرها وشارك فيها في المقدمة، تؤكد انه من نوع الرجال الذين يختارون طريقهم وهم يدركون ذلك جيدا، ويدركون اننا في هذا الزمن الذي صار الكاذب المتحذلق مناضل، والمهذب عليه أن يتعلم الصفاقة، وإلا فلا مكان له في فضاء غطت الغربان كل مساحاته. وذلك بحد ذاته اغتيال بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكن عبدالناصر لا يهتم.
ان يذهب رجلا للموت في زمن كهذا، دون ان يكون بحاجة لأن يقال عنه شيء، او حتى يذكر دوره ويقال انه فعل وفعل، فهذا وحده يجعله في مصاف الابطال والرجال الكبار والاشداء الزاهدين، كما أن تلك القيم لا يعلمها تعليما لأحد، فقط تزرع في غرارة وعمق النفس البشرية النقية والصلبة ذاتيا ،وهذا ما يسمى معدن الرجال..
انخرط عبدالناصر في مسيرة النضال الجنوبي منذ ايامه الاولى، لكنه ثابر في ضل اصعب الظروف واحلك الايام، فعايش المحن، واحداثا واياما شاقة، لا يدركها كثيرون، وما أكثرها مواقف، خاضها في زمن موجوع من أبنائه قبل أعدائه!!
وهذا ما ينبغي ان يدركه الجميع ليس لشيء، وليس لأن عبدالناصر من نوع الاشخاص الذين يحبون ان تروى عنهم قصص وحكايات البطولة، فكما قلنا هم لا يهتمون، لكن اقلها لتقديم الاحترام والاجلال والتقدير الذي يستحقه الرجال الشجعان والابطال الحقيقيون.
لم يكن عبدالناصر ضمن فصيل او تنظيم حراكي او مرتبط بتيار ما، لينال موقعا، او ليبحث عن حظوة او جاها ملحقا.. كان فقط ينتمي لقيم وقناعات بسيطة وعميقة كثيرا، لتدفعه للذهاب إلى الموت مرات عديدة.
كما لم يكن يوما ما مجرد ناشط سلمي يجوب الشوارع ليلا ونهارا ويردد شعارات الحراك التي يرددها اليوم معظم الجنوبيين، بل اضافة الى ذلك الذي كان يفعله منذ الايام الاولى للحراك. كان ايضا يعبر عن نفسه وقناعاته في مراحل اكثر مشقة، ومواقف اكثر خطورة، واكثر تأثيرا واهمية لقضية الجنوب وحراكها.
اذ كان في مقدمة الصفوف، حين يتوارى الكثيرون او يلزمون الصمت، وكان يجاهر بـ(لا) في متارس الموت برفقة عدد قليل من رفاقه، ولم يكتفي بدور عادي، يقيه وزوجته واطفاله مخاوف النهاية، او ليال من الترقب والقلق من ان يعود سالما او جثة هامدة، كان يؤدي دورا كبيرا برفقة عدد قليل من الرجال، وهي الادوار التي ساهمت بدرجة رئيسة في بقاء جذوة الكفاح والنضال الجنوبي، ولولاها ربما لما استمرت اناشيد الحراك. لكنه كان يفعل كل ذلك بصمت فحسب.
الناس أنواع وأصناف، منهم من يبيع البندقية، ويشترى سيارة. ومنهم من يتمسك بها ويدأب علي صيانتها خوفا من الأيام الحالكة وعبدالناصر أحدهم، وبالتالي كان احد الذين شكلوا ملحمة المقاومة والصمود "للقضية" في الايام الأصعب، والمنعطفات الاخطر في مسيرة الحراك الثوري.
فهناك مراحل من عمر الحراك ضرب نظام صنعاء وجيشه طوقا فولاذيا وحصارا خانقا على الحراك في جميع مناطقه النشطة ونجح في ذلك، لكن ردفان شكلت عمقا استراتيجيا للحراك ومسيرة النضال الجنوبي خلال تلك الفترة، بفعل مقاومتها للحصار حتى تمثلت كقلب نابض للحراك ورمزية لاستمراره او توقفه.
ولامجال حينها لتسيير مظاهرات سلمية، ويتوجب الاعتراف والاقرار أنه لولا مقاومة رجال اشداء وشجعانا جعلوا للبندقية زخما، وفي وقتها الصحيح لكان افل وهج النضال الجنوبي في طريق اخماده.
لذا الحتمي الذي يجب الاعتراف به ونحته في صفحات التاريخ هو ان الشهيد عبدالناصر احد اهم الرجال الذين شكلوا دوما الفارق والفاصل الحقيقي، للقضية الكبيرة (الجنوب)..
