صحيفة لندية تكشف عن لقاء جمع اللواء محسن بقيادات حوثية من الصف الثاني
كشفت صحيفة "العرب" اللندنية الناطقة باللغة العربية إن لقاء جمع اللواء علي محسن الأحمر بقيادات حوثية من الصف الثاني في منزل عبد القادر هلال أمين العاصمة صنعاء، الذي قاد عدة وساطات، لوقف حروب نشبت في محافظات صعدة و عمران و صنعاء، بين الحوثيين و مليشيات تجمع الإصلاح.
و نقلت "العرب" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن اللقاء بين الحوثيين والقائد العسكري للحروب الست التي خاضتها الحكومة اليمنية ضدهم هو بمثابة تحول كبير.
و استبعدت المصادر أن يثمر هذا اللقاء عن إحداث أي تحول استراتيجي في خارطة التحالفات السياسية في اليمن والتي يقف فيها الحوثيون على النقيض من اللواء الأحمر الذي يعتبره البعض أكثر شخصية يمنية لا تحظى بأي قبول في أوساط الحوثيين.
و نقلت "العرب" عن من وصفتهم بالمقربين من اللواء الأحمر أن الخطوة التي اتخذتها كانت مدروسة بشكل جيد، فتحالفه السابق مع حزب الإصلاح (الإخواني) لم يعد يضمن له أن يكون رقما مهما في المشهد اليمني، فالإخوان انهزموا هم وآل الأحمر شر هزيمة أمام الحوثيين، ولذلك كان مضطرا أن يقفز من المركب قبل الغرق.
وكشف هؤلاء أن الأحمر أسرّ لبعض معاونيه أن الإخوان أصبحوا ماضيا بالنسبة إليه في ظل الغضب الخليجي منهم، وخاصة غضب السعودية التي لا يمكن لمن يفكر بالسلطة في اليمن أن يعاديها، حسب الصحيفة.
و نقلت "العرب" عن مصادر وصفتها بـ"الخاصة" إن اللقاء يهدف لإقناع الحوثيين بالانسحاب من معاقل أولاد الأحمر التي سيطرت عليها في حاشد، غير أن مصادر أخرى قالت أن اللقاء له علاقة بجهود التهدئة في جبهتي أرحب وعمران، خصوصا وأن أمين العاصمة الذي تم اللقاء في منزله قد قام بزيارة أحيطت بالسرية إلى محافظة صعدة والتقى بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.
كما نقلت "العرب" اللندنية عن الصحفي اليمني نبيل حيدر تأكيده "أن اللواء الأحمر التقى بالفعل بقيادات قبلية حوثية تنتمي للصف الثاني لم يفصح عن طبيعتها غير أنه قال إنها تتعلق بنقاط شديدة الحساسية في اتفاقية للتهدئة رفضها اللواء علي محسن وتجمع الإصلاح الإخواني قبل أن يوافقوا عليها في اجتماع غير رسمي جمعهم مع الحوثيين على مأدبة غداء في منزل عبدالقادر هلال".
و قال حيدر: "اللقاء يعد بالفعل بادرة للتقارب غير مسبوقة إلا أنه يتوقع أن تتأثر نتائج اللقاء بتطورات الأحداث الميدانية التي شهدتها محافظة الجوف يوم الجمعة الماضي.."، طبقا لما أوردته الصحيفة.
و حسب تقرير أعده للصحيفة مراسلها في اليمن صالح البيضاني فاللواء الأحمر كان أول من دعا في خضم حرب حاشد التي انتهت بالسيطرة على معاقل أولاد الشيخ عبدالله الأحمر إلى تدخل الوسطاء والتفاوض مع الحوثيين وهو الأمر الذي رفضه أولاد الأحمر في حينها".
و حسب التقرير فقد عرف عن اللواء علي محسن الأحمر قدرة فائقة على استشراف التغيرات السياسية، معتبرا إن لقاؤه بالحوثيين، وفق متابعين، حدثا استثنائيا في مواقف الرجل القوي الذي كان من أبرز القيادات في نظام الرئيس صالح قبل أن يتحول نحو الثورة التي أطاحت به في العام "2011.
و حسب الصحيفة، سبق للواء الأحمر أن حاول فتح قنوات خاصة مع الحوثيين في ذروة الحروب التي كانت الدولة اليمنية تخوضها ضدهم محاولا التأكيد على أنه مجرد قائد عسكري ينفذ توجيهات رئيس الدولة بعد أن استشعر أن الرئيس صالح يحاول توريطه في عداوة لا تنتهي معهم.
و يأتي لقاء اللواء الأحمر بالحوثيين- بحسب مراقبين-"استجابة لقدراته البراجماتية المعروفة عنه وهي الصفة التي كان يشترك فيها مع الرئيس صالح حيث يحاول كلاهما اليوم أن ينحني لعاصفة الحوثيين المدمرة التي اقتلعت نفوذ أقوى مشائخ اليمن وتوشك رياحها أن تصل إلى العاصمة صنعاء".
و يضيف هؤلاء المراقبون أنه وبالنظر إلى طريقة تفكير اللواء الأحمر فهو يسعى كذلك لحرق أقوى الأوراق التي يحاول الرئيس السابق من خلالها الانتقام من خصومه بعد أن أصبح لا يملك شيئا على الأرض يستطيع مواجهتهم به إلا روحه التواقة للثأر.
و في حال ما صحت هذه المعلومات فإن لقاء محسن بالصف الثاني من جماعة الحوثي، يعد اعترافا صريحا، بحصول تغير في موازين القوى المؤثرة على القرار في البلد، و التي ظلت تتحكم بالمشهد السياسي منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م.
yamanat