المملكة المغربية تعزز شراكتها الاقتصادية الأفريقية بتوقيع(21) اتفاقية مع غينيا
عززت المملكة المغربية شراكتها الاقتصادية الأفريقية بتوقيع(21) اتفاقية للتعاون الاقتصادي مع غينيا، وذلك على هامش زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى كاناكري ضمن جولته الأفريقية.
وتتعلق هذه الاتفاقات بقطاعات مختلفة: الصيد البحري والزراعة والتجارة والسياحة والطاقة والمناجم والمياه وتنظيم المدن، والفلاحة، والبنية التحتية.
وجرى التوقيع على تلك الاتفاقيات في مراسيم رسمية ترأسها كلا من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الغيني فخامة السيد ألفا كوندي، امس الاول بالعاصمة الغينية كوناكري .
وأكد المجلس المغربي للتجارة الخارجية أن غينيا من خلال موقعها الجغرافي يمكن أن تتيح للمغرب ولوج سوقين إقليميين هما الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) اللذين يمثلان على التوالي 80 مليونا و300 مليون مستهلك.
واجرى الزعيمان قبل ذلك محادثات مغلقة هي الثانية منذ وصول العاهل المغربي بعد الظهر الى كوناكري حيث اقيم له استقبال شعبي شارك فيه الاف الاشخاص على طول الطريق الممتد من المطار الى وسط المدينة في كوناكري.
وفي كلمة بعد توقيع الاتفاقات، قال الرئيس كوندي ان قصر الامم الذي يضم الابنية العامة والقريب من القصر الرئاسي، اصبح يحمل اسم محمد الخامس، على اسم جد العاهل المغربي محمد السادس.
واضاف كوندي ان هذا المجمع بني في بداية التسعينيات كان "شاهدا على بعض الاحداث الكبرى" في تاريخ غينيا وبعد ان تعرض للقصف خلال تمرد عسكري عام 196 ترك "على حالته لمدة 15 عاما".
واوضح "مند عام وبفضل شركة مغربية اعدنا اعمار هذا القصر وان الملك محمد السادس هو اول شخصية تنزل في هذا القصر". وقال ايضا "اتفقنا على اعطاء اسم القصر شخصية من القارة لعبت دورا كبيرا في تحرير ووحدة افريقيا انه الملك محمد الخامس".
وأضاف الرئيس الغيني، أنه بفضل مهارة وخبرة المقاولة المغربية، كنا قادرين على إعادة بناء هذا القصر الذي أصبح اليوم يحمل اسم الراحل محمد الخامس.
وقال الرئيس ألفا كوندي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك لغينيا " لقد ساندت غينيا على الدوام، ومنذ عهد الرئيس الحاج أحمد سيكوتوري ، الموقف المغربي بشأن الصحراء. فغينيا تساند مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب".
وأضاف الرئيس الغيني " من البديهي أن نساند هذا المقترح المغربي " ، موضحا أن هذا الموقف سيتم التعبير عنه في البيان الختامي الذي سيتوج الزيارة الرسمية للملك محمد السادس لغينيا .. وأعلن الرئيس الغيني إطلاق اسم الملك الراحل محمد الخامس على مجمع قصر الأمم بالعاصمة الغينية كوناكري، المتواجد قرب مقر قصر الرئاسة، مؤكدا أن هذا القرار يأتي اعترافا بالدور الكبير الذي اضطلع به المغفور له محمد الخامس من أجل تحرير ووحدة إفريقيا".
وخلال زيارة الملك محمد السادس الى غينيا مرفوقا بالرئيس الغيني فخامة السيد ألفا كوندي، امس الثلاثاء بكوناكري، على تسليم هبة إلى غينيا عبارة عن أسمدة ومكملات غذائية حيوانية .. وتتكون هذه الهبة من 2150 طن من الأسمدة، ملائمة للتربة والزراعات بغينيا، ومواد غذائية خاصة بالدواجن والماشية .. وتهدف هذه الهبة إلى مواكبة غينيا في تثمين ثرواتها الفلاحية، وتمكين المزارع الغيني من تحسين ظروفه المعيشية.
وزار الملك محمد السادس والرئيس الفا كوندي مستشفى عسكري مغربي بالقرب من قصر الشعب، مقر الجمعية الوطنية في كوناكري، حيث يتلقى الاف الاشخاص العناية الطبية مجانا منذ عشرة ايام .. كما وضع الزعيمان حجر الاساس ايضا لمشاريع عقارية للشرطة الغينية في العاصمة.
