حكومة الانحياز الحزبي !!
لا اعتقد أن هناك حكومة تحترم ذاتها جيداً وتحترم شعبها وقرار اختيارها لتسيير أمور ذلك الشعب بما يتماشى مع مصالحه تسعى لإشعال الفتن وإثارة الأحقاد بين المكونات السياسية للبلد أو تحاول الانحياز لحزب أو جماعة ما تؤطر حركتها وتفرض عليها نسقاً معيناً في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية الحاسمة وتفرض عليها أيضا دعمها المادي والمعنوي .
ولكن الحكومة في بلادي بددت تلك الحالة من عدم الاعتقاد وفعلاً انحازت إلى طرف ما أو بالأصح حزب ما انبثقت منه وفرض عليها نسقاً معيناً في التعامل مع أطراف أخرى هي على خلاف معه متناسيةً أنها مخولة بإصلاح وتنظيم أمور المجتمع كاملاً بغض النظر عن انتماءات أفراده أو معتقداتهم الدينية أو آراءهم الخاصة .
وقد جسدت هذه الحالة من الانحياز في الحرب الأخيرة التي خاضتها الحركة الحوثية صاحبة الفكر الامبريالي الهادف إلى تكوين دولة تحمل ملامحها الخاصة التي سترسم من قبل قياداتها على مشارف العاصمة صنعاء مع بعض رجال القبائل المجاورة للعاصمة والذين ينتمون إلى حزب ذي نفوذ قوي على الحكومة الحالية فقدمت لهم بموجب ذلك الدعم المادي والمعنوي ابتداءً بإرسال بعض المقاتلين الذين ينتمون إلى دور القران التي يتحكم بها ذات الحزب بدعم حكومي إلى مشارف صنعاء للقتال جنباً إلى جنب مع رجال القبائل ضد الحركة الحوثية وانتهاءً بإرسال قوات عسكرية تنتمي إلى الفرقة الأولى مدرع والتي تخضع هي الأخرى إلى سلطة أشخاصٍ ينتموا إلى ذات الحزب الذي استخدم الدين المفسر وفق رغباتهم في مسألة الحشد .
وعلى ما بيدو أن الحكومة لا تعلم أبدا خطورة العمل الذي قامت به فوقوفها إلى جوار هذا الحزب على حساب البقية في صراعه الشخصي مع أطراف أخرى سيوسع من نطاق معارضيها ومعارضي هذا الحزب وسيخلق جو من الصراع المستمر بين هذه المكونات السياسة مما يحول دون الاستقرار السياسي الذي تنشده الحكومة .
فإذا فرضنا أن الدولة تقوم بهذا العمل لأنها متخوفةٌ من فكر الحركة الحوثية لمَ لا تواجههم بسيادتها الشرعية وبصفتها الحكومية؟