من خلال تصدر المشاهد الاصعب في ردفان وبعدها يافع والضالع وغيرها، رفقة عدد من زملاءه الابطال، اذا هو من الرجال من الذين يجعلون للبندقية زخما، في التوقيت الصحيح، ربما لولا ذلك لم يكن هذا الوضع القائم للحراك موجودا اليوم، ولما فتحت ساحات النضال السلمي امام الجميع.
ايضا كان دوما في المقدمة، حين كانت جيوش الغزاة، القادمين من خلف الحدود، تقرر تصفية حساباتها مع الصمود الحراك الثوري بردفان، لم تكن حينها تشكلت الثورة بوضعها الحالي، وما كانت تشكلت، بل لكانت هوت حين تهاوى الجميع، ان كنتم لا تتذكرون...!ّ! ولابد للناس ان تتذكر ان حراك الامس الذي كانت ردفان تشكل العمق الحقيقي للبقاء، ليس هو حراك اليوم.
واليوم ووسط موج متلاطم من التقلب والانتشاء بزخم الحراك وتوسعه رغم الإحباط احيانا كثيرة، من حقنا أن نفخر بنوع الرجال الذين اخذوا على عاتقهم ذلك الجزء الاهم والاصعب، في سبيل استمرار زخم حراكها.
لا يدرك ذلك كثيرون، او يتغافلون عنه، بعد ان صار الجميع بإمكانهم التبجح ببطولات هلامية. وربما كثير من الناس لا يفهمون تلك المنعطفات واهميتها، واهمية وحجم تلك الأدوار التي لطالما شكلت الفارق.
ان فقد رجل من هذا الطراز،هو فقد كبير للجميع، ولثورة الجنوب، وان كان هناك من لا يبالي، أو يقلل من شأن تلك الادوار والمواقف وهذا النوع من الرجال سيعرفون حين تشتد المحن، وربما ان محنة الجميع حاليا هي عدم معرفة وفهم اهمية ما يقدمه رجال كعبدالناصر، خصوصا في ضل ثورة تمر عليها مراحل من الانشغال في التهريج والتسابق.
وان عزائنا واحبته ورفاقه ومن عرفه عن كثب في تلك المواقف، ان عبدالناصر وامثاله لا يهتمون بذلك، فهو ليس من هواة قصص البطولة تروى عنه، في كل موقف يخوض فيه.
وكونه لا يهتم، فهو درس اضافي يقدمه الشهيد عبدالناصر ومن شابهه وهم قلة، للجميع عن حقيقة النضال والتضحية في سبيل الاوطان، ورسالة لمن يصنعون ملاحم الشجاعة الوهمية، ودواخلهم خواء.
وبما لا يدع مجالا للشك يؤكد ذلك ايضا عن حقيقة هذا النوع من الرجال، كونهم ليسوا شبانا عاديين على الإطلاق، من يقحمون انفسهم في مواجهة الموت، في زمن يكثر فيه الاوغاد والتراخي والشتات والذاتية وسرقة الادوار، بل من هم يمتلك الكثير من الشجاعة وخلفية ضخمة من القيم والقناعات الوطنية العميقة للغاية، لن نجدها لدى معظم الناس داخل الحراك نفسة!!
اجزم واقسم الف مرة انها الحقيقة، وليس هناك امرا مبالغ فيه إطلاقا، ومن يختار ان لا يصدق ذلك او يقلل من شأن حقيقة كهذه، عليه ان يختبر تلك المواقف بنفسه، ويختبر قدرته على الثبات، وهو محاط برائحة البارود، والموت يراقبه عن كثب على بعد امتار. فليختبر ذلك من قد يقلل من قيمة وبسالة اولئك الرجال كعبدالناصر.
لا أقول شيئا هنا لكونه بالإمكان الايفاء بحق هؤلاء الرجال، ذلك ليس بالإمكان، وليس للكتابة طاقة ووسع لاعطائهم جزء من حقهم.
هي فقط كلمتي المتواضعة اسجلها شهادة شخصية للتاريخ، خصوصا ونحن في مرحلة، يكثر فيها التنطع والثرثرة، عن ثورة السلاح، من قبل قطعان الادعياء.
فالسلاح بالنسبة لعبدالناصر وامثاله ان كان لزاما وضرورة، كان له وظيفة واحدة فقط، وهي ليست ان يكون مصدرا للتباهي أو الجاه، أو تعويض شعور بالنقص، كما يتفشى اليوم في اوساط حراكنا، بل كان يمثل لهم الحد الفاصل.. ما بين نكون او لا نكون.. وسيلة الحسم.. في مراحل حاسمة.. وكان في خدمة الناس ايضا، وملكية جماعية لا شخصية, كما هو لدى هواة اغتناءه والتباهي به من جماعات الثرثرة وبطولات الوهم.