وخلال اداء الصلاة في مسجد ( الملك فيصل) بكوناكري – اهدى جلالة الملك محمد السادس (85)الف نسخة من المصحف الشريف للأمانة العامة للشئون الدينية بغينيا كدفعة اولى في اطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية .. وبهذه المناسبة اطلع جلالته على مشروع اصلاح وترميم مسجد ( الملك فيصل)الذي ستشرع في إنجازه وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بطلب من الجهات الغينية .. وقد اشاد الآمين العام للشؤون الدينية في غينيا، بموافقة الملك محمد السادس على تكوين خمسمائة إمام غيني في المغرب, ويشمل التعاون الدّيني بين البلدين الاستفادة من الخبرة المغربية في تعمير المساجد.
وكان الرئيس الغيني فخامة السيد ألفا كوندي، اقام امس الثلاثاء بقصر محمد الخامس في كوناكري، مأدبة عشاء رسمية على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يقوم بزيارة رسمية لجمهورية غينيا منذ يوم أمس الاثنين .. وفي بداية هذا المأدبة وشح صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرئيس الغيني بقلادة الوسام المحمدي .. كما وشح الرئيس ألفا كوندي جلالة الملك بوسام الحمالة الكبرى للاستحقاق الوطني لجمهورية غينيا.
وحضيت زيارة الملك محمد السادس الى غينيا باستقبال شعبي حاشد حيث خصص سكان العاصمة الغينية كوناكري لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استقبالا حارا وحماسيا كان في مستوى حدث هذه الزيارة التاريخية ، وعكس بحق متانة وشائج الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس والرئيس الراحل أحمد سيكو توري.
فقد خرجت الجماهير الغفيرة من ساكنة كوناكري لاستقبال جلالة الملك الذي يحرص، أشد ما يكون الحرص ، على تطوير علاقات المغرب مع عمقه الإفريقي ، وترسيخ روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعب المغربي بشعوب القارة .. وقد رفعت الأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة كوناكري وكذا صور جلالة الملك وفخامة الرئيس الفا كوندي بمناسبة الزيارة الملكية ، التي يعتبرها الغينيون حدثا تاريخيا، لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لغينيا الشقيقة.
ويأتي ذلك الاحتفاء انطلاقا من قناعة الغينيين زيارة جلالة الملك محمد السادس لغينيا ستساهم بكل تأكيد في إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي في مختلف المجالات حتى يرقى إلى مستوى علاقات الأخوة والصداقة والتضامن الفعال التي تجمع بين البلدين والشعبين.
يذكر أنه قبل وصول الملك محمد السادس إلى العاصمة كوناكري، أكد الرئيس الغيني عن مساندة بلاده الواضحة لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية قضية الصحراء، مشددا على أن غينيا "ستناضل" من أجل عودة "سريعة" للمغرب إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي.
ومن المقرر ان يغادر محمد السادس كوناكري بعد ظهر الاربعاء بعد زيارة مصنع للاسمنت وتدشين وحدة صناعية انشأها غينيون ومغربيون.
هذا وتأتي زيارة العاهل المغربي الى غينيا في اطار جولتة الافريقية التي يقوم بها العاهل المغربي منذ 18 شباط/فبراير في افريقيا شبه الصحراوية قادته الى مالي وساحل العاج. والتي تم خلالها التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين كلا من المملكة المغربية وتلك البلدان .. وسوف يتوجه بعد ذلك الى الغابون التي ستكون المحطة الاخيرة في جولته.
وأسفرت الجولات العديدة للملك محمد السادس في القارة الإفريقية عن إرساء شراكات اقتصادية بينية، وتطوير الإطار القانوني للتعاون الذي تؤطره حاليا أزيد من 500 اتفاقية موقعة مع أكثر من أربعين دولة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وساهمت الزيارات المتعددة للعاهل المغربي إلى عدد من الدول الأفريقية في إعطاء صورة عن المكانة المتميزة التي يحظى بها جلالة الملك محمد السادس لدى الدول الافريقية وكذا المكانة المرموقة التي تحتلها أفريقيا في السياسة الخارجية للمغرب، كما أنها كشفت عن البعد الأفريقي للمملكة المغربية على المستوى السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، أو على المستوى الثقافي والروحي.