ثورة الجنوب.. ديمومة وتصاعد نضال الشرفاء
أنها ثورة وليست مجرد حدث عابر، جاء لمجرد ظرف معين، حتى يظن البعض أنهم بمقدورهم انهائها متى شاءوا واقامتها وفق ما تقتضيه مصالحهم الشخصية..
أنها ثورة تمتد لسنوات كثيرة قامت على هدف تحرير واستقلال الجنوب، ولم تقم وفق رغبات شخصية أو مجرد مناكفات سياسية أو منافسة حزبية أو للمطالبة بوظيفة ومشروع تنموي أو حالات ضمان اجتماعي وما شابه ذلك.
اندلع الحراك الجنوبي كانتفاضة شعبية سلمية في العام 2007م، ولم يأتي وفق رغبات شخصية بقدر ما هو إرادة شعبية ترجمت مطالبها الوطنية السياسية التي نشأت بسبب احتلال الجنوب في العام 1994م بثورة لا تزال تتصاعد حتى اليوم، وعمدت هذه الثورة بقوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين ومعاناة طائلة عاشها ويعيشها شعب الجنوب.
أنها ثورة لا ترتبط بمصير شخص أو مشروع يأتي من خارجها وسقوط هذا أو أولئك وتبديل مواقفهم وتنازلهم وتخليهم عن المبدأ لا يعني نهاية الثورة، التي أضحت قادرة على مواجهة الأعاصير والصمود في وجه المؤامرات مهما بلغ شأنها، فالثورة المجسدة بدماء آلاف الشهداء والجرحى تمضي تؤمنها إرادة شعبية يستحيل النيل منها..
ثورة الجنوب وجدت لتبقى وترتبط هذه الثورة بحق سياسي قانوني تستمد قوتها من مشروعيتها المتأصلة والمرتبطة بوثاق الانسان والأرض والجغرافيا والهوية المغتصبة وهذه مجملها عناصر الفكرة التي ولدت الثورة منها.
الثورة الجنوبية ليست مكونات أو فصائل سياسية أو مراكز قانونية أو أشخاص بقدر ما هي حقيقة واقعية وإيمان بسمو الهدف الذي سيتمسك به الجنوبيين الشرفاء.