وئام المصفري
من لندن ... اعترافات بريطانية لحل القضية الجنوبية
الثلاثاء 25 فبراير 2014 09:41 مساءً
مستقبل اليمن بعد الحوار الوطنى الى اين ؟ هذا كان عنوان الندوه التى اقيمت ظهر يوم الأثنين 17 فبراير فى جامعه لندن بحضور العديد من الخبراء البريطانيين فى الشأن اليمنى والجنوبى بشكل خاص و ممثلين من وزاره الخارجيه وبعض الباحثين والصحفيين. ناقشوا فيها ابرز القضايا التى تمثل تهديدا لمستقبل اليمن مثل القات ,الفقر, دور القبيله فى السيطره على الدوله , السلاح , الكثافه السكانيه
والجغرافيه للبلاد و تأثيرها فى الحياه المعيشيه . ابرز ماتمت منقاشته على الصعيد السياسى كانت مشكله الحوثى والقضيه الجنوبيه .. بعض النقاط التى تمت مناقشتها و التى اثارت اندهاشى بنفس الوقت هى كالأتى : اولا : اعترافهم الصريح بعدم وجود اى دليل قاطع بأن جماعه الحوثى ممولين من ايران او لأستلامهم لأى دعم كالأسلحه و غيرها..
لا اعلم لماذا يصر الخبراء على انكار الصله المترابطه بين انصار الحوثى و ايران فى محاوله منهم لأخماد هذه المشكله عن طريق عدم الأعتراف بالأطراف الأخرى التى تأجج الفتنه وتدعم الجماعه بالخفاء.. طيب, اذا كان انصار الحوثى لايستلموا اى دعم من ايران وهى الجماعه التى بدأت فى توسيع نشاطها خارج اطار صعده عبر فتح المراكز التعليميه و الندوات و المخيمات الصيفيه للترويج لأفكارهم وعقيدتهم ومن ثم التوسع بشكل اوسع فى محاوله منهم لفرض قوتهم على الحكومه وعلماء الدين الأخرين. اذا لماذا يتم الحاق هذه التهمه بالحراك وترويجها وبدون دليل قاطع ايضا ؟ مع العلم ان الحراك لا يتبنى اى معتقدات دينيه تكفيريه او تبشيريه بل هو حراك شعبى سياسى يطالب بأستعاده دولته فقط لا غير ولا تربطه اى علاقه بأيران لا من قريب او بعيد.
ثانيا : اعتراف الخبراء جميعا بأن مشروع الاقاليم السته ماهو الا مقترح وليس قيد التنفيذ و يعود ذلك لرفض العدد الكبير من الشماليين والجنوبيين لهذا التقسيم . تحدثوا ايضا عن استطاعه لجنه الحوار تعديل التقسيم فى الخارطه اذا تواجد (لوبى) قوى يستطيع الضغظ ومن هنا تكمن احتماليه تعديل التقسيم الى اقليمين فقط ..اقليم جنوبى واقليم شمالى... فى اشاره غير مباشره بأنه من الممكن القبول بأقليمين اذا ما كان هناك ضغط شعبى قوى وماكان من الاقاليم السته سواء قياس رد لفعل الشعب الجنوبى والشمالى ..
ثالثا : اعترافهم بأن الحراك الجنوبى هش جدا بسبب ضعف قياداته المتعدده و التيارات المختلفه المتناحره مما جعل وضع قضيتنا شئ صعب تصديقه او الاعتراف به عند المجتمع الدولى لعدم جود جهه محدده يستطيعون التفاوض معها لسماع شروطهم و الجلوس معهم على طاوله المفاوضات..
رابعا : و هذه اكثر نقطه ادهشتنى , اعتراف صريح و واضح المعالم بأنه لا يوجد معهم اى حل للقضيه الجنوبيه او وجود اى خيارات اخرى من اجل تسويه الأمور بشكل سلمى وبدون خسائر.. الحل الوحيد الذى يراهنون عليه الآن هو اقناع الجنوبيين بالقبول بالفدراليه على اقليمين او عده اقاليم .. اما من ناحيه اعطاء الأستقلال الكامل لدولتنا فهذا مستبعد جدا لأن الواقع يفرض نفسه بسبب ان العدد السكانى للشمال اكثر بكثير مقارنه للجنوب وليس من العدل ان يتم فرض رأى الاقليه على الاغلبيه هذا من وجهه نظرهم , و عندما اشار الناشط السياسى لطفى شطاره فى مداخلته عن اعطاء بريطانيا الحق للأسكتلنديين فى الاستفتاء واذا ماسيعطوا للجنوبين الحق فى تقرير مصيرهم ايضا, تلعثم المتحدث ولم يستطع الرد بشكل واضح فى اشاره بأن الجنوبيين لايحق لهم الأستفتاء و لا خيار آخر امامهم سوى القبول بالواقع من سكات.