شاء الادعياء او ابو وحدهم امثال عبدالناصر من يبعثون في الارض والنفوس رائحة إرث الانتصار، ومجد الأجداد الذين لم يبالوا بالمحن، واحتقروا متاع الدنيا والدنيا بظلمها وقسوتها. في سبيل قناعاتهم بقضايا الاوطان.
لذا ربما لن يفهم كثيرون او يدركون معاني وقيمة، ان هناك من يذهب للموت كعبدالناصر وهو لا يملك غير ملابسه العتيقة.. وتلك البندقية يحملها، لكنهم يرددون دوما في اعماقهم "ان كان الموت فليكن".
وان هناك من يعرفون معادن الرجال الحقيقيون، مازالوا موجودين، يتقاسمون آلام الفقد الجلل، لأنهم عرفوا وخبروا الرجال جيدا. ويروون لمن يريد ان يعرف او يسمع روايات عن الشجعان والابطال، حقيقية، لا قصص الوهم والخيال.
تحية اجلال أيها الرجل الصلب عبدالناصر او "عبده" كما يناديك الجميع، لك ورفاق دربك، الذين عرفوا جهادك، وصمودك، واعجبوا باستبسالك في سبيل الجميع.
تحية اجلال من الواقعين على ضفتك وهم من يعرفون معدن الرجال، وممن يعرفونك ويفهمون مواقف الكفاح والتحدي الحقيقي، ولحظات المجد، فهؤلاء أنت بطلا لهم، والكثير من المستضعفين الذين سُلبوا حقوقهم، واضطُهدوا في ديارهم، وحرموا من العيش بكرامه، وهم أبناء الوطن المثخن بالجراح، وطن الدماء والدموع.
وهي ضفتك التي "تنتمي اليها"، ضفة البطون الفارغة والاجساد النحيلة الممتلئة بالكرامة عن آخرها، حيث الفداء والشهداء. ولا وجود للسماسرة وتجار الاوطان، في هذه الضفة والأمكنة المسلحة بخرسانات القيم الوطنية المتينة.
وما هذه الاسطر الا للتذكير فحسب، ورسالة موجهة للأغرِار ممن يدمنون الهلوسات والزيف، والذين يتداولون احاديث الحقارة، فأولئك هم الواقعون في اطار الضفة الاخرى الموبوءة من هذا الوطن -ضفة اشباه الرجال- والادعياء من يمتهنون الثرثرة، لكنهم ايضا ورغم انهم كذلك سيتذكرونك رغما عنهم، وسيقتصب اسمك مخيلاتهم عندما تشتد المواقف وتحتدم، ولن يكونوا ضمنها مثلك، لأن لا شجاعة وايمان لديهم مثلك، لذا سيشعرون بدواخلهم انهم مجرد كومة من الجبن والحقارة.
فنم ايها الرجل المظلوم والشجاع، في ازمنة الرعاع، ما زال هناك ايضا رجال حقيقيين موجودون، زرعت تضحياتك وشجاعتك فيهم روح التحدي، ربما لا يلحظهم احد او يسمعهم احد فحسب، هذا لأنهم مثلك تماما، صامتون، هؤلاء سينتصرون لك وقضيتك يوما ما.
كما لازال هناك أخوتك التسعة ساهرون على حلمك في وطن ينعم بالكرامة، رغم الحزن "الشجاع" يجتاحهم، وهو نوع الحزن الذي لا يثني هاماتهم.
ويا "رأفت وجمال وعبدالحليم ويوسف ومحمد وحمزة وألفت" لا تحزنوا لأن عبدالناصر ورفاقه قد حسموا امرهم مسبقا واختاروا صهوة المجد الحقيقي الصامت، فيلكن الموت اذا.
وان عجل برحيلك ايها الرجل الشجاع عبدالناصر، الا انك ستكون مع رفاق دربك، الشجعان ممن سبقوك كـ(الابطال: ابى وليد البطل محمود علي عبيد، والزيتونة، وطوئرة، والفتى الشجاع الصهيبي، ووالدة البطل محسن الصهيبي والبطل الشاب عباس طمبح.. وقائمة من الرجال الصناديد....) الذين سنكتب عنهم جميعا اسطرا اخرى، فردا فردا، في تناولات قادمة وان كانت "اسطرا ركيكة امام هامات سامقة" مثلهم ومثلك.
