صحوةوتطهير الجيش( 2 )!!!
ولأن القوى( العسكرية-القبلية) التى تمكنت من اعتلاء السلطة في يوليو78(أو استعادتها بالأصح) كانت تعرف أن الخطر الأكبر الذي يهدد طموحها وأطماعها يأتي من داخل الجيش ومن آولئك القادة والضباط ومنتسبي الوحدات الوطنية ،الذين كانوا متشبعين بالروح الوطنية والإنتماء والتضحية ،وكانوا يقفون جنبا إلى جنب مع قائد المشروع الوطني الرئيس الشهيد/ الحمدي ....ولأن تلك القوى-العسكرية منها- أيضا كانت تنتمى إلى الجيش ،فبالتالي كان من السهل عليها التخلص من كثير من تلك القيادات الوطنية لمعرفتها المسبقة بها وبولائها للوطن والشعب ،فاستخدمت معها الكثير من طرق الترهيب والترغيب لإسكاتها واخضاعها وشراء الولاءات والذمم ،لإدراكها بعدم اقتناع تلك القيادات بماحدث ،ناهيك عن تربع تلك القوى على كرسي الحكم ،وهو ما لم تكن ترضى به الكثير من القوى المدنية أيضا والتى حاول بعضها( الناصريون) الإنقلاب على سلطة78 ودفعوا ثمنا باهظا نتيجة فشلهم في ذلك ،وكان أحد أسباب فشلهم غير الخيانة التى مارسها البعض واستلموا ثمنها لاحقا هو عدم تغلغل تلك القوى المدنية (الإنقلابية) داخل الجيش بشكل كبير خصوصا بعد مرور أكثر من سنه على اغتيال الشهيد /الحمدي ....وقيام قوى الحكم آنذاك بتغيير خارطة القيادات وتمركز الوحدات لصالحها ،مما أفقد تلك القوى الإنقلابية عوامل الحسم والتغيير ،ومكن قوى السلطة والحكم من إفشال تلك العملية التى كان هدفها استعادة المشروع الوطني والثأر لإغتيال الشهيد/ الحمدي