شركة عدن للأمن والسلامة

  

متفرقات
البيض
اقرا ايضا

الرئيس البيض قاهر المحتلين

عدن اليوم - خاص | الثلاثاء 01 أبريل 2014 01:47 صباحاً

ليس ثمة من ينكر أن الجنوبيين وعلى رأسهم الرئيس علي سالم البيض حينما قرروا الدخول في الوحدة اليمنية عام 1990م ،كان هدفهم الأول والأخير من هذه الخطوة التي قد يراها البعض بأنها متسرعة بعض الشيء وغير مدروسة ،كان هدفهم بناء دولة يمنية حديثة موحدة على أسس من العدل والحرية والديمقراطية والمساواة بين أفراد هذه الدولة .

والفضل كما شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء في إتمام وإعلان هذه الوحدة يعود لله تعالى ثم لجهود وتضحيات أبناء الجنوب عموماً وفي مقدمتهم الرئيس البيض الذي فضل التنازل عن منصبه في الجنوب كأعلى حاكم ليكون نائب للرئيس في دولة الوحدة المنتهية في صيف عام 94 م.

قدمت الجنوب لأجل هذه الوحدة ما لم يقدمه أبناء الشمال لأي بقعة جغرافية جنوبية طيلة أكثر من عقدين من الزمن ! فالجنوبيون هم من تنازل عن العملة المعززة والتي كانت تعادل ما يقرب من 2 دولار أمريكي ، بل كان الدينار الجنوبي يعادل الدينار الكويتي الذي يعد أقوى عملة حالية على وجه الأرض .

ناهيكم عن الجيش الذي قدم على طبق من ذهب لهذه الوحدة،والمؤسسات الحكومية المختلفة ،والأرض الجغرافية الشاسعة التي لم تكن الشمال تمثل أمامها سوى بقعة صغيرة جداً احتوت على صراع قبلي مرير منذ القدم ولم ينتهي إلى يومنا هذا .

الهجوم الشنيع الذي يشن على الرئيس علي سالم البيض لم يكن وليد اليوم أبداً ، بل يمتد لما قبل عام 1994م أي قبل الحرب،حيث تعرض الرئيس البيض لأبشع الانتقادات والتحريض من قبل السلطات الحاكمة في صنعاء ، وصل الأمر ببعضها لمحاولة اغتياله في عدد من المواقع التي كان يتواجد بها .

يقول أحد الحراس الشخصيين للرئيس البيض في معرض حديثه عن المكائد التي تحاك الآن ضده ، يقول هذا الحارس " ص . س.أ." أننا كنا برفقة الرئيس البيض في صنعاء في لدى وصوله إلى بيت علي عبدالله صالح  الذي كان يمثل رئيس اليمن الموحد بحضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكان هناك اجتماع مرتقب في القصر الجمهوري فما أن وصلنا إلى باب القصر حتى أوقفونا حراسة علي صالح ولم يسمحوا لأحد بالدخول سوى الرئيس البيض، مما جعلنا نشك في الأمر لخوفنا على الرئيس البيض فشهرنا أسلحتنا في وجوههم فارتعبوا هؤلاءِ الحراسة في قلب عاصمتهم ودخلنا عنوة رغماً عن أنفوهم ،فنظر الرئيس البيض إلى ياسر عرفات وقال له أنظر كيف يعاملوننا وكان ذلك عام 1992م.

لم تتوقف عملية التحريض على الرئيس البيض منذ ذلك الحين ،لا سيما بعد إعلانه في عام 2009م وقوفه الكامل إلى جانب شعب الجنوب في صراعه مع المحتل ،حيث زادت وتيرة التحريض والاتهامات التي تكال للرئيس البيض الذي يقول عنه حميد الأحمر أنه رجل شجاع وصادق وهو أكثر من خدم الوحدة وقدم لها .

من يتمعن في وجوه الذين يقودون نظام صنعاء الآن عندما يتم ذكر الرئيس علي سالم البيض يدرك تماماً بأن الرجل لم يعد بالأمر الهين على هؤلاءِ القوم ، بل أصبح من أقوى العوامل التي تهز مضجعهم بصرف النظر عن اتفاقنا واختلافنا معه ،إلا أنه بات ينغص عيش المحتلين من خلال ثباته وصدقه مع شعبه وإخلاصه لقضيته على الرغم من كل الضغوط التي تُمارس عليه من أطراف محلية ودولية .

قصتي مع دكتور تابع لأحد الأحزاب السياسية في الجامعة فعندما يبدأ بالحديث عن القضية الجنوبية وتهجمه على أبناء الجنوب بأنهم عنصريين ويخدموا أطراف خارجية،حينما أتدخل في النقاش يبدأ يستمع لما أقول بصدر رحب كما يظهر لنا ذلك،ولكن عندما آتي إلى الرئيس علي سالم البيض وأتحدث عن تضحياته التي يريدون تغييبها يبدأ بمقاطعتي ويصرخ ويتهجم على الرئيس البيض بأبشع الكلمات بل يصل الأمر بها أن ينهي المحاضرة على حالة هستيرية لا تعقل من رجل أكاديمي ! وهذا ما يؤكد بأن الرئيس البيض بات من أشد أعداء هؤلاءِ الجماعة الذين يحالون جهدهم النيل منه كونه وقف ببسالة مع شعبه على غير موقف بعض القادة الجنوبيين المتلونين كالحرباء في وضح النهار .

عبدالجبار عوض الجريري