ويا سماسرة الارض والاوطان، والناعقون بملاحم الشجاعة الوهمية، تذكروا أن الرجال الشجعان يعيشون ويضحون ويرحلون بصمت.
فتذكروا دوما، من حمل البندقية في الموقف الحق... ومن لم يهرب.. من كان يبقى في مواقف الحسم... تذكروا فقط لتخرس ثرثراتكم ولتكفوا عن شطحاتكم الكلامية حول الثورات المسلحة والقتال, كفوا لا تسموعنا كلاما، فقط كونوا صمتا وموقف ان اردتم ان تكونوا أبطالا.
وسلاما عليك عبدالناصر، وسلام عليكم جميعا رفاق دربه.
وسحقا وألف لعنة للبنادق الغادرة، التي تحملها الايادي المرتعشة، فوحدها التي توجه بليل صوب الشجعان أمثال عبدالناصر احمد حسين الداعري.
نبذة عن الشهيد البطل عبدالناصر..
الشهيد: عبدالناصر احمد حسين الداعري
من مواليد ١٩٧٢م متزوج واب لسبعة اولاد ستة ذكور وبنت، ينتمي لأسرة كبيرة قوامها ١٥فردا عشرة ذكور، وخمس اناث وترتيب الشهيد بينهم السادس.
درس الابتدائية في مدرسة الشعلة، في وادي ذي ردم، بردفان، حبيل جبر، التحق بالجيش الجنوبي عام ٨٥م وبعد احتلال ٩٤ تم اقصاءه من عملة ضمن "خليك في البيت" -حسب التعبير الشائع في الجنوب- على الرغم انه مازال في ريعان شبابه. وكذلك هو ما حدث أيضاً معظم اخوانه وجميعهم كوادر عسكرية وتربوية وادارية مؤهلة، كان مصيرهم الاقصاء او التسريح القسري.
شارك الشهيد عبدالناصر في جميع المظاهرات والفعاليات منذ بداية الحراك الجنوبي، الى آخرها وكان من ضمن المقاومين لتوسعات الجيش واعتداءاته على المواطنين واراضيهم، والتوسع في استحداث النقاط العسكرية ونشرها في الطرقات، في محاولة لإطفاء زخم ثورة الحراك الجنوبي السلمي في ردفان ومحاصرته عسكريا، ما أدى الى اندلاع اشتباكات بين الجيش ومقاومين من ابناء ردفان، كان الشهيد ضمنهم، ونتج عن الاشتباكات المسلحة محاصرتهم للقطاع العسكري الشرقي بالحبيلين واجبرت قوات الجيش الاحتلال خلالها على المغادرة.
وقبلها كانت بداية تلك محاولات جيش الاحتلال التوسع من خلال السيطرة على اهم المواقع العسكرية في ردفان منها جبل لحمرين المسيطر على مناطق ردفان، والمطل على مناطق يافع والضالع وحتى العند أدى إلى رفض ابناء ردفان لتلك التوسعات الخطيرة التي هدفها السيطرة على المنطقة واخماد الحراك عسكريا، الى اندلاع معارك استمرت اسابيع بين قوات الاحتلال ومقاومة تشكلت من عدد من ابناء ردفان كان من ضمنهم الشهيد عبدالناصر.
شارك الشهيد عبدالناصر في معارك منطقة الملاح بردفان، وكان ضمن المقاتلين في معارك جبل العر، التي ادت إلى إخراج قوات الاحتلال من جبل العر.
في 2011م اصيب خلال هجوم شنه وعدد من رفاقه المقاومين، منهم محسن طؤئرة ومحسن الصهيبي خلال هجوم على موقع عسكري شمال مدينة الحبيلين، واصيب خلالها الشهيد عبدالناصر فيما استشهد طوئرة والصهيبي.
في فجر ١٣ يناير ٢٠١٤م تعرض لكمين في احدى طرقات الضالع عندما كان في طريقة للمشاركة في تشييع شهداء مجزرة مخيم العزاء بـ "سناح"، وكانت ايضا مناسبة احياء ذكرى التصالح والتسامح، واصيب بعدة طلقات، أدت الى استشهاده
مخلفا وراءه أرملة و6 اولاد ذكورا وفتاة واحدة، هم: "رأفت وجمال وعبدالحليم ويوسف ومحمد وحمزة وألفت عبدالناصر احمد حسين".
رقد الشهيد عبدالناصر احمد حسين "جعول" رقدته الاخيرة بتاريخ "13 يناير 2014م"، لكن كغيره من رفاقه ممن سبقوه كانت رقدتهم في سبيل ان لا يرقد المسير من بعدهم، ولا تنطفأ جذوة النضال والانتصار للوطن.
********
- 25مارس 2014م