و فى مداخله اخرى , للناشط السياسى المهندس على نعمان المصفرى عندما علق بأن حديثهم لايمت للواقع بصله وان المشكله بين الجنوب والشمال هى سياسيه وليست اجتماعيه او عقائديه حتى يعطونا اقليم لنعيش فيه و لم ينتفض الجنوبيين فقط بسبب المعامله السيئه لهم بعد حرب الأحتلال وانما بسبب الطمس والقمع الذى مارسته قوات الأحتلال عليهم وكأنهم عبيد او مواطنين من الدرجه الثالثه.. اضاف ايضا المصفرى بأن عليهم النزول للشارع والاستماع لمطالب الملايين من الجنوبيين فى طلب الاستقلال تحت رايه جنوب محرر من المحتل بدون استفتاء او فدراليه وان الجنوبيين لن يتراجعوا عن مطلبهم فى طرد كل محتل شمالى مهما تكلف الأمر ..
لم يتم الرد على مداخله الناشطين المصفرى و شطاره بشكل صريح وتم اللعب بالرد بشكل دبلوماسى وكانهم يريدون القول "قفلوا على الموضوع يا جنوبيين " واقبلوا بالامر الواقع .. خامسا : ما اثار حزنى الشديد هو حديثهم المتواصل عن حال الحراك المتدهور و خوف المجتمع الدولى من الاعتراف بنا بسبب الصراعات الداخليه بيننا البين التى قد تقود الى حرب 13 يناير جديده...
كانوا جميعا يتحدثوا عن الوحده وكأنها شئ مقدس طاهر بلاخطيئه , ليتهم يعترفون بأن الوحده هى ذلك الشر المطلق الحر الطليق الذي ينهش في عقول البشر وفي أجساد المجتمعات فيقوضها ويحولها لمجتمعات غائبة عن الحياة ليحولها الى (زومبى) الأحياء الأموات الذين لا يعرفون شيء عن انفسهم ولا عن طبيعتهم الإنسانية الحقيقية .
ليتهم يعترفون بأن الوحده تحت قوه السلاح هى ذلك المرض الذي يستطيع بمنتهى التمكن والقوة والصلابة تقسيم المجتمعات وجعلها تتناحر وتتقاتل حتى يقضي بعضها على بعضها الآخر ، الوحده اليمنيه هى ذلك الكهف المظلم الذي لا بداية ولا نهاية له تدخله الأفراد مجبرة منذ نكسه الأحتلال.
في مجتمع الوحده المريضة يتخبط المؤمنون بها في الظلام طوال حياتهم بعد ان مسحت عقولهم عقائد وتخاريف العلماء المختلفة فلا يتركوها أبدا حتى وقت مفارقتهم للحياة ولأنني أعي جيداً خطورة هذا الشر الأسود وكوني كنت أحد هؤلاء الذين عاشوا لفترة طويلة في كهوفه ومسالكه السوداء القاحلة دون ان أجد يدا واحدة لتساعدني انا وغيرى من ابناء وطنى على الخروج من متاهته، ولأنني أخيراً خرجت مع خروج الملايين ولأنني أملك نفسي وأملك شرفا وإنسانية فعار علي كل العار إن تساهلت أو تسامحت في مقاتلة ومحاربة هذا الشر اللامتناهي .. لايوجد حل امام شعبنا غير التمسك بالقضيه و ان نفرض مطالبنا وبقوه وفى كل مكان مادمنا باقون على الأرض .. علينا ان نخلق واقع جديد لعلهم يستطيعون قراءته فى يوم من الايام عندما يجدون مصلحتهم بيننا . المراهنه على اقناع الجنوبيين فى الفدراليه او اى خيار اخر هو عشم ابليس فى الجنه خصوصا بعد ضرب الناشطه الجنوبيه انسام بسبب ارتدائها للعلم الجنوبى فوق رأسها .. تم ضرب الناشطه انسام فى نفس اليوم التى اقيمت فيه الندوه . ذهبت الى الندوه وانا البس الدبوس الجنوبى فوق حجابى مع نظرات استغراب واستهجان من العاملين بسفاره الاحتلال وكأن العلم يستفز مشاعرهم جدا ولكنهم غير قادرين على ضربى هذه المره فقط لأنى فى دوله القانون بريطانيا. سنرفع العلم فوق رؤسنا .. بيوتنا .. فى كل بقعه من ارض العالم وهذا هو الواقع الذى سنفرضه عليهم وبقوه وهو اننا متواجديــــــــــــن ولن يستطيعوا اغلاق افواهنا مهما تكالبوا علينا كالذئاب الجائعه الخائفه من ضياع فريستها الوحيده ..
جنوبيه خريجه اداره اعمال من جامعه لندن
نقلا عن صحيفة الربيع العربي